تزوج عليها 5 مرات.. وفى السادسة خلصت عليه بالسم والعصا الحديدية
القاتلة : كان بـ ٧ أرواح زي القطط.. حاولت الخلاص منه أكتر من مرة
تصريح الدفن كشف الجريمة المستخبية .. الطبيب أكد وجود شبهة جنائية
أم العيال انهارت.. اعترفت.. وابنها الضحية
الأقصر – عبدالرحيم عبدالموجود :
قديمًا قالوا ” إذا فشل الشيطان في التسرب إلى مكان.. أوفد امرأة”، وهذا ما حدث في منطقة البياضية بمحافظة الأقصر، فقد فشل ابليس عدة مرات في افساد العلاقة بين ” حسن ” وزوجته ” هدية “، فكان يرسل بين الحين والآخر امرأة ليتزوجها “حسن” الذى كان يعمل عاملًا بمدرسة العوامية الإعدادية، وهو ما يغضب “هدية” – ربة المنزل – التي كانت تصر على طلاق الزوجة الجديدة؛ ويرضخ الزوج بعد أن يخوض معركة حامية الوطيس تنتصر فيها “هدية” على “الشاطر حسن”.
“ابليس” لم يعجبه أن تعود المياه لمجاريها بين الرجل وزوجه؛ فقرر أن يستغل “هدية” ذاتها لتكون الأداة التي ينفذ بها مخططه، ولذا اتجه إلى تغيير الخطة التي أثبتت فشلها، فبدأ يفتعل الخلافات والأزمات ليفرق بينهما، وفي كل مرة يتدخل الجيران والأهل لفض الخلاف، ويرضخ الطرفين خاصة أنهما قد بلغا من الكبر عتيًا ولم يعد هناك مجال للخلافات الزوجية، فالرجل تجاوز الستين عامًا، والسيدة تقترب من الثامنة والأربعين من عمرها.
هدأت العواصف قليلًا بين الزوجين، بينما كان الشيطان يجلس على الاريكة يفكر في طريقة أخرى تفسد العلاقة الزوجية بين حسن وهدية، فقرر أن يعود الى خطته القديمة ولكن مع ادخال بعد التحديثات عليها، ليجلس مع الزوج ويخبره بأن زوجته لن تكف عن الخلافات المتكررة إلا إذا تزوج عليها وأبقى على الزوجة الجديدة، وأقنعه أن النساء تقرع بالنساء.
بدأ الرجل يفكر في الكلام حتى وجد نفسه تشتاق إلى الزواج من جديد، خاصة أنه لا يجد الراحة في منزله نتيجة تكرار الخلافات والنزاعات لسبب وبدون سبب، وهو يرى أن الزوجة “نكدية” ولا بد أن يعوض ذلك بأخرى تحول حياته إلى جنة .
ظن “حسن” – وإن بعض الظن إثم – أن الزواج بأخرى سينهي معاناته، ولكن هيهات .. فابليس الذي وضع الخطة، استلقى على ظهره داخل المنزل، منتظرًا ما ستقوم به الزوجة التي ملأ – ابليس – أذنيها وأوقد النار في قلبها تجاه زوجها بعدما سرب لها خبر تفكيره في الزواج .
جلست الزوجة رفقة زوجها بعد أن أسدل الليل ستاره، تسأله هل حقًا قرر الزواج مرة أخرى ، حاول الرجل التهرب ، لكن الزوجة أثارت غضبه وهي تتوعده إذا فعلها للمرة السادسة، ليخبرها أنها سيفعلها رغم أنفها ، ولتفعل ما تشاء .
كان الجيران يسمعون صوت الزوجين، لكن لا أحد يتدخل، فقد أصبحت هذه عادة متكررة اعتاد عليها كل من يقطن في الشارع .
مرت بضع أيام والزوجة لا تكف عن التفكير، تجلس ومعها ابليس اللعين يخططان كيف لهما أن ينجحا في منع الرجل من الزواج للمرة السادسة، وقد أجبرته “هدية” من قبل على طلاق زوجاته الأخريات، فما كان منهما إلا أن توصلا إلى فكرة جهنمية تمنع الرجل من الزواج للأبد ، وتتخلص ” أم العيال ” من المشكلات المتكررة في كل يوم.
عاد الرجل إلى بيته، وجلس أمام التلفاز يشاهد الأفلام الرومانسية التي تأخذه إلى مرحلة الشباب، بينما الزوجة تراقب ردود أفعاله عن تلك المشاهد التي تمس القلب، فبينما قلب الزوج يطيب لما تبصر عينيه، كان قلب الزوجة يشتعل بنار الغيرة، فنهضت من مكانها واتجهت نحو المطبخ لتجهز العشاء لزوجها.
