حكاية وطن ….
سألني صديقي وهو يحاورني: …
لماذا شعب مصر مختلف عن غيره من شعوب المنطقة ؟
لماذا لا يستجيب لدعوات الثورات مثل غيره من الشعوب ؟؟؟
ولماذا جبهتنا الداخلية صلبة متماسكة و( متشمعة ) بالشمع الأحمر ؟؟؟
لم أحتج إلى وقت طويل للتفكير …
جاء الرد قاطعا وسريعا …
أقول لك ياصديق :
أولاً … لابد يكون أساس الحكاية معروف ..
وأساس الحكاية اليوم .. أن الشعوب هى التى تحمى أوطانها قبل الجيوش النظامية …
وعلى ذلك كان لابد أن يتوافق فيمن يتحمل المسؤولية أن يقدر أهمية الوطن في هذا الزمان العجيب ( زمن أمنا الغولة )
ويثق أنه من أجل أن يحافظ على وطنه فلابد أن يطعم شعبه ويحصنه ضد فيروس التخريب الذي انتشر وشاع كوباء خطير …
هذا فضلا عن أن رب الأسرة الكبيرة بالرغم من أنه صمم ألا يفزع أسرته من العيش في حالة الحرب المرعبة المزعجة ..
إلا أنه صمم أن يشارك كل فرد في أسرته في عملية البناء متحملا المسئولية ..
وتجده دائما ً في كل أحاديثه إن كلمة ” إحنا ” غالبة على كلمة ” أنا ” …
بمعنى أننا نحن من يبنيها .. ونحن من يتحمل فلابد أن نكون دائما على قلب رجل واحد لنتحمل جميعا مسئولية مصر …
هكذا ياصديقي ..
وطبعا هذا الكلام ترك أثرا في قلوب كل المحبين لمصر ..
وفي قلوب كل من أيدوه واختاروه وفوضوه ….
خاصة وأنهم جربوا صدقه ونظافة يده ووافر مجهوده وإخلاصه في سعيه من أجل أن تصبح مصر في مصاف الدول المتقدمة بعد أن رزحت عقودا طويلة تحت الإهمال و التهميش والضياع …
فقام كل فرد من أفراد الأسرة الكبيرة بالإخلاص لبلده واجتهد وعمل ما عليه ..
فمن معه ساعد ودعم وسند ومن لا يستطع تحمل وصبر ومنهم من حمل السلاح ومنهم من شارك في البناء والتعمير …
تحملنا صعوبة العيش وضيق الحال وعندما دافعنا وثبتنا تحملنا نفايات الكارهين …
فهل يعقل بعد صبر السنين أن يستولى مجموعة ( الهلافيت )) المبرمجين المأجورين لينهبوا منا محصول صبرنا وحصيلة كفاحنا وكدنا …
فكل فرد من أفراد الشعب المصرى دفع ثمن كل طوبة تم بناؤها وكل غرسة تم غرسها في هذا البلد …
وهذا هو ما كان مطلوبا يا صديقي
” تغيير استراتيجية المواطنة ” …
المواطن تعود على مدى سنين طويلة أن يأخذ دون أن يعطي .. يطالب بحقوقه كاملة دون أن يؤدي ما عليه من واجبات …
فكانت النتيجة السلبية التى أدت إلى التدمير بأسهل الطرق ..
أما اليوم فالحال تغير والمفاهيم تبدلت فكيف أن أدمر ما بنيته بيدى وتعبت وشقيت من أجل أن يعلو وينمو ويكبر ..!؟
وأصبحت كل طوبة تبنى في الوطن في كل شبر فيه وفي كل مشروع نما وكبر واصبح غالية على أبنائه …
ولا تنسى أن المسئولية تولد حباً وعشقاً وتعلقاً ..
فالحب زاد وأصبحنا حريصين على المحصول فقد كان صبرنا وتعبنا فوق الحدود …
ونجحت قيادتنا بسياسة حكيمة في كسب الرهان بشعب إيجابى عامل منتج ثابت راسخ كالجبال ..
فكسبنا معه وطناً عفياً عظيماً حصيناً باقياً من أجل أجيال قادمة .. ولقد عرفنا قيمته حينما بنيناه وعمرناه جميعا …
هذه – باختصار – حكاية وطن ..
وطن عظيم عريق عرف من تولوا مسؤوليته أن يوقظوا ويحركوا الحب الكامن في الجينات المتأصلة في شعبه العظيم فتلاحمت الأيادى لبقائه .. وشموخه واستمراره رغم أنف العدي وعقبى التحدي