في ليلة فرح ابنته.. رحيل مفاجئ لأب بعد ساعات من عقد قران ابنته في الفيوم

في يومٍ انتظره طويلاً، أتم الحاج جمال عباس، صاحب مطعم شهير بمنطقة الحواتم في الفيوم، مراسم عقد قران ابنته وسط أجواء من السعادة العارمة. كان الاحتفال قد أقيم في مسجد أبو داوود، أحد أشهر مساجد المدينة، واستقبل خلاله الحاج جمال العشرات من الأحباب والأصدقاء الذين توافدوا من كل صوب، لمشاركة الأسرة هذه اللحظة السعيدة.
وداعٌ بالابتسامة
انتهت مراسم العقد، ووقف الحاج جمال أمام باب المسجد، يصافح ضيوفه واحدًا تلو الآخر بابتسامة دافئة ونفسٍ راضية. لم يترك أحدًا إلا وأكرمه بكلمة طيبة ولمسة محبة، كأنما كان يودّعهم بطريقة خاصة دون أن يشعر أحد بما سيأتي لاحقًا.
إلى البيت.. حيث تستكمل البهجة
عاد والد العروس إلى منزله في حي الحواتم، حيث واصل أهله وجيرانه الاحتفال بالحدث السعيد. وبين الزغاريد والضحكات، ظل جمال يتنقل بين الحضور، يتأكد أن كل شيء على ما يرام، ويتابع التفاصيل التي حرص عليها بنفسه منذ صباح اليوم، كي يصنع لابنته ذكرى لا تُنسى.
إرهاق لا يُشبه المعتاد
مع اقتراب منتصف الليل، بدأ التعب يأخذ منه مأخذه، لكنه لم يُظهر أي تأفف. صعد إلى شقته ليحصل على بعض الراحة، وكان يمازح من حوله ويتحدث عن جمال اليوم، وكأنه طفل فرح بلعبة انتظرها سنوات. لكنه ما لبث أن سقط مغشيًا عليه فجأة، وسط ذهول الجميع.
لحظة التحول.. من الفرح إلى الصدمة
تجمّع أفراد الأسرة في هلع، محاولين إنعاشه بكل الوسائل الممكنة. وصلت سيارة الإسعاف، وجاء الطبيب، لكن الكلمات التي خرجت من فمه كانت كفيلة بأن تُسكت كل أصوات الفرح: “البقاء لله، لقد توفي.” كان السبب هبوطًا حادًا في الدورة الدموية.
رجل رحل في ذروة حضوره
يقول جيرانه إن جمال كان في ذلك اليوم كمن يودع الحياة بطريقة نبيلة. لم يترك يدًا إلا وصافحها، ولا قلبًا إلا ولمسه بكلمة طيبة. لقد كان محبوبًا من الجميع، حريصًا على مشاعر كل من حوله، وصاحب سيرة عطرة لا ينساها من عرفه.
النهاية التي لم تُكتب في الحسبان
لم يكن يتوقع أحد أن تتحول ليلة الفرح إلى لحظة وداع. لكنها الحياة، تختار لحظاتها دون استئذان، وقد اختارت لجمال عباس أن يرحل في اليوم الذي رسمه في خياله منذ ولادة ابنته. رحل مبتسمًا، في قلب الفرح، وبين من أحبهم وأحبوه.






