استمتعنا وانبهرنا بالأداء الراقي و التنافس الحقيقي المتكافىء بين أعرق وأقوى الفرق الكروية في العالم والتي تشارك في دوري الأبطال الأوربي … واضطررنا أن نقارن بين كرتهم الجميلة السريعة الممتعة وكرتنا العقيمة البطيئة المملة . …
كل شيء مختلف …
الملاعب ارضياتها كالحرير لا يوجد بها حفر ولا نقر ولا مطبات ….
المدرجات قريبة جدا من ساحة اللعب تشعر أن المتفرجين يشاركون اللاعبين ويتفاعلون معهم … سلوك الجماهير في منتهى الرقي … تشجيع بحماس وباحترام …. بدون شماريخ …. بدون خروج عن النص …
مقاعد البدلاء والأجهزة الفنية .. الكل ملتزم بها، المدرب ومساعده فقط هم من يتحركون في المنطقة الفنية … الإضاءة مثالية … التحكيم عادل وهناك تفاهم كبير بين حكام الساحة وحكام غرفة الفار ….
حتى المعلقين على المباريات … فاهمون … مثقفون .. مبدعون . . ومحايدون …
الأمن داخل الملاعب محسوس ملموس غير مرئي …
الأداء الفني راقي … كل لاعب يؤدي أفضل ما عنده …
المباراة عبارة عن وجبة دسمة تتمنى ألا تنتهي
السلوكيات عقب انتهاء المباريات منتهى التحضر والرقي والاحترام …
الفائز وللمهزوم يتصافحان ….
الجماهير تشجع وتهتف وتحيي الجميع … فائز ومهزوم ….
طبعا على الجانب الآخر … كرتنا تختلف كثيرا ولن أنغص عليكم بذكر ما نشاهده … فهو عكس ما ذكرته عن كرتهم ….
الأجمل في الموضوع أن مسابقاتهم منتظمة لا تأجيلات ولا مجاملات ولا تدليل لفريق على حساب فريق آخر …
الاتحادات الأهلية قوية ولها سلطة مطلقة في تحديد ووضع الضوابط التي تكفل انتظام المسابقات …
الجميع يحترم القرارات ويلتزم بها ولا يخرج عن النص مهما كان اسم او حجم الفريق …
الإعلام الرياضي منضبط محايد يتابع ويبرز الإيجابيات كما يظهر السلبيات بشفافية .. يتصدره متخصصون فاهمون مؤهلون … يحللون ويناقشون بموضوعية لا يبحثون عن الفضائح ولا ينحازون لفريق ضد الآخر بدون وجه حق أو لغرض في نفس يعقوب …
لقد عشنا سهرات كروية رائعة مع ريال مدريد والمان سيتي وبايرن ميونخ واتليتكو مدريد والبارسا والارسنال . . وغيرها من الفرق العريقة .. وأتوقع مزيدا من الإثارة والمتعة في الأدوار النهائية للبطولة الأوربية لتعوضنا عما نتابعه من تراشقات وخروج على النص وعن الروح الرياضية في ملاعبنا الكروية ..
نتمنى أخيرا أن نستوعب الدروس ونطبق ما نشاهده في البطولات الأوربية … فنحن لا نقل أبدا عنهم ونستطيع أن نواكبهم بل ونتفوق عليهم إن أردنا وإن صدقت النوايا …