عام

مجـــ.زرة غزة .. حسابات المكسب والخسارة

كسرنا حاجز المائة وعشرة أيام … توغلنا في المئة الثانية ….
أعداد الشهداء و المصابين من الجانب الفلسطيني، والقتلى والمجروحين من الجانب الصهيوني تخطى المائة ألف وبدأنا المائة ألف الثانية ….

غزة … أرض الكرامة و العزة
أصبحت غير صالحة للسكن .. حيث تم تدمير كامل بنيتها التحتية و أيضا الفوقية …

النازحون من الفلسطينيين يعانون بشدة من قسوة العيش .. فلا ملجأ و لا طعام و لا علاج و لا أمن و لا أمان … و لا أمل في استقرار في المستقبل القريب …
و العالم كله يتفرج …

مَن الرابح … و من الخاسر ….

من وجهة نظري المتواضعة أن أكبر الخاسرين
هم أبناء الشعب الفلسطيني البطل …
لا يمكن أن نعتبرهم من الرابحين …
فهم يعانون معاناة فاقت كل تصور واحتمال …
حتى وإن كان المقابل عودة قضيتهم مرة أخرى بعد أن ظن البعض أنها قضية ماتت وأصبحت في طي النسيان …

إسرائيل أيضا خسرت كثيرا فقد سقط عنها القناع … ظهر وجهها الدموي الحقيقي البشع بكل ما ترتكبه من جرائم و فظائع لم يرتكبها أشد الطغاة على مر الزمان …
وجيش إسرائيل فقد هيبته وسمعته وأصبح يعاني من ضربات المقاومين الأبطال ….

جو بايدن ….
رئيس أمريكا من أكبر الخاسرين أيضا … فمستقبله السياسي أصبح على المحك … و موقفه المنحاز لدولة الكيان البغيض ودعمه لها دون قيود زاد من سخط العالم بل وسخط كثير من أبناء شعبه مما يعرضه لهزيمة ساحقة متوقعة في انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة ….

مصر أيضا – مع شديد الأسف – من الخاسرين و هذا قدرها دائما بسبب تحملها مسؤولية و تبعات القضية الفلسطينية منذ نكبة ٤٨ ….
و هي تقاوم بشدة مخططات الصهاينة الهادفة إلى التهجير القسري للفلسطينين من الضفة و القطاع .. وتتحمل مسؤولية إدخال المعونات والأدوية عبر معبر رفح وتقف بصلابة أمام محاولات اقتحام ممر فلاديفيا … فضلا عن المعاناة الاقتصادية الكبيرة نتيجة أحداث باب المندب وتأثير ذلك على قناة السويس ….

اذا انتقلنا إلى الرابحين ….
فاولهم – و لا تتعجبون – بيبي ( النتن ياهو )
فاستمرار الحرب يمنحه قبلة الحياة ويطيل في عمر ولايته ورئاسته لوزراء دولة الكيان
هو يأمل أن تنقلب الأمور ويتمكن من تحقيق أهدافه بالإفراج عن الأسرى ومقتل قادة حماس أو القبض عليهم … وهذا أمر بعيد المنال … وهو ربح مؤقت لن يدوم فمصيره ومآله مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه ….

تأتي بعد ذلك …
إيران …
أعتبرها أكبر الرابحين … فهي أثبتت أنها تستطيع أن تقارع الكبار … استطاعت تحريك أذرعها في لبنان وسوريا والعراق واليمن … وحتى في غزة ….
و أذاقت إسرائيل الأمرين من خلال كل ذلك …
رابح آخر … و هو الدب الروسي ( بوتين )
الذي جاءت حرب غزة فى موعدها تماما ليجد الفرصة السانحة ليكسب ويحسم حربه الضروس مع حلف الاطلنطي ويحقق نتائج و انتصارات كبيرة في أوكرانيا …

هناك أيضا – و لا عجب –
فئة الرابحين الخاسرين ….
و هم …
جماعة حماس … فخسائرهم في الأرواح والعتاد والدمار الهائل الذي لحق بغزة
أما مكاسبهم فهي في إذلال جيش الاحتلال وتكبيده خسائر فادحة وجعله أضحوكة يتندر بها العالم …. كما أنهم استطاعوا إحياء القضية الفلسطينية وإعادتها مرة أخرى بعد أن طواها النسيان رغم فداحة الثمن …

الحوثيون … الذين استطاعوا أن يفرضوا وضعا صعبا هز استقرار الاقتصاد العالمي من خلال تحكمهم في باب المندب وتهديدهم لأهم شريان اقتصادي عالمي …
ولكنهم تعرضوا ومازالوا يتعرضون لضربات عسكرية انتقامية من أمريكا وبريطانيا …

و هنا نتساءل …
ألم يحن الوقت لوقف هذا العبث … ألا يوجد في كل هذا العالم من يستطيع أن يعيد الأمور إلى نصابها وأن يوقف شلال الدم ليعم السلام ويعود الهدوء أرجاء عالمنا الملتهب المضطرب …

ماذا يا ترى تخبئه لنا الأقدار …

اللهم إحفظ بلادنا من كل سوء وانصر أهلنا في فلسطين …. اللهم آمين

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى