لفت نظري أن الإقبال الجماهيري على ملاعب كرة القدم في مصر أصبح ضعيفا .. لدرجة أن التذاكر المطروحة لمباراة الإياب بين الأهلي وسيمبا في البطولة الأفريقية الأهم والأكبر لم تنفد رغم أنها حددت بثلاثين ألفا فقط !!؟؟
ولقد كنت وما زلت من أشد الرافضين لسلوكيات شباب روابط الالتراس وما ادخلوه على بلادنا من موضة غريبة ومظاهر عنيفة وشعارات لا تتناسب مع قيمنا وأخلاقنا … أشعلوا نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد … وتحولت مباريات ملاعب الكرة إلى ساحات أشبه بساحات الحرب والنزال …
كنت حزينا متألما من موقف الإعلام الرياضي الذي انتشر في الفضائيات …
حيث تسابق نجوم هذا الإعلام الفاسد في تسليط الضوء على الالتراس واستضافوا قياداتهم داخل الاستوديوهات ليقعروا .. وينظروا .. يطبلوا ويرقصوا ويهللوا ومعهم طبولهم ودفوفهم و راياتهم برسومها الشاذة العجيبة … !!؟؟
كما كان النجوم المعتزلين ومعهم المذيعين الأدعياء يرقصون معهم ..
الأخطر والاعجب أنهم كانوا يقولون عنهم إنهم …. (( شباب جميل )) …!!
وإنهم حولوا ملاعبنا إلى ملاعب أوربية !!؟؟
واستمر الوضع وتصاعد بشدة حتى وقعت أحداث 25 يناير .. واستقطب البعض هؤلاء الشباب واستخدموهم حيث شارك كثير منهم في الوقفات المليونية الأسبوعية وكافة المظاهرات الحاشدة.
ثم حدثت كارثة ستاد بورسعيد التى راح ضحيتها ما يزيد على 74 شابا يافعا من أعضاء «ألتراس أهلاوي» قتلوا بدم بارد …
ثم تكررت المذبحة بطريقة أخرى في ستاد الدفاع الجوي حيث توفى أكثر من 22 شابا من أعضاء «وايت نايتس» الزملكاوي لتزداد الجراح وتستمر المواجهات الدامية بين الشباب والشرطة، مما أدى ذلك إلى صدور قرار بمنع الجماهير من حضور المباريات لتتحول ملاعبنا إلى أماكن مهجورة وبالتالي تشوهت صورتنا أمام العالم وأظهرت مجتمعنا بأنه مجتمع فوضوي وهي صورة غير حقيقية لا تعبر عن حقيقة شعبنا الطيب …
واتهم البعض الدولة بالضعف لعدم تمكنها من إعادة الجماهير إلى المدرجات مرة أخرى …..
وكانت الدولة وقتها تعاني بشدة من إرهاب أسود بغيض يضرب الآمنين ويروعهم ….
و سط كل الأحداث، أطلق الرئيس السيسي وقتها مبادرة دعا فيها كل الجهات ذات العلاقة أن تفتح حوارا مع الشباب وأن تستمع إليهم وصولا إلى حل جذري للمشكلة …
لكن لا حياة لمن تنادي ….
كما أصدرت رابطة ألتراس أهلاوي بيانا أعلنت فيه اعتذارها عما حدث وطالبت ببدء صفحة جديدة وتعهدت بنبذ كافة مظاهر العنف وانها سوف تتعاون مع الأجهزة المعنية مؤكدة احترامها الكامل للأنظمة والقوانين …
هنا بدأت بعض الغربان في الفضائيات تنعق … وتسخر من الشباب مسفهين دعوتهم مشككين في نواياهم ….
وهنا أتساءل: ….
ما الذي تريدونه بالضبط ..!!؟؟
هل تريدون استمرار الوضع الحالي وتصاعد العداء بين الدولة ومجموعة من شبابها قرروا أن يعودوا إلى جادة الصواب …
من هنا أناشد وزارة الشباب والرياضة أن تضطلع بدورها و تقوم بتبني المبادرة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة ويتم وضع أسس قوية وضوابط متينة في إطار قانوني وبرنامج زمني متدرج يضمن عدم تكرار ما حدث ….
أما أنتم أيها الغربان الناعقة فلتذهبوا أنتم وفضائياتكم الى الجحيم ….
حفظ الله مصر و بارك في شبابها و انعم عليها بالأمان و الاستقرار …