عام

تعرف على تأثير العاصفة “دانيال” على مصر خلال 72 ساعة

غانم تطمئنكم: تأثيرها علينا قليل.. المنخفض يتراجع حينما يدخل على أرض يابسة

أمطار بين المتوسطة والغزيرة على بعض المناطق بمطروح.. سرعات رياح بين 30 إلى 40 كيلومتر في الساعة تؤدي لإثارة الرمال والأتربة وانخفاض الرؤية الأفقية.

وصلت العاصفة “دانيال”  إلى السواحل المصرية بعد تأثيرها المدمر قبل أيام في اليونان وليبيا، الذي أدى إلى حدوث خسائر نتيجة الأمطار الغزيرة والفيضانات، مع سرعة كبيرة في حركة الرياح وارتفاع الأمواج الذي تجاوز 4 أمتار.

ووصف الخبراء العاصفة “دانيال” بأنها “ظاهرة نادرة من حيث كمية المياه المتساقطة خلال 24 ساعة”، إذ ضربت تحديدا مقاطعة مغنيسيا على مسافة 300 كيلومتر شمال أثينا، كما اتجهت إلى ليبيا، وأجبرت السلطات على إغلاق 4 موانئ نفطية رئيسية لمدة 3 أيام.. وأدت إلى حدوث خسائر جسيمة فى الأرواح والبنية التحتية.

من جانبها، قالت عضو المركز الإعلامي لهيئة الأرصاد الجوية المصرية، منار غانم، إن العاصفة “دانيال” دخلت بالفعل الحدود المصرية في الساعات الأولى من صباح أمس الإثنين.

وحددت “غانم” تداعيات تلك العاصفة على مصر في عدد من النقاط، قائلة:تأثيرها سيكون أقل في مصر بالمقارنة بما حدث في ليبيا لأن المنخفض حينما يدخل على الأراضي اليابسة، يفقد جزءا كبيرًا من قوته لأن المنخفض الجوي يستمد الطاقة من ارتفاع درجة حرارة سطح البحر المتوسط، وبدخوله على الأراضي الليبية يفقد جزءا من قوته ويؤثر على المناطق الحدودية في مصر بشدة أقل.

وأضافت أن العاصفة تتحول إلى منخفض جوي متعمق بأقصى غرب البلاد، مطروح والسلوم، إضافة لمنخفض جوي في طبقات الجو العليا، ما يحولها لـ”بقايا عاصفة دانيال”، تتمثل ملامحها في أمطار بين المتوسطة والغزيرة على بعض المناطق من محافظة مطروح، إضافة لسرعات رياح بين 30 إلى 40 كيلومترا في الساعة تؤدي لإثارة الرمال والأتربة وانخفاض للرؤية الأفقية.

امتدت الأمطار امس خلال فترة المساء لمناطق من محافظة الإسكندرية، كما تؤثر على شمالي البلاد اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء، في صورة أمطار متفاوتة الشدة على شمال البلاد والسواحل الشمالية والوجه البحري والقاهرة الكبرى، تختلف شدتها من محافظة إلى محافظة، وقد تكون رعدية أحيانا.

يوم الخميس تتلاشى فرص الأمطار من المحافظات المصرية، مع تحسن كبير في درجات الحرارة التي تعود إلى معدلاتها الطبيعية في مثل هذا الوقت من العام.

وعن سبب تسمية تلك العاصفة بـ”دانيال”، قالت عضو المركز الإعلامي لهيئة الأرصاد الجوية المصرية، إن إطلاق مثل هذه الأسماء يكون للأعاصير الموجودة بشكل كبير على المحيطات، وليست العواصف، ولكن مع تجاوز سرعات الرياح لـ 70 كيلومترا في الساعة، تبدأ السلطات المحلية في كل بلد تُسميها باسم ما.

وأشارت إلى أن السلطات اليونانية أطلقت عليها أسم “دانيال” لسهولة تداولها إعلامياً ونشر الوعي به

وكانت اليونان قد تعرضت في الأيام الأخيرة لسقوط أمطار غزيرة أدت إلى مصرع 11 على الأقل، فضلا عن فقدان آخرين، كما خلّفت أضرارا مادية جسيمة قدرت بمليارات الدولارات.

ذكرت وكالة “رويترز” أن المئات ظلوا محاصرين في منازلهم أو في أراض مرتفعة في منطقة سهل ثيساليا التي ضربتها السيول الناجمة عن الإعصار دانيال.

جرفت السيول المنازل ودمرت البنية التحتية الحيوية، وأتلفت المحاصيل في ثاني أكبر منطقة تضم أراض زراعية في البلاد.

هبت العاصفة عقب اندلاع حرائق غابات هائلة في شمال اليونان في ظل فصل صيف كان الأكثر حرارة على الإطلاق.

