
كانت ترتدي فستانها الأبيض، تستعد للحظة طالما حلمت بها منذ سنوات، تنتظر أن يدخل عليها عريسها وسط التهاني والزغاريد. لكنها لم تتخيل أن لحظة العمر ستتحول في ثوانٍ إلى مأساة، وأن دموع الفرح ستنقلب إلى صرخات فاجعة. في مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان، رحل العريس الشاب أشرف أبو حاكم أثناء مراسم زفافه، تاركًا عروسه المكلومة تبكي على فستان لم يكتمل فرحه، وحلم انهار قبل أن يبدأ.
داخل القاعة، وبين ضحكات الأهل والأصدقاء، شعر العريس بألم مفاجئ أسقطه أرضًا. حاولت يداه التمسك بالمكان من حوله، لكن جسده كان يخذله. هرع الحضور لنقله إلى مستشفى كوم أمبو، بينما كانت العروس تنتظر دخوله عليها بابتسامة العمر. دقائق قليلة قلبت حياتها رأسًا على عقب؛ إذ عاد الخبر إليها كالصاعقة: “العريس مات”.
انطلقت صرخات الزوجة الشابة التي لم تصدق أن شريك عمرها غادر الدنيا قبل أن يضع يده في يدها. لم تكن دموعها دموع عروس اعتادت البكاء في الزفاف، بل دموع أرملة في ليلة عرسها. جلست على الأرض تعانق فستانها الأبيض، بينما المحيطون يحاولون تهدئتها عبثًا، فالجرح كان أعمق من أن يهدأ بالكلمات.
المدينة بأكملها خيم عليها الحزن، وخرج المئات لتشييع الجثمان، بينما كانت العروس تصرخ: “ليه تسيبني لوحدي يا أشرف؟!” في مشهد أبكى كل من حضره. على مواقع التواصل الاجتماعي، تحولت قصة أشرف إلى حديث الناس، وامتلأت الصفحات بصورته مع دعوات له بالرحمة، ورسائل مؤثرة لعروسه الصابرة.
تحولت ليلة العمر إلى مأتم، والزغاريد إلى بكاء، والفستان الأبيض إلى رمز للفقد بدل الفرح. قصة أشرف وزوجته ستظل محفورة في قلوب الجميع، تذكرنا أن الأقدار قد تغير مصيرنا في لحظة، وأن الفرح والحزن قد يتجاوران في يوم واحد، بل في لحظة واحدة.








