أيام معدودة ويفارقنا أفضل الشهور وأعظم الأيام، أيام الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وخلال هذا الشهر تبارت وتنافست عشرات القنوات الفضائية لعرض المسلسلات الرمضانية المتنوعة، ولكن هناك مسلسلاً واحداً مستمراً طوال شهر رمضان ولكنه مسلسل مختلف عن كل المسلسلات، مسلسل من نوع خاص ، مسلسل واقعى يجسد دراما مأساوية غير مسبوقة، إنه مسلسل غزة الآبية.
مسلسل أبطالة حقيقيون إستطاعوا أن يجسدوا خلال ما يقرب من ستة أشهر ملحمة تاريخية غير مسبوقة فى المقاومة وفى الصبر وفى ثبات العقيدة وفى تحمل ظروف معيشية غاية فى السوء، وتحمل ظروف مناخية تنهك الأجساد.
إنهم أبطال من نوع خاص، شاهدوا بأم أعينهم بيوتهم تقصف ويُستشهد بها أعز من لديهم من الأهل والأقارب والجيران ومع ذلك تجد ألسنتهم تردد عبارة واحدة ( الحمد لله رب العالمين).
أى نوع من البشر أنتم أيها الأبطال ..؟ يا من رفضتم ترك وطنكم وتمسكتم بكل حبة رمال بها، رغم كل الأهوال التى عانيتم وتعانون منها، صمودكم هذا يا أبطال غزة الأبية سوف يسجله ويخلده التاريخ فى أنصع صفحاته، وسوف يدرس فى أعتى المؤسسات التعليمية.
فى هذا المسلسل، يظهر البلطجى الكبير الذى يعتبر نفسه شرطى العالم إنه الشيطان الأمريكى، وهو يؤيد ويشجع ويدعم ويمد بالسلاح القاتل المجرم الذى ينتهك كل المحرمات والموبقات ولا يعرف أدنى معانى الإنسانية، إنه الكيان الصهيونى المحتل الغاصب الذى فاقت جرائمة كل خيال وكل إحتمال، وكشف المسلسل عن عقيدته الفاسدة ونازيته و عشقة للتدمير والقتل وسفك الدماء.
وفى مشاهد المسلسل يظهر على إستحياء أشقاء غزة من مسلمين وعرب، أشبه بالرجال ولكنهم ليسوا رجالا، ضعفاء خاضعين خانعين لا حول لهم ولا قوة، رغم أنهم يمتلكون الكثير والكثير ليكونوا مصدر قوة وردع ولكن واقعهم غثاء كغثاء السيل، لا قيمه ولا قدر ولا مكانة لهم.
على الجانب الأخر من مشاهد المسلسل، يظهر مجتمع دولى كثيرا ما صدعنا بإجتماعاته ومبادراته وتوصياته عن القيم والمبادىء وحقوق الإنسان والحق فى الحياة الكريمة، ولكن تبين أن كل ذلك أمام إختبار غزة الحقيقي مجرد «فنكوش كبير» وأن هذة المؤسسات والمنظمات لا تملك من أمرها شيئا وأنها خاضعة للوبى صهيونى أمريكى غربى يوجهها طبقا لمصالحه كيفما يشاء وحسبما يشاء.
بالله عليكم هل هناك مسلسل أفضل وأقوى دراميا وتراجيدياً أكثر من هذا المسلسل والذى يعبر بواقعيه عن عالم سقطت فيه كل القيم و المبادئ الإنسانية و الأخلاقية؟.
مسلسل غزة الأبية أظهر الجميع على حقيقته وعرَّى الجميع أمام مواقفهم المخجله المشينة، وما زال المسلسل مستمراً ويستمر الكل فى لعب دوره كما هو ولا يعرف أحد سوى الله متى سينتهى وكيف سينتهى