فيما واجهت اجهت السلطات الليبية تلك العاصفة بإجراءات استثنائية شملت فرض حظر تجوال في بعض مدن شرق البلاد، وإغلاق 4 موانئ رئيسية للنفط، في وقت ضربت فيه السيول مناطق بشرق ليبيا من بينها مدينة البيضاء.

أخطر الـ 72 ساعة القادمة

وحذرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، من تعرض البلاد اليوم ولمدة 72 ساعة قادمة، لحالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية على مناطق من غرب البلاد يصاحبها سقوط أمطار متفاوتة الشدة ونشاط رياح مثيرة للرمال والأتربة على مناطق من شمال البلاد .

ويؤكد الدكتور وحيد سعد خبير الأرصاد الجوية، أن الأعاصير تتكون فوق المحيطات عند المناطق المدارية والاستوائية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بينما العواصف منخفضات جوية تتكون فوق البحار المتوسطة، وتأثيرها يكون قويًا عندما تصاحبها منخفضات جوية أخرى في طبقات الجو العليا.

وتكون قوة العاصفة أقل بكثير من قوة الإعصار، والرياح المصاحبة للعاصفة قد تصل سرعتها إلى 100 كلم في الساعة بينما في حالة الإعصار قد تصل 500 كلم في الساعة، والعاصفة “دانيال” بدأت قوية جدًا في اليونان وتحركت بفعل الرياح الشمالية الغربية إلى السواحل الليبية، واكتسبت طاقة في البحر في أثناء حركتها وضربت السواحل الليبية بقوة أدت إلى حدوث سيول وفيضانات نتيجة تساقط كميات كبيرة من الأمطار من السبح الركامية الرعدية في فترة قصيرة.

ويؤكد خبير الأرصاد الجوية، أن تأثير العاصفة “دانيال” سيكون ضعيفًا على السواحل الشمالية الغربية لمصر اليوم، وستضرب السلوم ومطروح وغرب الإسكندرية برياح متوسطة الشدة سرعتها لا تتجاوز 60 كلم في الساعة، ويصاحبها أمطار ليست بالغزارة التي كانت على السواحل الليبية.

وأضاف أن أمطار العاصفة “دانيال” ستكون رعدية أحيانًا لفترة قصيرة على السواحل المصرية، وسيمتد تأثيرها على مناطق القاهرة بأمطار ما بين الخفيفة إلى المتوسطة، ويؤكد “سعد”، أن الأجواء المصرية ستشهد انخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة مع انتهاء العاصفة “دانيال” مساء الأربعاء القادم؛ حيث ستبلغ على القاهرة الكبرة 31 درجة مئوية غدا الأربعاء.

طرق الوقاية من العاصفة “دانيال”

ويؤكد الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية، أن طرق الوقاية من العاصفة دانيال التي وصلت مصر خلال ساعات، قادمة من ليبيا على أقصى غرب الساحل الشمالي وتسبب أمطارًا رعدية وغزيرة تتمثل في عدم مغادرة المنزل خلال هبوب الرياح العاتية والعواصف المثيرة للرمال والأتربة، تغيير الملابس التي تستخدم خارج المنزل وغسلها، وغسل الوجه واليدين فور الوصول للعمل أو مقر الدراسة.

ويوضح “بدران”، أنه يجب ارتداء كمامات طبية جديدة حال الخروج من المنزل وتغييرها كل 4 ساعات، وتجنب نشر الملابس المغسولة خارج المنزل؛ لأنها تجمع الأتربة وحبوب اللقاح على الملابس والأغطية والفوط، مسح الأسطح التي يتعدد لمسها كل ساعة بمطهر طبي، تنظيف الأرضيات بمكنسة كهربائية ثم مسحها بمحلول الكلور المخفف 10%، وإحكام غلق النوافذ والأبواب، شرب الماء والسوائل وشاي الأعشاب الطبيعية، عدم بلبعة الأدوية بدون استشارة الطبيب المعالج، خاصة المضادات الحيوية والمسكنات وأدوية البرد التقليدية لما لوحظ من زيادة في الوفيات واضطراب المناعة، تجنب التدخين الذي يقلل المناعة، ويشل أو يدمر الأهداب التنفسية المنوط بها حماية مجرى الهواء داخل الجهاز التنفسي، وضرورة تناول أدوية علاج الحساسيات خاصة الوقائية التي تباعد بين فترات حدوث أزمات تحسسية.

وذكر عضو الجمعية المصرية للحساسية، بعض النصائح لتنظيف المنزل تتمثل في تنظيف الأرضيات والمفروشات بالمكنسة الكهربائية، مسح الأسطح، غسل كل ما تستطيع، زيادة التهوية.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى