وأخيرا .. وكما كان متوقعا … أعلن سيد البيت الأبيض عن انسحابه من سباق الرئاسة الأمريكية أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب ….
لينهي حقبة من أسوأ فترات حكم أمريكا على مدى تاريخها …
فترة تراجعت فيها أمريكا كثيرا على المستوى الدولي أو حتى على المستوى الداخلي …
ضاعت هيبة أمريكا عالميا ولم يعد لها تأثير فعال … فالحرب الأوكرانية الروسية مستمرة تستنزف الاقتصاد الأمريكي وتشل الاقتصاد العالمي ..
أيضا مشكلة حرب غزة واستمرارها واحتمالية توسعها بما ينذر بحرب عالمية تأكل الأخضر و اليابس …
كنا نرى أداء مخجلا وغريبا لرئيس أكبر دولة في العالم … يتحرك ويتكلم بصعوبة بالغة … يخطىء في الأسماء ويحرج مؤيديه بسقطات عجيبة … حتى أنه أصبح مادة للسخرية من إعلام بلده فضلا عن تدمير واستخفاف المرشح المنافس الذي لم يترك شاردة أو واردة إلا وذكرها … وكانت مناظرته الأخيرة إعلانا واضحا وصريحا عن عدم صلاحية بايدن أو جدارته بالاستمرار في حكم أمريكا لمدة أربع سنوات قادمة ….
المشهد الأمريكي بعد هذا الإعلان أصبح مرتبكا … فبديل بايدن نائبته السيدة كاميلا هاريس غير مقنعة وأعتقد أنها لن تستطيع الصمود أمام المرشح الجمهوري الجامح الذي استثمر حادثة محاولة اغتياله استثمارا جيدا ولعب على وتر تعاطف الشعب الأمريكي معه منذ وقوع المحاولة التي كادت أن تودي بحياته ….
الذي يعنينا هنا …. أن الفترة القادمة ستكون من أصعب الفترات على العالم … ففي حالة فوز ترامب سوف تتغير أمور كثيرة وبطريقة دراماتيكية سريعة … خاصة فيما يتعلق بالحروب الدائرة والحرائق المشتعلة في العالم … فهل ينجح …؟
هل يستطيع أن يعيد الأمور إلى نصابها بوقف الحرب الروسية الاوكرانية … ؟
هل يستطيع أن يكبح جماح «النتن ياهوووو» وحكومته المتطرفة ويوقف نزيف الدماء في غزة …. ؟
وهل يستطيع أن يعيد الثقة التي ضاعت وجعلت أقرب أصدقاء أمريكا في توجس وريبة ..؟
والأهم لنا … هل سيوقف المخطط الدنىء الذي تصمم عليه دولة الكيان بتصميمها على طرد فلسطينيي غزة والضفة الى سيناء والأردن …. ؟
وهذا الأمر الخطير الذي تتحدث عنه باستفاضة كبرى الصحف الأجنبية …
أم هل سيستطيع الحزب الديمقراطي أن يلملم جراحه ويستعيد عافيته ويرشح شخصية تكون قادرة على المنافسة وتواجه المرشح الجمهوري الجامح … ؟؟
الأيام القادمة بالغة الصعوبه …
ونحن في بؤرة الأحداث …
مطلوب منا أن نتكاتف وأن نتصدى لأي محاولة لبث الفرقة أو هز الثقة
لابد أن ننتبه لكل ما بحاك ضدنا … ونحن محاصرون من كل جانب بمناطق مشتعلة وحروب أهلية أدت إلى أكبر عملية نزوح بشري من الجنوب والغرب وما صاحب ذلك من مشكلات زادت من إحساس المواطن بمشاكل داخلية لم تكن
في حسبانه ….
حفظ الله مصر …