جلس الرجل بمفرده يأكل طعامه حتى شبع، وقبل أن يقوم من مكانه كانت الزوجة قد أحضرته له كوب الشاي، يحتسيه قبل أن يخلد إلى النوم .. مرت دقائق وبدأ الرجل يتألم، يشكو من مغص شديد ألم به، لكن الزوجة تشاهد الرجل ولا تتحرك ، بل قامت بإغلاق الغرفة ورفعت صوت التليفزيون حتى لا يسمع أحد صوت الزوج وهو يتألم .
وفي تلك الاثناء عاد الابن من الخارج ، وجلس قليلًا مع والدته التي كانت تشكو له حال والده الذي قرر الزوجة للمرة السادسة، فغضب الابن ودخل إلى غرفته وأغلق الباب.
الأم جلست على اريكة أمام التليفزيون، دون أن تتدخل لإنقاذ الرجل الذي يتألم داخل الغرفة لدرجة أنه أصبح غير قادر على التحرك من مكانه من شدة الألم .. وظل على هذا الحال حتى الصباح.
دخلت الزوجة إلى الغرفة التي يبيت بداخلها زوجها ومعها ابنها والرجل لايزال يتلوى من شدة الألم ، وما هي إلا دقائق معدودة .. وخرجت الزوجة تصرخ بعلو صوتها معلنة وفاة زوجها .
تجمع الجيران مقدمين العزاء للأم وابنها، دون أن يشك أحد في حالة الوفاة، بينما سارع البعض لإحضار الطبيب لتوقيع الكشف الطبي على الرجل لاستخراج تصريح الدفن .. وهنا كانت المفاجأة .. الطبيب يصمت ويرفض الإفصاح عن سبب الوفاة، ويطلب الاستعانة بطبيب آخر، حضر الطبيب الثاني ويقوما معًا بتوقيع الكشف للمرة الثانية ليثبتا أن هناك شبهة جنائية في الواقعة بعد وجود آثار ضرب بآلة حادة على الرأس !!
أصيبت الأم والابن بالجنون .. حاولا إنكار ذلك معللين أن الزوج اصطدم بجسم صلب دون قصد ، إلا أن الطبيبين أصرا على إبلاغ مركز شرطة البياضية بالواقعة .
انتقلت على الفور قوة أمنية من مركز شرطة البياضية، وبالفحص تبين مصرع ” حسن عبدالله ” 60 سنة، وتم نقل الجثة لمشرحة مستشفى الكرنك الدولي، وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، والتي قامت بمعاينة الجثة وأمرت بانتداب الطبيب الشرعي لبيان سبب الوفاة، وكشفت التقرير الطبي وجود شبهة جنائية ووجود آثار ضرب بآلة حادة أودت بحياة المجني عليه .
استمعت النيابة العامة لأقوال الزوجة والابن حول ملابسات الواقعة، وحاولا نفي ما ورد في التقرير الطبي وتعليل الوفاة باصطدام الزوج بجسم صلب .. إلا أن الزوجة وهى تسرد تفاصيل علاقتها بزوجها وحديثها عن وجود خلافات قديمة ومتكررة – وهو ما أكده الجيران – كان خيطًا قوية لكشف التفاصيل سريعًا .
انهارت الزوجة التي لم تفلح في أن تصمد كثيرًا .. واعترفت بقيامها بالتخلص من زوجها بعد أن وضعت له السم في الطعام، وقالت : ” أنا تعبت وزهقت منه كل شوية عايز يتجوز ، وكان ناوي يتجوز على للمرة السادسة ، وانا قلت له بلاش وخلينا نربي العيال ، لكن هو كان عنيد وبيعاملنى وحش “.
وفجرت الزوجة مفاجأة من العيار الثقيل حيث قالت : ” دي مش أول مرة أحاول اتخلص منه ، أنا حطيت له السم قبل كده في الأكل لكنه زي القطط بـ 7 أرواح أكل الأكل ومماتش ، وبعدين لما قرر يتجوز للمرة السادسة حطيت له السم تاني بس أكتر من المرة اللي فاتت ، ولكن لغاية الصبح مماتش فضربته بقطعة حديد على راسه ومات ” .
ودلت التحريات اشتراك الابن مع والدته في ارتكاب الجريمة، فأمرت النيابة العامة بحبسهما أربعة أيام على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد لهما في الموعد القانوني.