عاممقالات

عمرو الشيخ .. يكتب: لماذا تفشل كرة القدم المصرية .. وينجح الأهلي؟!

المنتخبات المصرية لكرة القدم منذ 2010 تفشل في تحقيق أي منجزات سوى الصعود لكأس العالم 2018 بأداء مخزٍ في البطولة وقيل ما قيل عن الانفلات الإداري حينها.

لماذا في ظل هذا الفشل الواضح تبدو منظومة الأهلي ناجحة؟
أكثر من عشر بطولات قارية ما بين دوري الأبطال والسوبر
أكثر من مرة برونزية كأس العالم للأندية
أليس الأهلي جزءا من منظومة كرة القدم المصرية؟

نعم، الأهلي ليس جزءا من منظومة كرة القدم المصرية
بل منظومة كرة القدم المصرية عبارة عن كيان هلامي، ومظهر بروتوكولي من أجل تمام الديكور، هذا الكيان في حقيقته ليس إلا مجموعة منسقين لمصالح الأهلي، إما بوصفهم منتمين إليه منتفعين منه، أو منتفعين فحسب حتى لو كانوا ينتمون إلى المنافس، وأقل مستويات الانتفاع ضمانة البقاء في الكرسي..
هل يعقل في أي دولة أو شبه دولة أن يتحول معسكر المنتخب إلى سوق وكلاء لاعبين فيتم توقيع عقود للاعبين في المنتخب القومي مع الكيان الأحمر أثناء البطولة؟!
هل يعقل أن تنزعج إدارة الأحمر من إصابة الشناوي حارس الأهلي والمنتخب فتسرع بالتواصل مع الحارس الثاني محمد أبو جبل والتفاوض معه ومع ناديه للحصول على توقيعه في المدة الزمنية الضيقة جدا قبل مباراة الكونغو في دور ال 16
كيف تم السماح بهذا إلا لو كانت المنظومة الرسمية «اتحاد كرة القدم» مجرد «شماشرجية» للكيان الأحمر؟!
كيف نطلب من لاعب التركيز وهو منشغل في الأيام قبل المباراة بفرحة التوقيع لأكبر ناد وحساب المبالغ المالية علاوة على الشعور بالثقة أن وراءك آلة إعلامية داعمة على «أحمر المستويات»؟
ولعل هذا ما كان يتخيله «جباسكي» وهو يتقدم لتسديد الضربة
ولم لا..
وهو بعينيه عايش كيف كان نجما لبطولة 2021 هو وإمام عاشور عندما كانا لاعبين في الزمالك ولم ينالا من الشو الإعلامي ١..% مما ناله إمام في هذه البطولة!
المنظومة الرسمية للكرة المصرية مع الإعلام الأحمر نجحا في بث حملة قذرة لتشويه أسطورة مصر الرياضية محمد صلاح
التفرغ التام لانتقاد النني وزيزو
ومن قبل الحملة غير المفهومة على أيمن عبد العزيز
دون المساس بالمستويات الكارثية التي قدمها الشناوي وعبد المنعم وحجازي
تخيل الإعلام الأحمر حتى أيام قبيل البطولة كان يقارن بين محمد شريف ومصطفى محمد
لم يتحرك أحد في جبلاية اتحاد كرة القدم- سكرتارية الأهلي- من أجل إثناء طارق حامد عن اعتزاله الدولي، وغياب طارق حامد في تصوري هو أهم أسباب فضائح خط وسط المنتخب والدفاع
لا أحد يحاسب هذا الكيان
يفعل ما يشاء .. يخطف ما يشاء .. يصطنع الكباري بأساليبه المعلومة للجميع تلاعبا بالقانون تحت شعار القيم والمبادئ.
يفوز برعاية تفوق أندية الدوري مجتمعة، فيشتري ما يشاء من صفقات يلعب من يلعب ويحترق من يحترق فلا رقيب ولا حسيب
فصارت المنافسة الوهمية بين مدلل الدولة وبين أندية الشركات السخيفة فماتت الكرة المصرية
قريبا مثلا لن نشاهد عمر كمال عبد الواحد، وللحق هو لاعب رائع سلوكا وأداء لكنه ذهب للملايين- وهو معذور كشاب- لكنه لن يلعب في ظل وجود محمد هاني وأكرم توفيق وهو يعلم ذلك لكن الملايين وبريق الأهلي ونفوذه وإعلامه وإعلاناته أشياء لا تقاوم
رصيده البنكي سيناهز المائة مليون فتسقط أي قيمة أمامها
فزنا ببطولات ٢٠٠٦، ٢٠٠٨، ٢٠١٠ لأن التنافسية كانت حقيقية
ثمار تلك الفترة هي من غَرْس الفترة من ٢٠٠١ لـ ٢٠٠٦
ارجع إلى الفترة ما بين ٢٠٠٠ إلى ٢٠٠٦ ستجد الزمالك حقق ثلاثة ألقاب دوري وعدة بطولات إفريقية بإجمالي بطولات وصل إلى ١٣ بطولة.
والأهلي بطولتي دوري
والإسماعيلي بطولة دوري واحدة
الإسماعيلي كان بطلا للدوري، الإسماعيلي الذي يعاني الهبوط منذ سنوات
تم تفريغه بالكامل بصورة مباشرة أو غير مباشرة وليس هناك داع للتلاعب فنحن في أمس الحاجة إلى الحساب الأخلاقي النابع من الضمير وليس من الأوراق «المتظبطة» قانونيا في الظاهر
رحم الله صالح سليم كان شريفا في تنافسه
عندما رحل رحمة الله عليه في بدء الألفية وجاءت إدارة حسن حمدي والخطيب واستهلت عهدها بخسارات متتالية محليا وأفريقيا من ٢٠٠١ لـ ٢٠٠٥
فانفتح هويس أموال مؤسسة الأهرام وتولى عصام عبد المنعم اتحاد الكرة وعاونه عدلي القيعي و«ابتدا المشوار» على رأي العندليب
نجحت أموال الأهرام في قتل أي تنافسية
واشتراء أي موهبة حتى ولو احترقت كي لا يستفيد بها المنافس على سبيل المثال لا الحصر:
أحمد حسن دروجبا، حسين علي، عبد الحميد شبانة، مع تفريغ الإسماعيلي، فالمنتخب، وأخيرا الزمالك نفسه
كانت الدولة تسمع وترى ما يقترفه ممدوح عباس ومرتضى منصور في الزمالك وتسكت لأسباب جميعنا يعرفها
..
إصلاح للكرة المصرية يتطلب:
تعظيم شأن اتحاد الكرة بكل لجانه
معاملة الأهلي كسائر الأندية في الحقوق والواجبات
تحجيم عد اللاعبين في سوق الانتقالات مصريين كانوا أم أجانب؟
منع المدربين الأجانب ثلاث سنوات على الأقل من المنتخب والأندية مراعاة لظروف الدولة
ما دام الأهلي فوق الجميع، لن ينصلح حال الرياضة أي رياضة في مصر
إصلاحكرة القدم المصرية يبدأ من فتح التحقيقات النزيهة الكاشفة في مبنى الجبلاية والمبنى المجاور في الجزيرة
أختتم بسؤال بسيط وسهل ومباشر:
من الذي حرم المنتخب القومي من موهبة نجم مثل محمود كهربا؟
هذا الشاب كان أساسيا في ٢٠١٧
من الذي عرقل مسيرته ووقع معه بطريقة تثير الريبة مما عرضه إلى عقوبات الإيقاف قرابة السنتين علاوة على أنه يحمل على كاهله عقوبة مالية هي الأكثر ضخامة في التاريخ الرياضي المصري؟
الأهلي كبير، بل كبير أفريقيا ومصر لكنه ليس أكبر من الكرة المصرية ولا من المبادئ التي يرددها..

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى