أكدت منظمة العمل الدولية، اليوم، أن جميع سكان غزة تقريبا باتوا يعيشون الفقر، بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع الذي تجاوزت مدته العام، وانهيار الاقتصاد، وارتفاع معدلات البطالة بنسب هائلة.
فقد أوضحت ربى جرادات المديرة الإقليمية لمنظمة العمل الدولية، خلال تقديمها اليوم تقرير المنظمة عن واقع العمل في الأراضي المحتلة، أن وطأة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة تخطت الخسائر في الأرواح والظروف الإنسانية البائسة والدمار المادي، حيث غيرت الحرب بشكل جوهري المشهد الاجتماعي الاقتصادي في القطاع، وقوضت إلى حد بالغ الاقتصاد وسوق العمل، مشيرة إلى أن وطأة هذا الواقع ستنعكس بوضوح على الأجيال المقبلة.
وقالت إن حوالي 100 بالمئة من سكان القطاع يعيشون اليوم في الفقر، مبينة أن الوضع الكارثي للعائلات التي تكافح من أجل تلبية حاجاتها الأساسية يكشف هذا الواقع.
وذكرت جرادات أن الأمر لا يختلف في الضفة الغربية، حيث تصاعدت أعمال العنف منذ السابع من أكتوبر 2023، محذرة من أن الوضع مقلق بالقدر نفسه الذي تواجهه غزة، حيث من المتوقع أن يتسبب الانكماش الاقتصادي الكبير في الضفة بزيادة نسبة الفقر بأكثر من الضعف على المدى القريب، لترتفع من 12 بالمئة في عام 2023 إلى 28 بالمئة منتصف العام الجاري.
وأبرزت أن نسبة البطالة في الضفة الغربية بلغت متوسط 34.9 بالمئة بين مطلع أكتوبر 2023 ونهاية سبتمبر 2024، فيما وصلت في قطاع غزة إلى متوسط هائل قدره 79.7 بالمئة، مشددة على أن الحصيلة الاقتصادية للعدوان كانت فادحة للغاية، وغير مسبوقة بالنسبة للفلسطينيين.
واعتبرت منظمة العمل أن الإحصاءات تعكس توقف القسم الأكبر من النشاطات الاقتصادية في غزة بسبب تدمير المساكن والبنى التحتية وتهجير العمال وأصحاب العمل بصورة متكررة، مبينة أن هذا الوضع قاد إما إلى وقف العمل تماما، أو إلى هيمنة العمل غير الرسمي وغير النظامي المرتكز بشكل أساسي على توفير السلع والخدمات الأساسية.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قد أعلنت، في وقت سابق من اليوم، عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ أكثر من عام إلى 42 ألفا و438 شهيدا، و99 ألفا و246 جريحا.