عاممقالات

الوزير الذى نريده

أيام أو ساعات معدودة ويُكشف الستار عن التشكيل الوزارى الجديد بعد أن تمت إعادة تكليف الدكتور مصطفى مدبولى بإعادة تشكيل الحكومة الجديدة.

ويتمنى الشارع المصرى أن يشمل التشكيل الوزارى الجديد عدداً كبيراً من الوزراء «التكنوقراط» من أصحاب الفكر والرؤية والتفكير خارج الصندوق وأن يترك لهم مساحة كبيرة فى إدارة وزاراتهم وفقا لرؤيتهم بما يعود بالنفع على البلاد والمواطنين وبما يمكن من محاسبتهم حال إخفاقهم فى مهمتهم.

وأن يحددكل وزير أهدافه بعناية ثم يقوم بالتخطيط لها وعمل تنظيم سليم بما يساهم فى خلق منظومة صحيحة ومسؤلة داخل وزارته، تكون قادرة على تحقيق هذه الأهداف وأن يختار معاونيه بعناية وتجرد ويضع الرجل المناسب فى المكان المناسب دون محسوبية أو وساطة إعلاءً لمصلحة البلاد والعباد.

و فى ظل ما شاهدناه من إخفاقات فى العديد الوزارات الحالية وعدم قدرتها على تحقيق حالة الرضا لدي المواطن وهو ما يجب أن يكون الهدف الأكبر والأهم لدي أى وزير أو مسؤل، هذا المواطن الذي يجب أن يشعر بأن الجميع يعمل من أجله ومن أجل إسعاده، ولذا فإننا نأمل فى وزارة جديدة ليس فى الأشخاص فقط ولكن في السياسات والمضمون .. نريد وزراء جدداً قادرين على تحقيق ما أخفق فيه سابقوهم.

– نريد وزيرا للتعليم ينقذ منظومة التعليم المترهلة والتى وصلت لحالة غير مسبوقة من السوء بكل مكوناتها بعد أن هجر الطلاب المدارس وأصبح كل إعتمادهم على الدروس الخصوصية التي تلهب جيوب أولياء الأمور، و التى أصبحت الملاذ للسواد الأعظم من المعلمين فى ظل تدنى مرتباتهم وهو ما أنعكس على قيمة وإحترام المعلم الذي أصبح يجوب البيوت ومراكز الدروس ليستطيع أن يوفر له ولأسرتة حياة كريمة، إضافة إلى مناهج دراسية عقيمة تُجبر الطلاب في البحث عن الكتب الخارجية، فلماذا لا يتم عمل الكتاب المدرسى الذى تتكلف طباعته المليارات مثل الكتب الخارجية التى أصبحت أسعارها فلكية، فبالله عليكم كيف ينصلح حال التعليم في ظل هجر الطلاب للمدارس وفقدان دور وقيمة المعلم ومناهج تعليمية عديمة القيمة.

* نريد وزيراً للسياحة و الآثار يعى ويؤمن بإمكانيات مصر السياحية، فهذا المجال وحده لو أُحسن إستغلالة أفضل إستغلال فى ظل إمتلاك مصر كل المقومات المؤهلة فستكون من أفضل الواجهات السياحية فى العالم وعلى مدار العام، فلدينا جو وطقس رائع طوال العام وشواطئ تمتد لآلاف الكيلو مترات و أثار فرعونية و إسلامية غير موجودة فى أى مكان آخر، وسياحة علاجية فما الذى يمنع لتكون مصر من أهم المحطات السياحية وتستهدف على الأقل ٣٠ مليون سائح وهذا إستثمار مباشر، عائده فورى بالعملات الأجنبية فلابد للوزير القادم من البحث عن سبب إخفاق سابقيه و معوقات الوصل للهدف وعمل منظومة ناجحه تحقق الأهداف.

* نريد وزيراً للصحة ينقذ المنظومة الصحية من حالة التردى والعبث الذى تعيشه معظم المؤسسات الصحية، فزيارة واحدة إلى المستشفيات العامة ومستشفيات المراكز والقرى كفيلة بالإجابة عن حالة التردى والإهمال ونقص الإمكانيات وهو ما ينعكس على حالة المواطن النفسية وهو فى أضعف حالاته المرضية، ورغم أن هناك جهوداً بذلت فى القضاء على بعض الأمراض لا يمكن إنكارها، إلا أن مستشفيات القرى والمراكز تحتاج إلى إعادة هيكله كامله.

* نريد وزيراً للإدارة المحلية، يعيد الروح فيها من جديد ويمحو الصورة الذهنية السلبية عنها وينقذها من الروتينية والترهل ويحارب العديد من مواطن الخلل والفساد فيها والذى يعترف الجميع به، وألا يتركها كما هى دون «فرمطة» وإعادة هيكله حقيقية وعمل «سيستم» يقضى على أى خروج عن النظام العام بما سينعكس على الروح الإيجابية للمواطن الذي يتعامل تعاملاً يومياً ومباشراً مع هذه المنظومة.

* نريد وزيراً للإقتصاد والإستثمار تكون لديه رؤيه ثاقبه عن كيفية بناء إقتصاد قوى معتمدا على الميزات النسبية التى تتمتع بها البلاد والتى تؤهلها لتكون بؤرة جاذبة للإستثمار والمستثمرين وإزالة كل المعوقات الطاردة للمستثمرين، وتقديم العديد من الحوافز والإعفاءات الجاذبة والقضاء على الروتين العقيم وتعديل القوانين التى تُنفر المستثمرين وتضمن حقوق الطرفين.

* نريد وزراء للزراعة و الصناعة والتجارة لديهم خطة متدرجه وأن يشكلوا سيمفونية متكاملة ليُخدموا على بعضهم البعض وأن يتناسوا طريقة العمل في جزر منعزله، ليكون لدينا إنتاج زراعى كبير يساهم فى إيجاد صناعات زراعية قوية وتساهم وزارة التجارة فى تصدير الصناعات بما يعود على إقتصاد البلاد وينعشه.

* نريد وزيرا للثقافة يعيد لمصر قيادتها وريادتها في مجال الثقافة والعلوم والآداب وأن يعى جيدا أن البناء من القاعدة هو الأساس من خلال نشر بيوت وقصور الثقافة فى كل قرى ومراكز ومدن مصر لإحداث نهضة ثقافية حقيقية تكون قادرة على إحداث تغيُر مجتمعى يقود البلاد إلى نهضه حقيقية، وتخلق أجيالاً جديدة تمتلك الفكر والثقافة التى تقود البلاد للإزدهار.

*** هذه مجرد أمثله وهناك غيرها الكثير من الوزارات التى تحتاج لسيستم حقيقي وتحديد واضح للأهداف المرجوة ووضع من هو قادر على تحقيقها فى مكانه المناسب وقانون يطبق على الجميع و شفافية فى التعامل، وساعتها ستصبح بلادنا التى نعشقها من أعظم الأمم وستعود للقيادة والريادة والازدهار من جديد.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى