نجاة فتاة من الموت بعد 3 لدغات عقرب في سوهاج
في واقعة نادرة أثارت دهشة الأطباء، نجح فريق طبي بمستشفى سوهاج العام في إنقاذ حياة فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا، بعد تعرضها لثلاث لدغات عقرب سامة كادت تودي بحياتها، لتتحول قصتها إلى مثال جديد على كفاءة وجهود الأطقم الطبية في إنقاذ الأرواح رغم خطورة الحالات.
تفاصيل الحادثة الخطيرة
بدأت القصة عندما نُقلت الفتاة من مستشفى طهطا العام إلى مستشفى سوهاج العام وهي في حالة حرجة للغاية، بعد أن تعرضت لثلاث لدغات من عقرب سام، اثنتان في منطقة الصدر والثالثة في الذراع اليسرى.
كانت حالتها الصحية سيئة جدًا، إذ كانت تعاني من آلام مبرحة في مواضع اللدغ، مع قيء دموي شديد وتعرق غزير وتسارع حاد في ضربات القلب وصل إلى 210 نبضات في الدقيقة، إلى جانب انخفاض ملحوظ في نسبة الأكسجين بالدم وبرودة بالأطراف وانخفاض بدرجة الحرارة، ما دفع الأطباء للتعامل مع الحالة باعتبارها طارئة وشديدة الخطورة.
تدخل طبي عاجل وإنعاش مرتين
تحت إشراف الدكتور عمرو دويدار، وكيل وزارة الصحة بسوهاج، والدكتور إيهاب هيكل، مدير مستشفى سوهاج العام، تولت الطبيبة عزة عمر حسن، استشاري السموم بكلية طب سوهاج، والدكتور أحمد علي إسماعيل، استشاري العناية المركزة بمستشفيات سوهاج الجامعية، قيادة الفريق الطبي الذي تعامل مع الحالة.
أُجريت للفتاة فحوصات دقيقة وأشعة إيكو على القلب أظهرت وجود التهاب حاد بعضلة القلب وانخفاض القوة الانقباضية إلى 40% بسبب تأثير السم القوي.
وخلال فترة العلاج، تعرضت الفتاة لتوقف عضلة القلب مرتين متتاليتين، لكن الفريق الطبي تمكن من إجراء إنعاش قلبي رئوي ناجح في كل مرة، وتم وضعها على جهاز التنفس الصناعي وإعطاؤها محفزات للقلب وجرعات متزايدة من الأمصال الوريدية، مع متابعة دقيقة لحالتها الحيوية وإنزيمات القلب.
107 جرعات مصل.. وعودة للحياة
في سابقة نادرة من نوعها، تلقت الفتاة 107 جرعات من المصل المضاد لسم العقرب، وهي كمية ضخمة تفوق المعدلات المعتادة في مثل هذه الحالات، وبفضل المتابعة المستمرة والرعاية المكثفة، بدأت حالتها تتحسن تدريجيًا حتى استقرت العلامات الحيوية تمامًا، ليتم فصلها عن جهاز التنفس الصناعي بعد أيام من المتابعة الدقيقة.
وبعد رحلة علاج طويلة، أعلن الأطباء تماثلها للشفاء الكامل وخروجها من المستشفى بحالة مستقرة، وسط فرحة ذويها والفريق الطبي الذي أشاد بجهود جميع المشاركين في إنقاذ حياتها.
