ثلاثة أطفال في مهب الإهمال.. أب يساوم والدته على أطفاله وجدة سبعينية تُصارع وحدها لحمايتهم”

في مشهد مأساوي لا يُصدق، وثّقت عدسات الهواتف المحمولة صورة لثلاثة أطفال صغار ينامون على الأرض في مدخل إحدى العمارات بمنطقة السلام بحي الضواحي في بورسعيد، دون فراش أو غطاء نظيف، بينما كانت جدتهم – والدة أبيهم – تقيم في الطابق الثاني من نفس المبنى. المشهد أشعل موجة من الغضب والتعاطف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما دفع الكثيرين للمطالبة بتدخل فوري من لجان حماية الطفل.
اتهامات للجدة.. وحقائق تُكشف
ورغم أن أصابع الاتهام وُجهت في البداية للجدة باعتبارها مسؤولة عن تشريد أحفادها، فإن الحوار الذي أجرته “أهل مصر” معها كشف زيف هذه الاتهامات، وأظهر صورة مؤلمة لمعاناة امرأة سبعينية تقف وحدها في مواجهة عجز الدولة وجحود الأب والأم.
: قصة أب باع الشقة لأجل طليقته
تحكي الجدة، المعلمة السابقة البالغة من العمر 70 عاماً، أنها تحملت مسؤولية الأطفال منذ أن تخلت عنهم الأم بعد قضية خُلع، واشترت لابنها شقة في منطقة القابوطي الجديد، على أمل أن تستقر حياتهم. لكن الصدمة كانت أن الابن باع الشقة وأعطى ثمنها لطليقته، في محاولة يائسة لإرضائها، دون أي اعتبار لمصير أطفاله.
“هاتي فلوس وخديهم من الشارع”
الابن – كما تؤكد الجدة – بدأ بابتزازها ماليًا، حيث اشترط عليها دفع مبلغ مالي مقابل تسليمه الأطفال، قائلًا: “هاتي فلوس وخديهم من الشارع”. أما الأم، فاشترطت مبلغ 10 آلاف جنيه شهريًا لرعايتهم، وكأنهم صفقة مالية، لا حياة لأطفال في عمر الزهور.
تحريض وعنف داخل المنزل
رغم كل شيء، استقبلت الجدة الأطفال في منزلها ورعتهم برفقة عمتهم، وحرصت على انتظامهم في المدارس. لكن الأب لم يكتفِ بالابتزاز، بل زارهم مرارًا وحرّضهم على التمرد والعنف. وفي إحدى المرات أشعلوا النار داخل المنزل، وفي مرة أخرى رشقوا النوافذ بالحجارة.
اعتداءات وتهديد حياة الجدة
ولحماية نفسها، قامت الجدة بتركيب باب حديدي لمنع دخول الابن، الذي اعتاد اقتحام الشقة، وتكسير عداد الكهرباء وتهديد حياة والدته المسنّة بالضرب والسب، على مرأى ومسمع من الجيران.
أم بلا رحمة وأب بلا مسؤولية
أكملت الجدة حديثها وهي تبكي بحرقة، قائلة إن طليقة ابنها جردت الشقة من كل شيء، حتى ملابس الأطفال، وألقتهم في الشارع في عز البرد. تبرع بعض الأهالي بملابس للأطفال، لكن معاناتهم ما زالت مستمرة، وسط تجاهل الأب والأم لمصيرهم.
“دار الرعاية أحن عليهم”
أنهت الجدة رسالتها بنداء حزين: “أنا عملت كل اللي أقدر عليه.. بعت بيت والدي وورث أختي عشان أشتري شقة لابني من أجل أولاده، لكنهم ضاعوا بين قسوة الأب وجحود الأم. دار الرعاية ممكن تكون أحن عليهم من أهلهم”.






