عاممقالات

«المحافظ» .. موظف كبير بدرجة وزير …. !!؟

بعد إعلان حركة المحافظين بالتوازي مع التشكيل الوزاري الجديد .. كثر اللغط بين الناس عن طريقة اختيار وترشيح من تم تعيينهم ….
مما حداني للرجوع بالذاكرة إلى فترات سابقة تمتد حتى بداية الستينات من القرن الماضي … تذكرت عمالقة استطاعوا أن يجعلوا من هذا المنصب – الذي كان رفيعا – موقعا للإبداع و العطاء.
تذكرت العملاق الراحل محمد وجيه أباظة وكيف استطاع تحويل مدينة دمنهور إلى مدينة حضارية بعد أن كانت مجرد قرية صغيرة … وكان من أهم إنجازاته أنه فعل ما فعل بجهود ذاتية واستطاع أن يشرك المجتمع كله بجميع طبقاته في عملية البناء والتشييد … ولا يتسع المجال لذكر ما فعله حيث يتطلب الأمر أكثر من مقال …
كما تذكرت عملاقا آخر .. وهو الدكتور عادل إلهامي الذي استطاع بعبقرية وحزم ورؤية ثاقبة أن يحل مشكلة أرقت وأزعجت الكثيرين حيث استطاع أن يقضي على مشكلة ساكنى الخيام بالمقابر وعلى شريط السكة الحديد … فعلها أيضا بجهود ذاتية وأفكار خارج الصندوق ..

تذكرت أيضا المهندس أحمد الليثي – رحمه الله – الذي حل مشكلة نفق شبرا وجعله مزدوجا في الإتجاهين .. كما أنشأ الطريق الدائري ليساهم في تخفيف الضغط المروري ويفتح مجالا للتوسع العمراني جهة الغرب مع جهوده الحثيثة لإنشاء مدينة رياضية ونقل منشآت جامعة دمنهور لتفعيل عملية الأعمار في هذا الإتجاه بعد ان ضاقت المدينة بسكانها ….

جاء بعده اللواء عادل لبيب الذي قرر أن يقتحم أكبر مشكلة فقام بإحلال وتجديد شبكة الصرف الصحي و المياه والكهرباء والهاتف لتواكب التوسعات وانتشار المد العمراني في اتجاه الغرب …

أكمل ذلك بعده اللواء الراحل محمد سيد شعراوي … حيث أتم عمليات الرصف والتجميل … وأنهى عملية تطوير دار أوبرا دمنهور والتي كانت إضافة كبرى أثرت الحركة الفنية والثقافية بالمحافظة كما أعاد لمكتبة دمنهور مكانتها بعد أن تم إنشاء مقر متميز وفي زمن قياسي …

تذكرت كل هؤلاء … وتحسرت على ما عانيناه بعد ذلك … فقد تبدلت وتغيرت الأحوال …
فبعد الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١ تبدلت وتغيرت الأحوال، حيث أصبح منصب المحافظ مجرد وظيفة .. ساعد على هذا التحول أيضا عدم وجود مجالس نيابية محلية كما تغيرت نوعية أعضاء نواب المجالس النيابية والشعبية … فلم يعد هناك دعم أو مشاركة حقيقية مما جعل الأمور تدار بصعوبة شديدة وتعتمد على المركزية المطلقة.

ثم كانت تجربة ان يكون منصب المحافظ مشغولا بامرأة ولأول مرة وكان الحظ أن تنفذ التجربة في محافظة بحجم وقيمة محافظة البحيرة …
تم تعيين السيدة نادية عبده التي كانت من قيادات الحزب الوطني المنحل فضلا عن كبر سنها .. وكانت فترتها احتفالية فهي كانت منتشية بحصولها على المنصب ودخولها التاريخ من أوسع أبوابه لتخلد مع كليوباترا ونفرتيتي وشجرة الدر … !!؟؟
وتوالى ظهورها على الفضائيات في برامج الستات مع منى الشاذلي ومفيدة وسهير وغيرهن … لتحكي عن أمجادها وبطولاتها تاركة مهام منصبها دون اهتمام …

أعقب تلك التجربة أن ظلت المحافظة بدون محافظ لخلو المنصب بعد تعيين المحافظ السابق اللواء هشام آمنة وزيرا للتنمية المحلية ليتولى مسؤولية إدارة المحافظة نائبته الشابة التي لم تفعل شيئا يذكر على مدى عامين كاملين

واليوم …
تستكمل التجربة ويتم تعيين شابة لتكون محافظا للبحيرة …
البعض يقول إن تجربة أن يكون المحافظ امرأة، هي تجربة ناجحة واستدلوا على صحة ذلك بتجربة السيدة الوزيرة منال عوض التي كانت محافظة لدمياط واستطاعت أن تحقق إنجازات كبرى …
المعارضون لهذا الرأي ردوا بأن دمياط ليست كالبحيرة … مساحة وطبيعة وسكانا … دمياط ليس بها بطالة ولا أزمة سكن ولا تسرب من مراحل التعليم …

دمياط كل ما تم بها من مشروعات هي مشروعات قومية برعاية وتنفيذ الدولة وإشراف ومتابعة فخامة الرئيس شخصيا ..

خلاصة القول ….
منصب المحافظ هو منصب هام تحول نتيجة تغير الظروف والأحوال إلى مجرد وظيفة كبرى بدرجة وزير …
موظف كبير لا يجد من يعاونوه ويساندوه .. فلا مجالس شعبية محلية ولا أعضاء مجالس نيابية مؤثرين أو فاعلين …

رغم ذلك … أتمنى مخلصا أن تنجح التجربة هذه المرة وتستطيع د / جاكلين تحقيق طفرة تساهم في أن تتبوأ محافظة كبيرة عريقة كمحافظة البحيرة مكانتها اللائقة والمستحقة
لأنها ظلمت كثيرا …

وللحديث بقية …

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى