عاممقالات

عمرو الشيخ .. يكتب: #خطايا_امتحان_اللغة_العربية_للثانوية_العامة! (1)

في التاسعة من صباح السبت الموافق 22 يونيو 2024
قام 74586 طالبة وطالبا في1981 لجنة باجتياز امتحان الثانوية العامة في اللغة العربية.
وهو الامتحان الذي تعده وزارة التعليم المصرية!
..
الامتحان كان ساحة هائلة للخطايا
وقد تعمدت أن أتحلى بالصمت قرابة اليومين كي أراقب المشهد بهدوء وأتابع ردود الفعل والتعليقات..
★ في البدء أتساءل: بأي حق تعد وزارة التعليم المصرية الامتحان؟!
هل وفّرت الكتاب للطالب؟
هل شرحت المنهج للطالب؟
هل دربت الطالب على مختلف الأسئلة؟
الإجابة الواضحة المباشرة: لا
الوزارة تملك أسماء الطلاب وتوفر لهم مكان الامتحان نظير تسديدهم رسوم المصروفات المدرسية، ونظير دفع مبلغ الاستمارة..
أما شرح المنهج والتدريب على أفكار الأسئلة المتنوعة، فقد كان ذلك مسؤولية «سناتر» الدروس وحجراتها ومخازنها
أما الطلاب المقتدرون ماديا فيتلقون دروسهم بنظام «البرايڤت» في بيوتهم.

لذلك ربما كان من الطبيعي أو المنطقي أن من شرح ودرب هو المنوط به وضع الامتحان، ولا يسعني


هنا إلا توجيه الشكر لأباطرة «السناتر» والمخازن إذ تخلوا طوعا عن حقهم احتراما للهيبة الشكلية للدولة.

★ فوجئت بتصريحات كثيرة ممن وصفوا أنفسهم بأنهم خبراء لغة عربية، أو ممن ينتمون إلى الكيانات المعروفة باسم مجالس الأمناء!
فقد أجمع هؤلاء الخبراء مع الأمناء في نبرة تشبه نبرة رجالات المحليات (الهلال والجمل) أن الامتحان في مستوى الطالب المتوسط، وأنه موافق للمعايير، وأن 70% من الأسئلة في مستوى الطالب المتوسط…
وكأن الأخوة الكرام الأفاضل الخبراء والأمناء لديهم مدلولات خاصة لمصطلحي:
الطالب المتوسط، المعايير
!!!!!!!!!
هل تعرفون الطالب المتوسط؟
هل شاهدتم حياته وبيئته؟
هل تعرفون المعايير؟
هل هناك معايير بالأساس؟!
★السبعمائة والخمسون ألف طالب الذين يؤدون الامتحان فيهم على الأقل نصف مليون طالب متوسط، ينتمون للبر الغربي في الصعيد، وللواحات، وللقرى، والمناطق الشعبية الفقيرة
وهؤلاء أيها الخبراء والأمناء لا يأخذون دروس «برايڤت» تتكلف عشرين ألف جنيه شهريا من الطالب الواحد
ولا يذهبون لسناتر صاروخ الفيزياء وعبقري الكيمياء ولولبي النحو
بل يذهبون إلى دروس خصوصية متواضعة جدا بأسعار زهيدة عند أستاذ عبد اللطيف قريب جارتهم خالتي أم عفاف..
فهل تقصدون بالطالب المتوسط، الطالب الذي يذهب للسناتر ويتابع ڤيديوهات اليوتيوب وينفق شهريا قرابة السبعة آلاف جنيه على الأقل؟.

فهل هذا الامتحان فيه 70% من الأسئلة في مستوى طالب لم توفر له الدولة فصلا ولا حصة ولا أي تدريب من أي نوع، ويعمل في الحقل نهارا أو في ورشة، ويعيش بعيدا عن صخب «السناتر» و«السوشيال ميديا»
فهل امتحان السبت في مستواه؟ أو فيه ما يضمن له النجاح؟
★ المعايير .. نعم المعايير .. طوبى للخبراء والأمناء إذ هداهم الله إلى معرفة سر المعايير، وبالتالي سيطلعوننا عليها..
فهل هذا الامتحان يدعم قدرات التلقي والتحليل لدى الطالب؟
هل هذا الامتحان بأسئلته تلك يبرهن على ثمرة دراسة منهج اللغة العربية بصورته الحالية في حياة الطالب فيما بعد كطبيب أسنان أو ضابط أو كيميائي أو مرشد سياحي أو مدرب سباحة؟! وإلا فلماذا يدرسها ؟..
هل هذا الامتحان يؤكد على أثر المنهج في تأكيد الهوية والتذوق وإطلاق الخيال…
..
للأسف
الإجابات معلومة لكل ذي ضمير
لكن الكارثة الحقيقية
تخيل معي صديقي القارئ ماذا لو وضعنا درجة لواضعي الامتحان!
نعم .. أعطيهم درجة
من حقي كشاعر ومدرس للغة العربية وباحث أكاديمي لديه بعض الخبرات المتواضعة في علم الأسلوب ودراية متواضعة جدا في أمور النحو والبلاغة واللغة عموما .. ماذا لو قيمت درجة واضعي الامتحان
هل تراهم أخطأوا في شيء .. شيئين .. ثلاثة..أربعة .. خمسة…
صديقي القارئ .. أطلق العنان لخيالك
وانتظرني في مقال الغد…
كل الحب لبناتي وأبنائي طلاب الثانوية العامة

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى