اقتصاد
النفط فوق 90 دولارا للبرميل .. ووكالة الطاقة تتوقع نموا أبطأ للطلب
بينما يتحرك النفط فوق 90 دولارا للبرميل مع تصاعد المخاوف بشأن الإمدادات وتوسيع الصراع في الشرق الأوسط فضلا عن تراجع إنتاج أوبك+.. قالت وكالة الطاقة الدولية، إن نمو استهلاك العالم من النفط يتباطأ.
في تقريرها الشهري، قالت الوكالة إن الطلب على النفط سيرتفع بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا خلال 2024، وهو انخفاض بمقدار 130 ألف برميل يوميا عن توقعاتها الشهرية السابقة.. الوكالة ذكرت أن طلب الصين على النفط عاد إلى طبيعته بعد طفرة ما بعد كوفيد19 مشيرة إلى أن فصل الشتاء المعتدل أدى إلى اعتدال الطلب.
الوكالة خفضت توقعاتها للنمو لعام 2025 إلى 1.1 مليون برميل يوميا، مشيرة إلى زيادة كفاءة استهلاك الوقود واستخدام المزيد من السيارات الكهربائية والتي اعتبرتها عائقا مهما أمام نمو الطلب على النفط.
صحيفة فايننشال تايمز قالت في تقرير إن المجموعة التي تتخذ من باريس مقرا لها، والتي تمولها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تعد واحدة من أكثر السلطات احتراما في سوق النفط، لكن توقعاتها انحرفت بشكل حاد عن توقعات منظمة أوبك المنتجة للنفط، التي قالت قبل ساعات إنها تتوقع مزيدا من ارتفاع أسعار النفط ورجحت زيادة الطلب بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا خلال 2024 و1.8 مليون برميل يوميا في 2025.
في سبتمبر الماضي، قالت وكالة الطاقة إن العالم في بداية النهاية لعصر الوقود الأحفوري، بعد أن توقعت للمرة الأولى أن الطلب على النفط سيبلغ ذروته قبل عام 2030.
الوكالة واجهت الشهر الماضي اتهاما من الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي بتقويض أمن الطاقة من خلال تثبيط الاستثمار الكافي في إمدادات الطاقة.
تأتي أحدث التوقعات بعد ثلاثة أشهر من الارتفاع المطرد في أسعار النفط، حيث يخشى التجار من أن تؤدي الصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا إلى صدمة في الإمدادات في وقت بلغت فيه مخزونات النفط أدنى مستوياتها منذ سنوات.
الصحيفة البريطانية نقلت عن رئيسة استراتيجيات السلع في RBC Capital Markets حليمة كروفت إن الأنظار اتجهت خلال الأسبوع نحو ترقب رد إيراني على الهجمات الإسرائيلية على قنصليتها في دمشق وهو ما يهدد بتصعيد في منطقة الشرق الأوسط.
كروفت قالت كذلك إن هناك خطرا من أن تصعد أوكرانيا هجماتها على منشآت النفط الروسي بعد نجاحها في قصف سلسلة من مصافي التكرير الشهر الماضي.
المسئولة في مؤسسة وكالة الأبحاث “إنرجي أسبكتس” أمريتا سين ذكرت أن الأسعار ارتفعت حيث أصبح من الواضح أن العالم يتجه إلى ذروة موسم الصيف دون المخزون المعتاد من النفط.
صهاريج تخزين النفط في العالم ممتلئة بنسبة 52 % فقط، أي أقل بنحو 6 % عن المعدل الموسمي، وفقا لبيانات من شركة فورتيكسا، التي تتتبع أسواق الطاقة.
وبينما قد يتم توريد المزيد من النفط هذا الصيف من منظمة أوبك، التي ستجتمع في يونيو لمناقشة حصص الإنتاج، تتوقع سين أن أسعار النفط يجب أن ترتفع أكثر أولاً وقالت إن الأمر يبدو كلعبة شطرنج تلعبها الأسواق مع أوبك.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، رجحت الصحيفة أن يطلب البيت الأبيض من أعضاء منظمة أوبك ضخ المزيد من النفط، أو اختيار الإفراج عن جانبا من الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي، إذا استمرت الأسعار في الارتفاع.
تقرير الوكالة قلل من مخاوف الإمدادات على المدى الطويل، قائلا إنه في حين أن الدول الـ 22 في مجموعة أوبك + قد خفضت الإنتاج، وأزالت ما يقرب من مليوني برميل يوميا من السوق منذ نهاية عام 2022، فإن الدول خارج المنظمة كانت تضخ كميات كبيرة من الخام.
