عاممقالات

عمرو الشيخ .. يكتب: أما الإبل .. فهي لي

حاولت أن أجد فكرة ما قد تم القضاء عليها عبر التاريخ فلم أجد، أو عقيدة تم إلغاؤها فلم أجد..
الرسالات السماوية على كثرتها وتنوعها لم تتمكن من إلغاء الكفر أو الشرك، ليس لنقص فيها، ولا لعناد البعض، ولكن تلك طبائع الأمور
ما زال هناك أناس لا يدينون بأي دين، وآخرون يدينون بمعتقدات أرضية، الهند وحدها فيها أكثر من 1000 ألف معتقد!
الاضطهاد الذي تعرض له المسيحيون والمسلمون وراح الملايين ضحيته ذبحا وحرقا لم يقض على الرسالتين ولم يزعزع اعتقاد المؤمنين

وانطلاقا من مقولة الطيور على أشكالها تقع؛ فإن الهشَّ يليق بالهشّانطلق هشتاج ضد كيان- هش- اسمه تكوين ولدغدغة المشاعر تستخدم فيه عبارات من أجل ابني وابنك!!
حقا
من أجل أولادنا؟
أتمنى أن أكون مخطئا بل حمارا لو لزم الأمر:
هل بالفعل- تكوين- هو الخطر الذي انتبه إليه المؤمنون المصريون بوصفه مهددا مستقبل أولادهم؟!!
سيقول قائل طيب حسن النية:
ألا تغار على دينك يا رجل؟!
ألا تخشى عليه؟!
سأصدمك ربما توفر على نفسك قراءة كتابات شاعر
لا أخشى عليه
أنا أصدق قوله تعالى:
” والله متم نوره ولو كره الكافرون”
أنا قدوتي عبد المطلب جد الرسول صلّى اللَّه عليه وسلّم، حين قال:
أما الإبل فهي لي..
فما بالنا أنه لا وجود لا لأبرهة، ولا لجيشه، ولا لأي فيل، ولا حتى لحمار، إلا لو قلت في نفسك مثلي: ” إن الحمير تشابهت علينا”
كنت أتمنى ألا تكون تلك لغتي
بمعنى أنها لغة يستشعر منها الساذج أو المغرض أنني أسخر من (تكوين) وأدغدغ مشاعر الأصوليين
الأمر عندي أعمق من ذلك
عندنا أزمة في مصر تشكلت واستقرت وصارت واقعا مقرفا منذ يناير 2011
أزمة التصنيف والحكم
يتم إثارة قضية ما
غالبا ما تكون تافهة أو هامة ولكن تثار بطريقة هشة
وفجأة..
يتم تصنيف الناس إلى أقسام ثلاثة:
تنوريين،
أصوليين،
وصامتين.
وقسم الصامتين هذا يتم تأويل صمته بأنه تأييد لأحد الطرفين
منتهى العبث
وإن كان يمكن أن يُغفر للعامة اندفاعهم في ردود أفعالهم، فالمفترض أن المثقف له شأن آخر:
يتلقّى بوعي وتأمُّل وتدبُّر
وقد يؤيد بأسباب أو يعارض بأسباب، أو يتوقّف لأسباب، وقد يرى الأمر لا يستحق عناء التوقف أمامه…
الكل يظن أنه يركب التريند في حين أن التريند هو الذي يركبه، يركب رؤوسهم
تكوين
مركز تكوين
الإلحاد
أولادنا
الخطر
من أجل …..
يا سبحان الله
المصريون ينتبهون إلى الخطر بسرعة مبهرة
يبدو أن هذا أول خطر يتهددهم
قطعا
فلا خطر في الصحة ولا التعليم ولا الثقافة ولا الفن ولا الرياضة ولا في الحريات
ليست الحرية بمعناها السياسي المتوقع، بل الحرية في كل تجلياتها وعلى رأسها حريتك وسط الجماعة البشرية دون سلطة رقابتهم وتدخلاتهم وتقييماتهم وأحكامهم
هناك قارئ مصمم الآن أن تلك ألاعيب الملحدين أو العلمانيين
تعال صديقي القارئ نشطح بالخيال معا
تعال نتخيل أبشع التصورات
هل لو تم هدم جميع مساجد بلد ما
وإقامة مراكز إلحاد مكانها
هل سيصعد ملحد ما فوق حلبة ما ويعلن سقوط الدين بالقاضية؟!
وهل أمثال إبراهيم عيسى وإسلام بحيري وفاطمة ناعوت و و و
لديهم أي مصداقية أو وعي حقيقي أو قدرة ثقافية تمكنهم من إقناع ولو مواطنا واحدا بترك شرب الكابتشينو؟!
ابحث أيها المركوب بالترندات عن المستفيد من شوشرة التريندات الجوفاء
لا أحب لغة النصح والوصايا
دين الله عز وجل لن ينفيه مركز ولن يثبته أزهر
وهناك الأهم
ماذا تقول يا شاعر؟
نعم هناك الأهم
هناك واجب الوقت وكل وقت
الأهم أن ننشغل بحقيقة وجود المواطن
بعدد من ماتوا في ساعات انقطاع التيار الكهربائي يوميا في دولة بحجم مصر سنة 2024
انشغل بعدد المصاعد التي توقفت ساعتين وتحمل داخلها مواطنين لا ذنب لهم
اسأل نفسك
كم حالة مرضية حرجة تسكن في الأدوار العليا تأخر نقلها إلى مستشفى أو تأخر ذهاب الطبيب إليها؟
اسأل نفسك
إلى أي حد تراجع منسوب حياتك المتوسطة أساسا؟
أرجوك صديقي المواطن المتدين بطبعه وبالفطرة كما يقولون عنك
من حق أي صاحب فكر أن يروج لفكره مهما كان هذا الفكر
ومن حق أي آخر أن يتقبل أو يتوقف أو يفند هذا الفكر معارضا بكل السبل
لكن لا تضيع طاقتك وراء فرقعة ترندية هشة
ختاما
لا تدافع عن رب الإبل؛ فهو غني عن ذلك
ولكن
حاول أن تستردإبلك

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى