الغارديان: مسؤول بريطاني .. يستبعد تجاهل بلاده لأهمية الاقتصاد الصيني
نقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية تصريحات لبيم أفولامي، السكرتير الاقتصادي في وزارة الخزانة في المملكة المتحدة، حيث أكد أن بلاده لا تستطيع تجاهل الصين.
وأوضحت الصحيفة أن هذه التصريحات تعكس رغبة الحكومة البريطانية في الابتعاد عن السياسات الحمائية التي تتبعها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وبدأ عهد الحمائية في أمريكا مع تولي الرئيس السابق دونالد ترامب السلطة عام 2017، والذي كان قد روج لمبدأ (أمريكا أولا) أثناء حملته الانتخابية عام 2016، واتخذ خطوات عملية في هذا الاتجاه أثناء فترة حكمه، عندما فرضت رسوم جمركية وقيود على الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة، والصادرات الأمريكية من تكنولوجيا المتطورة إلى الصين.
وأكد أفولامي أنه من الأهمية بمكان التعامل مع منافسين استراتيجيين مثل بكين، وأن المملكة المتحدة تخاطر بفقدان السيطرة على مستقبلها الاقتصادي إذا فشلت في إيجاد أرضية مشتركة.
وأوضح المسؤول البريطاني أنه كما هو الحال مع أي علاقة ثنائية، أنهم لا يتفقون على كل شيء، ولكنهم واضحون للغاية أنه لا يمكنهم إدارة الظهر لاقتصاد يعد موطنا لخمسة من البنوك الأكثر أهمية من الناحية النظامية للعالم، وأربعة من أكبر البنوك في العالم، وما يقرب من ثلث المراكز المالية العالمية الرائدة في العالم… مشددا على أنه من غير المنطقي النأي عن الصين.
وأضاف أنه من مصلحة بلاده الكبيرة التعامل مع الصين متى ما كان ذلك ممكنا. واستطرد قائلا إن إبقاء الباب مفتوحا أمام بكين يعني أن البلدين سيكونان قادرين على مواجهة التحديات المشتركة معا، بما في ذلك أزمة المناخ وفقدان التنوع البيولوجي وشيخوخة السكان.
وذكرت “الغارديان” أن مثل هذه التصريحات من مسؤول حكومي، ستساعد على إبعاد المملكة المتحدة عن سياسات الرئيس الأمريكي، والذي أعلن الأسبوع الماضي عن تعريفات أكثر صرامة على سلع صينية بقيمة 18 مليار دولار، بما في ذلك السيارات الكهربائية وبطاريات الليثيوم والمعادن المهمة وأشباه الموصلات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضها بايدن تهدف إلى حماية المصنعين الأمريكيين من الواردات الرخيصة من الصين، ولكنها تهدد بإشعال التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وذكرت ” الغارديان” أنه وفي الوقت نفسه، تواصل حكومة المملكة المتحدة اجتذاب بكين والشركات الصينية، بما في ذلك شركة ” شي ان”، أكبر بائع تجزئة للأزياء في العالم، التي تكثف الاستعدادات للإدراج في بورصة لندن في وقت يتضاءل فيه الاهتمام بسوق الأسهم في المملكة المتحدة.
وزادت ” الغارديان” أن شركة ” شي ان”، التي تقدر قيمتها وفقا لأحد المصادر بمبلغ 66 مليار دولار بدأت في جمع الأموال العام الماضي، في التعامل مع المستشارين الماليين والقانونيين المقيمين في لندن لاستكشاف الإدراج في وقت مبكر من هذا العام، وقد ينتهي الأمر بأن تصبح أكبر عملية إدراج في سوق الأسهم في لندن منذ سنوات.
من جانبها، ذكرت صحيفة ” فايننشال تايمز” البريطانية أن أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في إحدى أكبر مجموعات معدات الطاقة الشمسية في الصين دعا الحكومات الغربية إلى “السماح لأفضل التكنولوجيا بالفوز”، في الوقت الذي ردت فيه الشركات والمسؤولون الصينيون على الحمائية المتزايدة في الولايات المتحدة وأوروبا.
وقال تشو شيجون، الذي يقود التسويق العالمي لشركة “اركتيك”، الشركة المصنعة لأنظمة التركيب لمنشآت الطاقة الشمسية واسعة النطاق، إن الدول تخاطر بإبطاء استجابتها لتغير المناخ من خلال فرض الحواجز التجارية على المنتجات الصينية.
وفي مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز”، قال تشو إن فرض تدابير الحمائية بدلا من إعطاء الأولوية لأفضل التكنولوجيا من شأنه أن يؤثر على تطوير صناعة الطاقة المتجددة.
وكانت الصحيفة أشارت في وقت سابق إلى أن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضت على البضائع الصينية من قبل الولايات المتحدة، من المتوقع أن تزيد الضغط على الاتحاد الأوروبي، الذي يسعى جاهدا حتى لا ينجر في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.