النفط الإضافي من الولايات المتحدة والبرازيل وكندا، والذي سجل مستويات إنتاج قياسية، يمكن أن يقترب من تلبية نمو الطلب العالمي على النفط خلال العامين الحالي والمقبل، وفقا للوكالة.
وكالة الطاقة الدولية حذرت من أن الهجمات المتكررة التي تشهدها مصافي النفط الروسية بطائرات مسيرة أوكرانية، تُهدد بحدوث اضطرابات في الأسواق العالمية للمنتجات البترولية.
وكثفت أوكرانيا خلال الفترة الماضية هجماتها بطائرات مسيرة على قطاع النفط الروسي، في محاولة لتعطيل إمدادات الوقود للجيش والحد من إيرادات الكرملين.. وتشير تقديرات الوكالة إلى أنه من الممكن أن يتوقف ما بين 500 ألف إلى 600 ألف برميل يوميا من طاقة تكرير النفط الخام في البلاد هذا الربع الجاري.
الوكالة ذكرت كذلك أن إغلاق المصافي المتضررة أو وحدات التكرير لمدة تتراوح بين أربعة إلى ثمانية أسابيع للإصلاحات، “يمكن أن يعني خسارة كبيرة” لصادرات المنتجات النفطية الروسية حيث تعتمد الأسواق الدولية على الصادرات الروسية من الديزل والنافتا ووقود الطائرات.
تحذير وكالة الطاقة الدولية يأتي بعد تصريحات لوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، من أن هجمات أوكرانيا يمكن أن يكون لها تأثير كبير على سوق الطاقة العالمي.
وفقًا لوكالة الطاقة، فإن الانخفاض الفعلي في تشغيل المصافي الروسية حتى الآن أقل بكثير مما كان متوقعا وتشير بيانات الإنتاج الأسبوعية الرسمية الروسية للمصافي حتى أواخر مارس إلى أن التشغيل يتراوح بين 5 إلى 5.2 مليون برميل يوميا، بدلا من 4.6 مليون برميل يوميا التي كانت لتشير إليها التقديرات الأولية المبنية على عمليات توقف المصافي الفردية.. وأظهرت بعض منشآت النفط الروسية سرعة نسبية في إصلاح الأضرار التي لحقت بالمعدات نتيجة الهجمات بطائرات بدون طيار.
تشير التقارير التي تستند إليها وكالة الطاقة إلى أن المصفاة الوحيدة التي لم تستأنف عملياتها بعد هي مصفاة ترابش التابعة لشركة روسنفت والتي تقع بالقرب من البحر الأسود وتعرضت لهجوم في أواخر يناير.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان تعطل عمليات المصفاة يعود إلى هجوم الطائرة المسيرة أو بسبب صيانة مجدولة مسبقة وأفادت بأنه من المحتمل أن تستأنف المصفاة عملياتها في منتصف شهر مايو.
المصافي الروسية تستعد لمواجهة تأثير هجمات الطائرات بدون طيار من خلال تشغيل وحدات معالجة خام إضافية غير مستخدمة أو تعمل بطاقة أقل من طاقتها، لتعويض بعض حالات التوقف عن التشغيل عن طريق تأجيل الصيانة المخططة أو زيادة التشغيل في أجزاء أخرى من روسيا.
وفقا لبلومبرج، فإن مصافي التكرير الروسية انتجت ما متوسطه 5.25 مليون برميل يوميا خلال الأيام الثلاثة الأولى من أبريل ورغم التعافي منذ منتصف مارس، إلا أن التشغيل اليومي للمصافي لا يزال أقل بكثير من 5.78 مليون برميل من النفط الخام المعالج في الوقت نفسه من العام الماضي.
وفقا للوكالة، بلغ متوسط إنتاج النفط الخام الروسي 9.42 مليون برميل يوميا في شهر مارس، وهو أقل بنحو 30,000 برميل يوميا عن هدف البلاد المعلن.
في عام 2023، تعهدت روسيا بخفض إنتاجها اليومي بمقدار 500 ألف برميل إلى 9.45 مليون برميل حتى نهاية عام 2024. كما تعهدت أيضا بكبح صادرات النفط الخام والمنتجات البترولية بمقدار 500 ألف برميل يوميا في الربع الأول.
واعتبارا من هذا الشهر، ستقوم روسيا بالتراجع عن بعض تخفيضات صادراتها النفطية مع تعميق تخفيضات إنتاجها، وذلك كجزء من اتفاقية مع بعض الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك”.