“القراص”.. طعام وعلاج
دواء فعال لالتهابات المفاصل ومرضى السكري والبروستاتا
يحتوى على مركبات قوية لعلاج الالتهابات الاضطرابية
Urtica dioica.. المعروف باسم القراص اللاذع هو نبات معمر صالح للأكل بأوراق شوكية، تنمو في العديد من مناطق العالم بما في ذلك أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا..حيث يتكون نبات القراص اللاذع من شعر ناعم على الأوراق والسيقان، ويحتوي على مواد كيميائية مزعجة، والتي يتم إطلاقها عندما يتلامس النبات مع الجلد.
وعادة ما تكون شعيرات نبات القراص اللاذع أو أشواكها مؤلمة جدًا عند لمسها، فعندما تتلامس الشعيرات مع منطقة مؤلمة من الجسم يمكنها في الواقع تقليل الألم الأصلي.. لذا يعتقد العلماء أن نبات القراص يفعل ذلك عن طريق تقليل مستويات المواد الكيميائية الالتهابية في الجسم، والتدخل في الطريقة التي ينقل بها الجسم إشارات الألم.
ويمكن استخدام هذا النبات كخضراوات، بالإضافة إلى استخدامه أيضاً على شكل مكمل غذائي كعلاج طبيعي لحالات مثل التهاب المفاصل ومرض السكري.
فوائد نبات القراص عديدة.. فيتم استخدامه كدواء طبيعي لأكثر من 2000 عام، حيث تحتوي أوراق النبات وجذوره على مركبات علاجية مثل البوليفينول ومنها الكايمبفيرول والكيرسيتين، والكاروتينات مثل البيتا كاروتين واللوتين، وكلها لها خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة.
وعند تناول نبات القراص كمكمل غذائي فقد يكون مفيداً في حالات معينة، ومع ذلك فإن الأبحاث البشرية حول فوائدها الصحية المحتملة محدودة حالياً.
تم استخدام نبات القراص اللاذع لمئات السنين كعلاج طبيعي لحالات الالتهابات مثل التهاب المفاصل، وتشير بعض الأدلة أن نبات القراص قد يساعد في تقليل أعراض معينة من هشاشة العظام، وهو مرض التهابي يصيب المفاصل مثل الركبتين والوركين والمعصمين، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2009 وشملت 81 شخصاً يعانون من هشاشة العظام في الركبة أو الورك أن استخدام العلاج الغذائي Phytalgic®، والذي يحتوي على زيت السمك والقراص اللاذع وفيتامين E، لمدة ثلاثة أشهر قلل بشكل كبير من استخدام مسكنات الألم، كما قلل الأعراض بشكل ملحوظ مثل التصلب والألم مقارنة بالعلاج الوهمي.
كما تشير الأبحاث الأقدم إلى أن العلاج الموضعي باستخدام نبات القراص قد يكون مفيدًا للألم المرتبط بالالتهاب المفاصل، وتشير دراسات أخرى أن أجزاء من نبات القراص مثل الجذور والسيقان تحتوي على مركبات قوية يمكن استخدامها لعلاج الاضطرابات الالتهابية في المستقبل.
كما أثبتت بعض الدراسات أنه يساعد في تقليل أعراض تضخم البروستاتا الحميد وهي حالة شائعة بين الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
ويسبب تضخم البروستاتا الحميد أعراضاً بولية مثل احتباس البول، وضعف تدفق البول، وعدم اكتمال إفراغ المثانة، لذا وجدت بعض الدراسات أن نبات القراص اللاذع قد يفيد الأشخاص الذين يعانون من تضخم البروستاتا الحميد من خلال المساعدة في تقليل الأعراض المصاحبة لهذا المرض، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2013 على 100 رجل يعانون من تضخم البروستاتا الحميد أن الرجال الذين تم علاجهم ب1200 ملغ من نبات القراص لمدة ثمانية أسابيع أكدوا وجود تحسن أكبر في أعراض تضخم البروستاتا الحميد مقارنة بالرجال الذين تم علاجهم بدواء وهمي.
ووجد الباحثون أيضا أن علاج نبات القراص يقلل من علامات الالتهاب مثل بروتين سي التفاعلي (CRP) وmalondialdehyde) MDA).
وقد يكون لبعض المركبات الفينولية المركزة في نبات القراص اللاذع القدرة على تثبيط الإنزيمات المشاركة في هضم الكربوهيدرات، مما قد يفيد مرضى السكري، وبناء عليه وجدت مراجعة أجريت عام 2020 لثماني دراسات شملت 401 شخص أن مكملات نبات القراص كانت فعالة في تقليل مستويات السكر في الدم أثناء الصيام لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
كما جدت دراسة سابقة أجريت عام 2016 على 50 إمرأة مصابة بداء السكري من النوع الثاني أن المشاركين الذين تناولوا مستخلص نبات القراص ثلاث مرات يوميًا بعد الوجبات لمدة ثمانية أسابيع قد تعرضوا لانخفاض كبير في سكر الدم أثناء الصيام، ومستويات الدهون الثلاثية، ومستويات إنزيم الكبد مقارنةً بالنساء اللواتي تناولن العلاج الوهمي.
كما شهد المشاركون زيادات كبيرة في الكوليسترول الحميد HDL الواقي وإنزيم سوبروكسيد ديسموتاز المضاد للأكسدة (SOD)، مما يساعد على حماية الخلايا من التلف التأكسدي.
وغالبًا ما يتم تناول نبات القراص اللاذع على شكل كبسولات، ولكن يمكن أيضًا تناوله على شكل سائل أو تناوله كشاي.
وغالبًا ما تجمع المكملات الغذائية بين نبات القراص اللاذع والأعشاب والمكونات الأخرى مثل نبات البلميط المنشاري والكيرسيتين، لذلك من المهم قراءة ملصقات المكملات قبل شراء منتجات نبات القراص اللاذع.
وغالبا أيضا ما تستخدم الدراسات التي تبحث في آثار نبات القراص اللاذع على البشر جرعات مقسمة في أوقات مختلفة من اليوم، مثل بعد الوجبات، كما توصي معظم ملصقات المكملات الغذائية التي تحتوي على نبات القراص اللاذع على تناوله عدة مرات في اليوم بين الوجبات.
توصي معظم الدراسات والمنتجات في السوق بتناول ما بين 450 إلى 1200 مجم يوميًا.