عاممقالات

انسفوا «اتحادكم» الهزيل

كما هو متوقع و منتظر، خرج منتخبنا الوطني في كرة القدم غير مأسوف عليه من منافسات البطولة الإفريقية بعد أداء هزيل متواضع … وبعد ظهور وتمثيل غير مشرف رغم ما يضمه المنتخب من عناصر واعدة ومتميزة .. ورغم وجود جهاز فني اجنبي تم توفير كافة ما يتمنى .. جهاز فني يتقاضى أفراده أعلى المرتبات ….
ليس عيبا أن ننهزم أو أن نفشل في الحصول على الكأس … لكن العيب كل العيب أن يكون الأداء بهذا السوء و هذا الضعف …
قد يقول قائل: إن منتخبات كبيرة خرجت مثل تونس … الجزائر .. غانا … السنغال ….
و الرد ببساطة … نحن أسياد القارة و نحن أصحاب الرقم القياسي في عدد مرات الحصول على الكأس الإفريقية ….
أيضا الحزن والغضب ليس بسبب الخروج فهذا أمر وارد … لكن الغضب بسبب سوء الأداء وتدني المستوى فنيا وبدنيا كما سبق وأوضحت …

إن ما يحدث هو نتاج سوء الإدارة و انعدام التخطيط … مما أدى إلى سوء اختيار الجهاز الفني الضعيف جدا … جهاز فني على رأسه مدير فني أجنبي كل خبرته تنحصر في تدريب أندية ولم يسبق أن درب منتخبات …

يجب أن نخرج رؤوسنا من الرمال ونواجه الحقيقة …
فنظامنا الكروي متهالك وضعيف بل ومعيب …
اتحاد الكرة بتشكيلته الحالية لا يرقى للمستوى المأمول … فرئيسه لم يمارس اللعبة وهو يتم تعيينه او اختياره كــ ( محلل ) للسيد أبو ريدة المتحكم الحقيقي والحاكم بأمره وهو سبب خراب وضعف وضياع الكرة
المصرية.

ولا يقل لي أحد إن أعضاء الاتحاد المصري لكرة القدم قد أتوا بانتخابات حرة نزيهة … فالكل يعلم أن اللوائح تم تفصيلها تفصيلا …
حيث تجتمع الجمعية العمومية التي تضم أندية ومراكز شباب، يجتمعون بعد مبيت ليلة في أحد الفنادق الفاخرة بالقاهرة … يجتمعون للإدلاء بأصواتهم بعد تناول وجبات (الكباب و الكفته) ثم ويحصل بعضهم على شيكات الدعم المالي !!؟؟
المهزلة أن بعض من يصوتون أندية مقرها شقق سكنية أو مركز شباب لا تفتح أبوابه إلا مرة أخرى مرتين كل شهر … والأعجب أن تلك الهيئات يتساوى صوتها مع صوت أندية عملاقة كالاهلى والزمالك و الاتحاد والمصري وبيراميدز على سبيل المثال …
و الاختيار يكون منحصرا بين قائمتين .. إحداهما يتم اختيارها بالكامل … وتظل الآخرى كقائمة ظل … ثم تحدث التباديل و التوافيق تتم حسب الأهواء و وفق ما يريده زعيمهم ( أبو ريده ) القابع في الفيفا مستمتعا بمقعده الوثير ….

الاختيارات دائما تقتصر ما بين وجوه متكررة أمثال شوبير و مجدي عبدالغني وسيف زاهر وأحمد مجاهد وحازم امام ولابد من تواجد خبراء «اللا شيء» أي تشكيل من أمثال سويلم و الحاج عامر حسين …
ولا مانع من إدخال بعض العناصر شريطة ألا يكون لها آية أدوار من عينة براكوتا و أمثاله
ماذا تنتظر من تشكيلة تضم هؤلاء ليست لديهم خبرات ولا يوجد في جعبتهم أفكار للتطوير ..

و اللافت للنظر أن المخالفات و الخطايا في جميع تشكيلات هذا الاتحاد الضعيف المسير لا مثيل لها …
كوارث مالية صارخة اكتشفتها ونوهت عنها الجهات الرقابية المتعددة وقدمت تقاريرها المفصلة بمخالفات مالية عديدة … وللأسف لم يتخذ أي إجراء … فضائح صفقات الملابس والمعدات … والدعم … ومرتبات العاملين وبدلات السفر للأجهزة الفنية والإدارية .. حدث ولا حرج …
حتى اختيارات اللاعبين ومساعدي الجهاز الفني كلها تخضع للمجاملات ووفق قانون التوازن القمىء ما بين ناديي القمة الأهلى والزمالك ….
كل ذلك مدعوم بإعلام موجه، يقوده عدد من طريدي الملاعب من أصحاب السمعة السيئة … يلمعون من يشاؤون ويشوهون من يردون دون حسيب و لا رقيب …

المنظومة كلها فاسدة … ووزارة الشباب و الرياضة تقف موقف المتفرج … لا حول لها و لا قوة ….
يجب أن نستفيق … يجب أن يتم الإصلاح الشامل من القاعدة إلى القمة …
لابد من إسناد الأمور لمن يستحقون … كما فعلت دول أخرى قريبة منا ونحن من أسسنا لهم اتحاداتهم فوصلوا للعالمية … كما حدث في السعودية و قطر و المغرب ….
كرة القدم المصرية تحتاج إلى ثورة شاملة
نحتاج إلى تكرار تجربة الاتحاد المصري لكرة اليد وما حققه العبقري الفذ د. حسن مصطفى ورفاقه في مطلع الثمانينات من القرن الماضي وكنت شاهدا عليه حيث استطاعوا وضع نظام متكامل ومحترم، أعاد لكرة اليد المصرية وضعها وجعلها تصل العالمية بجدارة حتى تسيدت كرة اليد المصرية عربيا وقاريا بل وأصبحت من الأربعة الكبار عالميا …
وهذا ما سأتحدث عنه تفصيلا في مقال جديد ….

أرجو أن يتم الإصلاح عاجلا .. وأول خطوة هي إقالة مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم … وتعديل اللوائح والقوانين التي يتم بموجبها اختيار اتحاد جديد …
وأقترح تشكيل لجنة مؤقتة تقود فترة انتقالية حتى يتم الانتهاء من التعديلات المطلوبة … شريطة أن يتم اختيار اللجنة المؤقتة من خبراء حقيقيين وألا تضم عناصر سبق لها المشاركة في تشكيلات سابقة ثبت فشلها …
هناك الكثير من الشرفاء الفاهمين المؤهلين … فقط اعطوهم الفرصة والصلاحيات اللازمة …
افعلوها و لن تندموا ….
و للحديث بقية ….

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى