الدين والحياة

هل يجوز للخاطب رؤية وجه المنتقبة؟.. دار الإفتاء تجيب

أوضح الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الحكم الشرعي في سؤال ورد حول جواز كشف الفتاة المنتقبة وجهها أمام خطيبها عند زياراته، حيث أكد أن ذلك لا حرج فيه شرعًا، إذا تم وفق الضوابط والآداب الإسلامية المرعية.

وأشار أمين الفتوى إلى أن من مقاصد الشريعة الإسلامية أن تُبنى الأسرة على أسس واضحة وسليمة، تبدأ بالتعارف والتفاهم بين الطرفين قبل عقد الزواج، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم أباح للخاطب أن ينظر إلى مخطوبته، فقال: «انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما»، أي أنه أدعى لاستمرار المودة والرحمة بين الزوجين.

وأضاف أن النقاب من العادات وليس من الواجبات الشرعية الملزمة، فلا إثم على المرأة إذا كشفت عن وجهها، لافتًا إلى أن جمهور الفقهاء يرون أن عورة المرأة جميع الجسد ما عدا الوجه والكفين، وهو ما ورد في حديث النبي ﷺ الموجه إلى السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: «يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض فلا يُرى منها إلا وجهها وكفيها».

وأكد الشيخ عبد السلام أن الشريعة الإسلامية راعت مصلحة الطرفين، فإعطاء الخاطب فرصة لرؤية وجه مخطوبته ويديها يعزز من فرص التفاهم والانسجام قبل الزواج، مشددًا على أن ذلك يجب أن يتم في حضور الأسرة، وبما لا يخرج عن حدود الأدب والالتزام.

واستطرد أمين الفتوى بأن الهدف من هذا الحكم ليس مجرد النظر، بل تحقيق الاطمئنان النفسي والشرعي لكلا الطرفين، حتى تُبنى الأسرة على أساس من الصراحة والوضوح، بعيدًا عن الغموض أو الحرج الذي قد يؤثر مستقبلًا على العلاقة الزوجية.

وأكد أمين الفتوى أن ما تقرره دار الإفتاء في مثل هذه القضايا يهدف إلى إزالة اللبس والجدل الدائر بين الناس، لاسيما مع اختلاف الآراء الفقهية حول النقاب، موضحًا أن الفتوى تراعي مقاصد الشريعة والواقع المعاصر معًا، حتى يعيش الناس حياتهم الدينية بصورة يسيرة بعيدة عن التشدد أو التفريط.

كما شدد الشيخ إبراهيم عبد السلام على أن التزام الضوابط الشرعية خلال فترة الخطوبة أمر أساسي، إذ لا يجوز للخاطب أن يتعامل مع مخطوبته تعامل الأزواج قبل العقد الشرعي، بل يجب أن تبقى العلاقة في إطار الاحترام والمعرفة المباحة فقط، بما يحقق المقصد الشرعي من الخطبة دون تجاوز.

 

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى