الراحلة سمية الألفي.. من «أفواه وأرانب» إلى أيقونة الفن المصري
رحلت عن عالمنا صباح اليوم السبت 20 ديسمبر 2025 الفنانة القديرة سمية الألفي عن عمر ناهز 72 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض، وذلك حسبما أعلن نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي.
وأُقيمت صلاة الجنازة عصر نفس اليوم بمسجد مصطفى محمود بمنطقة المهندسين في القاهرة، بحضور عدد من نجوم الفن والإعلام، وسط مشاعر الحزن والأسى من جمهورها ومحبيها.
بدايات مشوارها الفني وتاريخها في عالم التمثيل
ولدت سمية الألفي في 23 يوليو 1953 بمحافظة الشرقية، وحصلت على شهادة ليسانس الآداب قسم علم الاجتماع قبل أن تخوض عالم الفن.
بدأت مشوارها الفني في السبعينيات من الميلاد، حيث شاركت في المسرح من خلال مسرحية «أولاد علي بمبة» (1976)، ثم ظهرت على الشاشة الصغيرة في مسلسل «أفواه وأرانب» (1978).
توالت بعدها مشاركاتها في السينما والتلفزيون والمسرح، وتميزت بتقديم أدوار متنوعة بين الكوميديا والدراما، لتصبح واحدة من أهم نجمات الدراما في مصر.
أبرز أعمال سمية الألفي
قدّمت الراحلة العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي نالت إعجاب الجمهور، من بينها:
أفلام:
«وكالة البلح» (1982)
«عندما يبكي الرجال» (1984)
«الحلال والحرام» (1985)
«على بيه مظهر و40 حرامي» (1987)
مسلسلات:
«الراية البيضاء»
«بوابة الحلواني»
«ليالي الحلمية» (أربعة أجزاء)
«أوراق من المجهول»
«المنيسي»
«العطار والسبع بنات»
«أمشي طريق الأمس»
«عزبة القرود»
كونت من هذه الأعمال رصيدًا فنيًا تجاوز 100 عمل بين السينما والتلفزيون والمسرح.
محطات من حياتها الشخصية
عرفت حياة سمية الألفي مسارًا شخصيًا مليئًا بالتحديات، لعل أبرزها زواجها من الفنان الراحل فاروق الفيشاوي الذي جمعتهما قصة حب بدأت في السبعينيات أثناء دراستهما في معهد الفنون المسرحية، وأنجبا ابنيهما أحمد وعمر قبل أن ينفصلا بعد 16 عامًا مع استمرار الاحترام المتبادل بينهما.
زيجات سمية الألفي
تزوجت بعد ذلك من الملحن مودي الإمام، ثم من المخرج جمال عبد الحميد، وأخيرًا من المطرب مدحت صالح، قبل أن تنتهي جميع هذه الزيجات بفترات قصيرة.
وتعرضت سمية لعديد من المصاعب الشخصية، منها الإجهاض 12 مرة قبل أن تنجب ابنها أحمد، وأقرت بأن للشاعر صلاح جاهين دورًا في مساعدتها على إنجاب أطفال عبر رحلة علاجية معقدة.
كما صرّحت بأن الخيانة والإدمان كانت من أسباب النهاية غير السعيدة لبعض زيجاتها.
معاناتها مع المرض
عانت سمية الألفي خلال السنوات الماضية من مرض نادر في العمود الفقري وأورام سرطانية، مما اضطرها للخضوع لعدة عمليات جراحية دقيقة داخل مصر وخارجها، من بينها الولايات المتحدة وأوروبا، في صراع مع المرض دام سنوات عديدة.
وفي مايو 2023، أعلنت تعافيها التام من السرطان، قبل أن تعاود حالتها الصحية التدهور لاحقًا، لتغيب بعدها عن الساحة الفنية وتكرّس وقتها لعائلتها ولحياتها الخاصة.
إرث يبقى في الذاكرة
خلال أكثر من أربعة عقود في الفن، تركت سمية الألفي بصمة واضحة في الدراما المصرية، وقدّرها زملاؤها ورسّخواها كأيقونة فنية مثّلت أدوارًا مؤثرة ومناسبة لجمهور واسع.
رحيلها يُعد فقدًا كبيرًا للساحة الفنية، لكن إرثها من الأعمال سيظل محفورًا في ذاكرة المشاهدين والأجيال المقبلة.
