تتوالى الأخبار الاقتصادية الكبيرة المتفائلة التي تتحدث عن قرب حدوث انفراجه كبيرة في الاقتصاد المصري, تكون سببا في خروجه من محنته الشديدة التي يعاني منها شعبنا المصري الصبور منذ فترة …
كان الإعلان عن تنفيذ مشروع اقتصادي ضخم في منطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالي و الذي يتولى تنفيذه صندوق الإستثمار الإماراتي … وبشروط جيدة غير مجحفة بشهادة جهات أجنبية محايدة …
وكان من آثار مجرد الإعلان عن توقيع الصفقة الانخفاض والتراجع الكبير في أسعار الذهب وسعر صرف الدولار في السوق الموازي …
و خرج علينا العديد من المنظرين والمقعرين في كافة القنوات الفضائية يبشرون بانتهاء المعاناة وبدء مرحلة الازدهار …
طبعا لا أحد يكره أن يتعافى اقتصادنا بعد سنوات عجاف أثرت بشكل كبير على مستوى معيشة الشعب المصري وشهدت الأسعار ارتفاعاً جنونيا غير مسبوق خاصة فيما يمس حياة المصريين و أعني بها الغذاء والكساء …. ولا أبالغ بأن أذكر أن المعاناة طالت جميع الفئات، لا فرق بين غني و فقير …
زاد من الغبطة و السرور توارد أنباء أخرى عن مشاريع مماثلة مع دولة قطر والمملكة العربية السعودية …
المهم …
نرجو أن يكون ما أعلن عنه وما تم من إجراءات هو في صالح الشعب .. وأن يتم الاستفادة الفعلية بما سيتم ضخه من عملات نحن في أمس الحاجة إليها لإحداث إصلاح حقيقي وعدم الدخول في مغامرات أو مشروعات تستنفد ما تم تدبيره ..
لابد من وجود خطط واقعية لمواجهة الأزمة المستعصية … يحب أن نستفيد من أخطاء حدثت وأثرت على واقعنا الاقتصادي في ظل وضع عالمي غير مستقر وأزمات خانقة لا دخل لنا بها وإن كنا أول من تأثر بها كالحرب الروسية الاوكرانية وحرب غزة … وقلاقل السودان وليبيا المتاخمين لحدودنا . .
كما يجب على الشعب – كل الشعب – أن يعاون الحكومة من أجل حل الأزمات بسرعة … فمعظم المعاناة جاءت بسبب جشع معظم التجار وقيامهم بأعمال غش وتدليس وزيادة مبالغ فيها مستغلين ما تعانيه الدولة من نقص حاد في العملة الأجنبية وتعرض السياحة وقناة السويس لنقص شديد في إيراداتهما نتيجة الأحداث المحيطة … فضلا عن تأثر معدلات تحويلات العاملين في الخارج …
نتمنى أن تراجع الحكومة سياستها الاقتصادية كما يجب أن يتم تغيير بعض الحقائب الوزارية التي لم تعد جديرة بالاستمرار … وإسناد الأمر إلى أهله من أصحاب الكفاءة و الخبرة وهم كثر فمصر زاخرة وعامرة بكفاءات تنتظر الفرصة …
أيضا لابد أن يتغير الخطاب الإعلامي .. فهناك وجوه آن لها أن تختفي فهي تضر ولا تفيد … لابد من إحداث طفرة إعلامية حقيقية تمهد الطريق لممارسات إيجابية … مع توضيح وتبصير بالحقيقية دون مبالغات أو رياء … فالوضع لم يعد يحتمل …
كل الشعب المصري مطالب بأن يستنفر من أجل عبور الأزمة والعودة إلى طريق الصواب، فالفرصة قد تكون الأخيرة ولن تتكرر .. .
حفظ الله مصر وحفظ شعبها وجيشها ….
اللهم آمين …