هي حكاية شعب عنيد .. لا يستسلم ولا يحيد …
البعض يتساءل : …
هل أحد أهم أسباب إنقطاع الكهرباء هي محاولة جعل مصر ترضخ لخطة إسرائيل بالتهجير ؟؟
الحقيقة .. نعم فإسرائـ،ـيل ومن وراها يمارسون ضغوطا هائلة على مصر خاصة في ملف الطاقة وبشكل كبير جداً …
معلوم أن مصادرنا من الطاقة كانت الحقول الموجودة وتم اكتشاف حقول جديدة إضافة إلى إستيراد غاز من اسرائيل وقبرص واليونان من أجل الاستفادة من فرق سعر في عملية تسييل الغاز …
الآن الحقول الجديدة كلها تم إيقاف العمل بها بسبب الحـ،ـرب وبسبب تحول منطقة شرق المتوسط إلى مسرح عمليات عسكري بالغ الخطورة وحقول الغاز المصرية التي تم تشغيلها انخفض انتاجها بسبب أزمات تقنية يتم معالجتها حالياً من قبل الشركة الأجنبية المشغلة.
وماذا عن عمليات تسييل الغاز ؟
هناك عطل متعمد «دلوقتي» بضغط إسرائـ،ـيلي أمريكي حتى يمنع عنك أي أمل
هو بمثابة قطع شريانك الرئيسي ليصدر لك أزمة خانقة .
والسؤال هنا: … لماذا يفعلون ذلك ؟؟
ببساطة يتبعون مبدأ ( سيب وانا أسيب ) سيبلي سينا وأنا أعيد لك الغاز وممكن كمان أمنحك مبالغ ضحمة بالعملة الصعبة لو حبيت .
هل معنى ذلك أن هذا هو السبب الوحيد لأزمة الكهرباء ؟
الإجابة بالطبع لا … هناك أسباب أخرى منها ما تقوله الحكومة وهي تخاطب الناس ..
لكن في الحقيقة هناك أسباب أخرى لا تقال لاعتبارات سياسية وربما أمنية …
أمريكا والغرب يريدونك عند حدوث الأزمة أن ترضخ وإلا تستمر الأزمة وتشتد ولا يصبح أمامك سوى الرضوخ و الخضوع لمطالبهم أو تضطر للسحب من الاحتياطي الاستراتيجي «يحصلك أزمة»فترضخ يا إما الذي تحتفظ به الدولة لاستخدامه إذا ما قررت الدولة خوض الحرب مما يعني أنك لو استنفدت الاحتياطي الاستراتيجي فلن تستطيع خوض أية حروب وبالتالي تخضع وتوافق على كل ما يملى عليك …
هنا يبرز سؤال هام …
ما هو موقف الدولة المصرية؟
مصر تقاوم وترفص تماماً الإستجابة لهذه الضغوط وتحاول حل الموقف بطريقتين :
الطريقة الأولى
هي إيجاد بدائل وإستيراد غاز من مصادر أخرى.
الطريقة التانية
هي ممارسة ضغوط مضادة على الجانب الإسرائـ،ـيلي بأساليب وطرق مختلفة .
ثم لا ننسى أن حركة الشحن في قناة السويس تعطلت بنسبة تقارب الـ 90% وبالتالي انخفضت إيرادات القناة من عشر مليارات دولار سنويا لتصبح مليارا واحدا فقط .. فأصبح مطلوبا منك أن توفر فارق العجز ( تسعة مليارات دولار ) من أي مصادر أخرى .
و هل توجد هناك مصادر أخرى ؟ حتى السياحة أصبحت معطلة هي الأخرى وتأثرت بشكل كبير بسبب الحـ،ـروب والقلاقل التي تعيشها المنطقة ..
الخلاصة أن مصر تتعرض لضغوط خارجية رهيبة وتقاوم من أجل أن تخرج من كل هذه الأزمات بهدوء وتتجنب الصدام الذي ستكون أضراره أكبر واكتر بكتير … مع أن تحليل المواقف والأحداث يؤكد أن الصدام واقع لا محالة وأن ما يحدث ماهو إلا عملية تأجيل … وأننا يجب أن نكون دائمآ مستعدين في الوقت المناسب …
كل هذا يحدث في ظل أزمة اقتصادية خانقة طاحنة تتعرض لها مصر والعالم وفي ظل ظروف وأحداث تمر بها المنطقة لم يشهد تاريخها هذا الاشتعال و الاحتقان في تاريخها …
بما يعني تحارب وحدك تماماً وبتقاوم ضغوط من دول عظمى .. وهذا قدرك ..
هنا نتساءل …
أين دور الشعب ؟؟
هل سيضغط معهم أم يستمر في دعم بلده ويختار الوقوف معها مهما كانت المصاعب !!؟؟
سؤال صعب …
ولكنه الرهان والتحدي الأهم في هذا الموقف المتأزم ….
من جهتي أثق في أن هذا الشعب لن يخذل قيادته ولن ينساق إلى دعاوى التخريب وسيحافظ على مقدراته ومكتسباته التي تعب وضحى من أجلها ..
هي دي الحكاية ….
اللهم احفظ مصر