الدين والحياة

هل استخدام بخاخة الربو يفسد الصيام ؟!

يتساءل الكثير من أصحاب الأمراض الصدرية والتنفسية، عن حكم استخدام بخاخة الربو أثناء الصيام فى نهار رمضان..وهل استعمالها يفطر ؟

*دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي أجابت عن حكم بخاخة الربو في الصيام، قائلة: «البخاخة آلةٌ يستخدمها مريض الربو بها دواء سائل مصحوب بهواء مضغوط بغاز خامل يدفع الدواء من خلال جرعات هوائية يجذبها المريض عن طريق الفم، فيعمل كموسِّع قصبي تعود معه عملية التنفس لحالها الطبَعي، واستعمال هذه البخاخة يفسد الصوم؛ لأن فيها إيصالًا لهذا السائل على هيئة رذاذ له جِرْمٌ مؤثِّر إلى الجوف عن طريق منفذ منفتح وهو الفم، وليس صحيحًا ما يُقال من أنه مجرَّد غاز، بل هو غاز مصحوب برذاذ الدواء».

الفطر واحب فى هذه الحالة

وأكدت دار «الإفتاء» في حكم بخاخة الربو في الصيام: «للمريض الذي لا يستغني عن هذه البخاخة في شفائه أن يفطر، بل إذا كان يخشى على نفسه الهلاك إن لم يستخدمها طوال النهار فإن الفطر واجب عليه شرعًا، حتى لو طال ذلك أو استدام معه، فإذا علم من أهل الخبرة في الطب أن مرضه هذا لا يرجى بُرؤُه وجب عليه إخراج الفدية، وهي أن يُطعم عن كل يوم مسكينًا، فإذا برئ من مرضه وقدر على الصيام لم يجب عليه القضاء، وكفته الفدية التي أخرجها قبل ذلك؛ لسقوط الصوم عنه حينئذٍ وعدمِ مخاطبته به، إذ إن الفدية على الأصح واجبةٌ في حقه ابتداءً لا بدلًا عن الصيام».

البخاخة مفطرة

فيما قال الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية، عن حكم بخاخة الربو في الصيام، إن المتخصصين في الطب قالوا إن البخاخ عبارة عن رذاذ خفيف يدخل عن طريق الفم وقد يصل إلى الجوف، وبالتالي تكون البخاخة مفطرة في نهار رمضان.

وقال «إن أي شيء يدخل إلى الجوف عن طريق الفم أو الأنف فهو مفطر، وهو ما أجمع عليه العلماء، وبالتالي يجب على المريض الذي يستعمل البخاخ بكثرة طوال اليوم أن يفطر في شهر رمضان وهي رخصة منحها الله لك، وعليك بأن تخرج عن كل يوم أفطرته فدية إلى أن يشفيك الله تعالى».

رأى الشيخ عبد الرحمن أنور

فيما أكد الشيخ عبد الرحمن أنور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن استخدام بخاخة الربو أثناء الصيام لا يفسده، موضحًا أن المرضى الذين يعانون من مشكلات في التنفس يحتاجون إلى استخدامها بشكل ضروري لاستمرار حياتهم، حيث إنها تساعد في توسيع الشعب الهوائية وتسهيل عملية التنفس.

وأضافت أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن الصيام لا يتأثر باستخدام البخاخة، حتى لو شعر الصائم بطعمها في الحلق، مستشهدًا برأي الأطباء الذين أكدوا أن البخاخة لا تصل إلى الجوف وإنما تذهب مباشرة إلى الجهاز التنفسي، وبالتالي لا تعد من المفطرات.

الشريعة الاسلامية تقوم على التيسير

وأشار أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، إلى أن الشريعة الإسلامية تقوم على التيسير ورفع الحرج، لقوله تعالى: ﴿وما جعل عليكم في الدين من حرج﴾ (الحج: 78)، ولذلك يجوز للمريض استخدام بخاخة الربو في نهار رمضان عند الحاجة، وصيامه يبقى صحيحًا ولا يلزمه القضاء.

وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الإسلام دين يراعي أحوال المكلفين، مشيرًا إلى أن المرض عذر شرعي يبيح بعض الرخص، ولكن إذا استطاع الصائم الاستغناء عن البخاخة دون ضرر، فالأولى تجنبها احتياطًا للصيام.

أمراض تبيح الفطر

وكانت دار الإفتاء، أجابت عن سؤال ورد إليها عن نوعية الأمراض التي يجوز عدم الصيام في حالة الإصابة بها، حيث يقول السائل: “ما هو حدُّ المرض المبيح للإفطار؟”.

وأوضحت دار الإفتاء أن المرض المبيح للفطر هو الذي يؤدي إلى ضررٍ في النفس، أو زيادة في المرض، أو تأخير في الشفاء، وذلك بإخبار أصحاب التخصص من الأطباء.

وأشارت دار الإفتاء في فتواها، إلى أنه في هذه الحالة يجب على المريض أن يفطر إذا تحقق من الضرر؛ حفاظًا على نفسه من الهلاك.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى