عاممقالات

ما بين عربدة الكيان .. وصمود القوم «الجبارين»

مع تواتر الأنباء عن قرب بدء الهدنة التي ستطبق في قطاع غزة وتحديد موعدها كما أعلنت مصادر امريكية و غربية وأيضا عربية بيوم الاثنين القادم ولمدة ستة أسابيع كمرحلة أولى ..
يتم فيها تبادل إطلاق الأسرى من الجانبين بواقع ٤٠ إسرائيليا مقابل ٤٠٠ فلسطيني …
هذا ما أعلنته أيضآ مصادر أمريكية مقربة من الرئيس (بايدن) شخصيا …
ورغم تكذيب إسرائيل لذلك إلا أن الشواهد تؤكد قرب حدوثه وذلك أمام رغبة الرئاسة الأمريكية تنفيذ الهدنة قبل بدء شهر رمضان، بسبب ما يواجهه الرئيس الأمريكي من ضغوط رهيبة داخلية وخارجية تعكر صفو حملته الانتخابية وتعرض مستقبله السياسي للخطر …
وما يواجهه الكيان البغيض من ضغوط دولية بسبب ما يعاني منه الفلسطينيون «المحشوري»ن في الشريط الضيق بين رفح الفلسطينية و حدود سيناء المصرية …
مع رفض فلسطيني و مصري و عربي بتنفيذ عملية عسكرية في رفح يكون نتيجتها الدفع بالفلسطينيين إلى سيناء و هو هدف الحكومة الصهيونية وعلى رأسها «النتن ياهو» والإرهابي المدعو بـ «بن غفير».

من أجل ذلك نجد أن إسرائيل تفعل المستحيل من أجل إفشال هذا الأمر …
وكانت آخر المحاولات ما ارتكبته من مجزرة هائلة راح ضحيتها أكثر من ألف فلسطيني سقطوا ما بين قتيل وجريح وهم يحاولون الحصول على بعض المساعدات الغذائية …
فعلوا ذلك بدم بارد ونقلوه هم بأنفسهم من خلال تصوير جوي أظهر خطتهم ونذالتهم ودمويتهم ….

الوضع يزداد خطورة … والمجاعة أصبحت أمرا واقعا .. والعالم بأسره يتفرج … والوقت يمضي …
الموقف الثابت واللافت للنظر هو الصمود الهائل لأبطال غزة … وتحملهم ما هو فوق طاقة البشر …
وإنه بعد مرور ما يقارب الأشهر الخمسة ما زالوا يقاومون .. وما زالوا يلقنون جنود الاحتلال أقسى الدروس …

إسرائيل تعلن أنها استطاعت القضاء على أكثر من ٢٠ ألفا من مقاتلي حماس منذ بدء العمليات وهو رقم يعادل ثلثي قوة حماس العسكرية … ولكن استمرار المعارك وسقوط العشرات من قتلى وجرحي الاحتلال في مواجهات صفرية أو من خلال كمائن بالغة الأحكام تؤكد كذب مزاعم جيش الاحتلال المغرور …
حماس نفسها أعلنت أن خسائرها لم تتجاوز الثمانية آلاف مقاتل بما يعني أن ما تبقى من مقاتليها يتجاوز العشرين ألفا ….
المصادر المحايدة تؤكد صحة ما ذكرته حماس
اللافت للنظر أيضا أنه ومع مرور الوقت بدأت العناصر المقاتلة من حماس تظهر وتخرج للعلن خاصة بعد تنفيذ المجزرة الآثمة …
إسرائيل أيضا لم تستطع الوصول إلى المكان الذي يتحصن به يحيي السنوار وقياداته الميدانية البارزة … رغم إعلان الجيش الإسرائيلي أنه تم تحديد مكانه بدقة زاعمين أنهم متواجدون بالغرفة رقم ( ٦ ) في أعمق نقطة من الأنفاق وذكروا أنها موجودة بمنطقة خان يونس … كما اعترفوا بعجزهم عن الوصول إليه بسبب النحصينات الشديدة والحراسة المشددة من أفضل عناصر حماس القنالية …

أعتقد أن الهدنة سيتم فرضها … فإسرائيل أصبحت تعاني بشدة والوقت لم يعد في صالحها …
أيضا حماس ستحقق نصرا كبيرا إذا تم وقف القتال … فصمودها التاريخي مبهر رغم ما تكبدوه من خسائر

هل سنرى هذا قريبا
هل سيستطيع الأبطال العُزَّل من أهلنا في غزة، التقاط الأنفاس وعلاج الجروح والعودة إلى الديار حتى ولو كان ذلك في خيام مؤقته …
الهدنة لو تحققت فسوف تجدد وسوف تنتهي بحلول واتفاقات ستكون بدون شك أقل وطأة مما يعانيه شعبنا الأبيِّ في غزة من حصار وتجويع وقتل ودمار.

اللهم أنصر أهلنا في فلسطين الحبيبة …
اللهم نصرك الذي وعدت

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى