عاممقالات

الوجه الحقيقي «القبيح» لماما أمريكا .. «دعه يدمر .. دعه يقتل .. دعه يمر »

لست من أنصار نظرية المؤامرة …
ولكن ما يحدث على أرض غزة والضفة يثير المخاوف ويؤكد الشكوك حول قيام أمريكا وحلفائها الغربيين الظالمين بلا حدود للكيان الهمجي برعاية ودعم كل ما يحدث من قتل وتدمير وتخريب لكل مظاهر الحياة على الأرض الفلسطينية …
لم أعد مقتنعا أبدا بما يعلنه ويكرره رئيس أمريكا بوجهه البارد و ملامحه الجامدة وصوته المتهدج بأنه لا يوافق على ما يفعله ( النتن ياهو ) وأنه يرفض استمرار الحرب القذرة المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر …
لا أقتنع أيضا بما يقوله وزير خارجيته الصهيوني «المسهوك» الذي يؤكد دائما و هو يتجول بين دول المنطقة أن أمريكا ضد سياسة التهجير القسري للفلسطينيين من غزة والقطاع إلى سيناء والأردن ولا توافق عليه …!!
(( أسمع كلامك أصدقك .. أشوف أمورك أستعجب )) …
كلام كله للتثبيت – إن جاز هذا التعبير – أو لنقل للتخدير … بينما هناك ضوء أخضر «للنتن» وقياداته الدموية …
حقيقة ما يحدث هو ترجمة وتطبيق عملي لما كان مدبرا و مخططا له بليل .. أو حتى في وضح النهار … لا فرق فاللعب أصبح على المكشوف بعد أن سقطت الأقنعة …
منذ السابع من أكتوبر … قررت دولة البغي والعدوان تنفيذ ما كانت تروج له خلال الثلاثين عاما الماضية … فيما عرف و توافق عليه إعلاميا بـ (صفقة القرن) .. التي تتيح لهم استكمال حلمهم الأسود بتوسيع دولتهم من النيل إلى الفرات بعد تقسيم دول المنطقة تقسيما جديدا بديلا لما تم في اتفاقية ( سايكس / بيكو ) الشهيرة …
كانت العقبة أمامهم جيوش قوية لثلاث دول عربية .. مصر .. سوريا .. العراق …
اختلقوا الهجمات الإرهابية التي حدثت في الحادي عشر من سبتمبر ونتج عنها تدمير برجي التجارة العالمية داخل العمق الأمريكي ليبدأ تنفيذ باقي السيناريو المحكم … قبله كانت الأرض ممهدة لما حدث ويحدث فينا، بعدما تم استدراج العراق للفخ الكبير، بإعطائه الضوء الأخضر لغزو الكويت .. وما تبع ذلك من انقسام شديد بين الدول العربية … وصل الأمر إلى استدعاء القوات الأجنبية لتقيم قواعدها العسكرية المتعددة في جميع دول الخليج … ثم تم حشد المجتمع الدولي لضرب العراق وتفكيك جيشه القوي المدرب والمنظم …. من بعده يأتي الدور على سوريا … ويتم تسليح جماعات إرهابية مدعومة من أمريكا و الغرب لتبدأ عملياتها الإرهابية داخل الأراضي السورية وتكون ذريعة لتدخل أجنبي كان من نتائجه انتهاء سيطرة الدولة السورية على ترابها الوطني وإضعاف جيشها وجعله مجرد مليشيات لحماية نظام الأسد …
لم يتبق أمامهم غير مصر …
حاولوا من خلال ما أسموه بالربيع العربي أن يحدثوا الفوضى …
كادوا أن ينجحوا لولا يقظة الشعب و الجيش
بل إن مصر بعد أن أفشلت وأحبطت المخطط الهادف إلى أحداث الفوضى قامت بتجهيز وإعداد و سليح وتدريب جيشها ليصبح واحدا من أقوى الجيوش في العالم بشهادة واعتراف الغرب نفسه …
لكنهم لم ييأسوا …
واصلوا العمل بشتى الطرق لتهيئة المناخ للوصول إلى اهدافهم القذرة … فكانت قصة سد النهضة .. ثم زعزعة استقرار ليبيا … واليمن .. والسودان … و تونس …
فليس معقولا ولا مقبولا أن يكون كل ما يحدث مجرد صدفة …
بالتوازي .. تم العمل على استقطاب دول الخليج العربية و تشجيعها على التطبيع الكامل مع دولة الكيان … مما زاد الفرقة ووسع الهوة ما بين الدول العربية …
هل معنى ذلك أن ما يحدث على أرض غزة يأتي ضمن المخطط السابق الإشارة اليه …
الإجابة طبعا … لا .. ولكنهم يستثمرون دائما ما تفرزه الأحداث …
الفرق بيننا وبينهم أن لديهم خططا ومشاريع مستقبلية ( راجعوا بروتوكولات صهيون ) ..
هم لا يعيشون اللحظة ولا يتبعون سياسة رد الفعل كما نفعلها ونجيدها نحن .. بكل أسف …

نعود إلى ما يحدث في غزة ….
ألا تستطيع أمريكا أن توقف فورا الحرب وتجعل إسرائيل تمتثل لما ينادي به أحرار و شرفاء العالم ؟…
بالطبع تستطيع ولكنها لا تريد .. والفرق واضح …
أمريكا و منذ اللحظة الأولى، أعطت الضوء الأخضر لربيبتها أن تعيث فسادا … وهي لن تعترض أو تتدخل ضد إسرائيل مهما كانت النتائج … هذا يقين …
كل ما في الأمر أنها تخدر العرب وتسكتهم بتصريحات لا طائل من ورائها حتى يكتمل تنفيذ المخطط الدنىء …

إسرائيل … قامت بأبشع وأقذر جريمة ضد الإنسانية .. دمرت وهدمت غزة بالكامل … قتلت وما زالت تقتل النساء والأطفال و العجزة …
هدمت البيوت والمستشفيات والمدارس وأماكن الإيواء التابعة للمنظمات الدولية …
تركوها تعربد … بدات في الشمال .. دفعت مئات الآلاف إلى وسط وجنوب غزة … ثم انتقلت إلى وسط غزة وخان يونس … والآن تعتزم اقتحام الجنوب في رفح … بما يعني خلق أمر واقع بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
إن تنفيذ اقتحام رفح التي لا تتجاوز مساحتها أكثر من ستين كيلو مترا مربعا يتجمع فوقها قرابة المليون ونصف المليون من أناس أرهقتهم الحرب ويعيشون بلا مأوى وسط ظروف غاية في الصعوبة وذلك من خلال عملية برية يصاحبها قصف دموي عشوائي مركز ستكون عواقبه كارثية …
إلى أين سيذهب هؤلاء والحال هكذا …
الجواب معروف … والهدف واضح …

قلبي و قلمي يقطران دما ….

حسبنا الله ونعم الوكيل …
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى