قطوفٌ مجعّدة .. بقلم / جيلان زيدان
(*)
شجرةٌ رقيقةٌ جدا ويابسة
تطرح التفاح
هي لا تعرف من أين تأتي به!
تطرح التفاح ولا يسألها أحد، من أين لها به.
الجميع يأكلون ويقيمون الاحتفال على كُراتها الناضجة.
شجرة هرِمة جدا، ورقيقة، تتحدى الرصيف بأن تبقى أكثر من ستين خريفا..
تطرح التفاح ولا يمسها أحد.
ليس لها جاذبية لتستجلبَ الأرضُ منها التفاح،
بعض نجفِ البيتِ اختفى، فقالوا إنها تطرح النور في هيئة التفاح.
بعض أسرار العالم القديم ما زال يُسرّب لها بعضا من تفاح الجنّة، في حبل سري لم ينقطع حنينه..
الشجرة لا تسأل أبدا كيف تأتي بالتفاح!
الجميع يأكل منها أيضا ولا يفكر!
وبعد ستين خريفا،
اقتلعها زفيرُ مراهق غاضب يجلس أسفلها،
فاكتشف قلوبًا خفية كانت تحبل بالتفاح
ترعاها الدموع
(*)
أنا مكتئبة
نقراتي فوق جدار العيش لا تفتح المغارة
جُدر خشنة في ظاهرها ولقد صنعتُ أيضا بها المزيد
العفاريت بالداخل يتشاورون
هل يفتحون لي؟
قلت لهم: خبّئوا الذهب عني..
فقط افتحوا لي
يظل الوقت متأخرا كلما حضرت
دعوات عمتي وصلتهم أيضا وظلّت تطرق للصباح
لست فقط مكتئبة…
أنا مندهشة
لماذا دوما تنفلت ساعة يدي وأزلّ خارج الزمن؟
لماذا عليّ أن أتوسّل للعفاريت: أحتاج حضن مغارة!!
النقرات تحتكّ بروحي
تُحدث بها الندبات الدائمة
(*)
عندما خفت، اختبأت خلف شجرة
ظهرتُ كوردة كبيرة لم تحتملها الأفرع
كنت أرى الأزهار الأخرى تتحول إلى ثمار
أما أنا فكنتُ ناضجة، ورطبة، وعفنة دون مراحل
تحولت لكل شيء حتى تحللت وصرت يوريا
للأسف امتصتني جذور شجرة مجاورة،
وعندما خفت من ظلام التربة
نمَوْت، واختبأتُ خلف الشجرة الجديدة مثل وردة،
وهكذا طُفت بالحديقة كلها خوفا ولم تحتملني الحياة.