الحوادث

رحيل ملاك صغير.. الفيوم تودّع “حسن” حافظ القرآن الذي هزّ القلوب

في لحظة حملت وجعًا لا يُنسى، ودّع أهالي مركز سنورس بمحافظة الفيوم، يوم أمس، أحد أبنائهم البررة، الطالب الأزهري “حسن علي حسن محمد” البالغ من العمر 15 عامًا، بعد صراع شجاع مع مرض سرطان الدم استمر لما يقرب من عامين

قصة شجاعة بدأت بألم وانتهت بحزن

بدأت رحلة حسن مع الألم عندما كشفت الفحوصات الطبية إصابته بورم خبيث في الدم. لم تكن صدمة عادية على أسرته ولا محيطه، لكنه واجه المرض ببسالة نادرة لطفل في مثل عمره، وبدأ في تلقي العلاج الكيماوي، متنقّلًا بين المستشفيات وجلسات العلاج، دون أن يفقد ابتسامته أو ثقته بالله.

تفوق وأخلاق.. وقرآن في صدره

رغم المعاناة، ظل حسن طالبًا متفوقًا بالصف الثالث الإعدادي بمدرسة عثمان بن عفان الإعدادية الأزهرية، التابعة لإدارة سنورس التعليمية. اشتهر بين زملائه ومعلميه بخلقه الرفيع، وتواضعه، فضلًا عن حفظه الكامل لكتاب الله، ما جعله محبوبًا في قلوب الجميع.

وداع مؤلم.. وحزن عام

يروي “محمد عبد الجليل”، أحد جيران الأسرة، أن حسن كان مصدر فخر لأسرته وللشارع بأكمله. ويضيف: “شفناه بيكبر بين عنينا، وكان مثال للخلق والدين، وكلنا كنا بندعيله يقوم بالسلامة.. بس قضاء ربنا فوق كل شيء”.

وشهدت جنازته حضورًا كبيرًا من أهالي القرية والقرى المجاورة، في مشهد تقشعر له الأبدان، حيث غلبت الدموع الصامتة، والدعوات الصادقة بأن يجعل الله مرضه كفّارة له، وأن يثبّت قلب أسرته.

الوداع الأخير.. ولكن الذكرى باقية

امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بكلمات الوداع، وصور الفتى الذي لم يهن عليه وجعه أن يُثقل على من حوله. نعاه أصدقاؤه بكلماتٍ تفيض بالمحبة والدموع، وطلبوا من الجميع الدعاء له بالرحمة، وأن يُلهم الله ذويه الصبر على فراقه.

اللهم ارحم حسن، واجعل مرضه في ميزان حسناته، وبلّغ به أعلى مراتب الجنة، وألهم قلوبنا جميعًا الإيمان بقضائك والرضا بحكمك.

 

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى