الخواجة ميشيل .. النصف «يونانى» والنصف «مصري»
العم «ميشو» .. أقدم فني تصليح تليفزيونات بالبحيرة
تقرير – ثناء القطيفي
داخل محل قديم في مدينة دمنهور محافظة البحيرة، يجلس العم ميشو الشهير بأبو مينا .. محل ورثه عن والده وجده لإصلاح الأجهزة الكهربائية خاصة التلفزيونات وأجهزة الراديو، حيث تشتهر عائلته بهذه المهنة منذ عشرات السنوات.
وداخل هذه الورشة أو المحل يعيش الزائر لحظات نادرة بين الأبيض والأسود أمام الخواجة ميشو اشهر واقدم صنايعى لإصلاح كل ما هو قديم من تليفويونات وراديوهات وأدوات كهربائية.
حكايه الخواجه ميشو بدءا من إسمه الذى يناديه به زبائنه منذ ما يقرب من 70 عاما عندما كان طفلاً يقف مع والده شوقى بسطريوس فى ذلك المحل الصغير واسمه الحقيقي ميشيل، وهو يونانى الأصل.
يبدأ ميشو الرجل اليونانى الذى بات عجوزاً سرد تفاصيل حكايتة لـ «» بأن جدته اليونانية عشقت مصر وأرضها واهلها وكثيرا ما حدثته عن شوارع المحروسه والإسكندرية وعن أقاربهم الذين استوطنوها وعادوا يحكون بها وعنها.
يقول ميشو: أحببت مصر كثيرا من كلام جدتى عنها، وعشت نصفى يونانى والآخر مصرى والحقيقة أصبحنا مصريين، وأضاف: رفضت جدتى بشدة أن تعود لليونان وكانت كلمتها أن مصر وطنها الثانى وأنها ستدفن فى أرض الحضارة الفرعونية القديمة وكانت تلقب مصر “بأرض النيل العظيم”.
وعن مهنته التى ورثها هى والمحل عن والده يتحدث الخواجه ميشو بعشق، قائلا: لا أجد نفسى سوى فى ذلك المحل الصغير، مؤكداً أنه كان حريصا على رفقة والده والتعلم منه أصول المهنة.
وأشار إلى أنه يعمل في تلك المهنة منذ نعومة أظافره وخلال دراسته وذلك طوال 60 عاما كاملة من الخبرة والمهارة في تلك الوظيفة، مؤكدا أن أسرته اكتسبت شهرة واسعة بين أهالي مدينة دمنهور والقرى المجاورة لها بامتداد البحيرة.
وأكد أبو مينا أنه من خلال تلك المهنة اقتنى العديد من الأجهزة الكهربائية العتيقة والقديمة والتي تمثل تاريخا، مشيرا إلى أنه رفض تجديد المحل الذي يبدو للوهلة الأولى أنه يعود لحقبة زمنية قديمة وذلك بسبب وصية والده له بعدم تجديده.
وعن زبائن، يقول الخواجه: زبائني من كل الفئات، الفلاح والعامل والغنى والفقير والموظف.