تحقيقات وتقاريرعام

«الغربال الجديد» .. له «حلمي» !

عم حلمي أقم «غرابلي» في دمنهور .. يتحدى الزمن ويواصل العمل في مهنة الأجداد

قال لـ «alkhbrlive»: عائلتي تتوارث المهنة منذ أكثر من 150 عاما .. وما زلت أعمل بأدوات والدي

هناك فرق بين «الغربال» و«المنخل» .. وكلاهما أساسي في تجهيز العرائس بالريف

تقرير – ثناء القطيفي:

يتميز العالم بتنوعه الثقافي والحرفي، ومن بين الحرف التي تحمل في طياتها تاريخًا وثقافة عريقة، فن صناعة الغرابيل.

التقي «alkhbrlive» مع صانع ماهر في هذا الفن الفريد، ليتعرف على كيفية اختيار وتحضير الجلد للعمل، والأدوات والتقنيات المستخدمة في صناعة هذه القطع الفنية الفريدة، والتفاصيل الدقيقة، وكيف تعامل صانع الغرابيل مع هذه التحديات حتى يحافظ على استدامة واستمرارية هذه الحرفة الفريدة.

داخل محل صغير بدمنهور يقف العم حلمى المنزلاوي، البالغ من العمر 60 عاما مبتسماً راضياً كل الرضا برزقه يمارس مهنة أوشكت على الاندثار أقدم مناخلي بالبحيرة.

أضاف العم حلمى لـ «لخبر لايف» إنه ورث مهنة صناعة الغرابيل، عن والده وجده اللذين مارساها منذ أكثر من 150 عاما، توارثتها خلالها أجيال عائلته، حيث بدأ العمل بهذه المهنة منذ الطفولة مشيرا إلى أنه مازال يعمل بأدوات والده.

ويشير العم حلمى أقدم غرابلى بدمنهور إلى أن مهنة الغرابلي من المهن التراثية التى لا يمكن الاستغناء عنها، حيث إنها تعد حاجه أساسية في الريف لإعداد الخبز.

وأضاف “المنزلاوي”: هناك فرق بين «المنخل» والغربال، فالمنخل يستخدم لـ الدقيق البلدى، الدقيق الفاخر، في صناعة الحلويات، أما الغربال فيصنع من الجلد ويستخدم للذرة، القمح، الفول، والأرز والكسكسى، ولكل منهما طريقة تصنيع.

وعن طريقة التصنيع، يقول إنه يستخدم في ذلك الخشب المثبت أسفله الأسلاك المعدنية أو الجلد طبقا لنوع الغربال، ويتم تثبيته بمسامير، ويتم التغطية بطبقة من البلاستيك لحماية الأيدي من الجروح وذلك بعد التخلص من الأسلاك الزائدة.

واوضح المنزلاوي لـ «آلخبر لايف» أن سعر الغربال السلك قديما بلغ 10 قروش إلى أن وصل إلى 25 جنيها، إلا أنه معرض للصدأ والتمزق سريعا وأكد العم حلمى أن جلد الحمير أفضل الجلود في صناعة الغرابيل، ويصل سعر الغربال إلى 150 جنيها، حيث يتميز جلد الحمار بقوة التحمل، مضيفاً: حاولنا نجرب جلد الأبقار والماعز لكن للاسف لم نفع.

وتابع “المنزلاوي”، أن المهنة تواجه الاندثار نظرا لظهور المناخل الاستانلس، والبلاستيك، والسلك، التى أصبحت تنافس الغرابيل القديمة، مع أنها أقل جودة وتحمّلا، بالإضافة إلى عدم توافر الجلد، مشيرا إلى أن الإقبال على شراء المناخل طوال العام باعتباره أساسياً في متعلقات جميع العرائس بالريف.

 

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى