محمد جرامون .. يكتب: عذرا يا معلم الأجيال .. هذا زمن “شاكوش”
عذرا أستاذ سليمان يا معلم الأجيال يا من قضيت ٢٥ عاما من عمرك مربيا معلما عفيفا رافضا لإعطاء الدروس الخصوصيه متدرجا في وظيفتك حتى أصبحت مديرا للمدرسة وظللت على مبادئك وإحترامك لنفسك.
عذرا أستاذ سليمان أيها المربي الفاضل يا من تحملت قسوة الأيام ولهيب الأسعار في ظل مرتب لا يسمن ولا يغني من جوع.
عذار يا معلم الأجيال ان الظروف الطاحنة والايام الكاحلة لم تسعفك على تلبيتة مطالب الحياة الأساسية لك ولأسرتك، عذرا أيها الشريف العفيف أنك أجبرت على أن تعمل عملا إضافيا لا يليق بعلمك وقدرك ومكانتك لتسد به مطالب اسرتك التي أصبح مرتبك الهزيل لا يكفي الوفاء بها،
عذرا يا مربي الأجيال فهذا الزمان ليس زمانك .. هذا زمن حمو بيكا وحسن شاكوش ومن على شاكلتهم.
عذرا يا أستاذ سليمان .. هذا زمن التافهين والمنافقين والاكلين على كل الموائد، من يقلبون الحق باطلا والباطل حقا فتزداد ثرواتهم وتمتلىء كروشهم دون شبع،
عذرا يا مربي الأجيال فما حصلت عليه من راتب خلال ال ٢٥ عاما التي قضيتها في محراب العلم والتعليم حتى أصبحت مديرا لمدرسة يحصل عليه عمرو دياب أو تامر حسني أو انغام في حفلة واحده نعم في ليلة أو سهرة واحدة!!،
عذرا يا استاذ سليمان لقد فارقت الحياة وانت تعمل عملت إضافىا اخر لا يتناسب مع علمك وقدرك وتركت لنا الحزن والألم والآسى على حالك وحال كل شريف لا يقبل أن يدخل بيته قرشا من الحرام ويصارع الحياة ليكفى أدنى متطلبات الحياة لأسرته.
عذرا يا معلم الأجيال أن قلبك الطاهر لم يتحمل قسوة هذا الحياة فتوقف وانت تعمل عامل بناء تحمل الطوب والاسمنت فوق كتفك الشريف ليجعلنا جميعا نتوقف أمامك لنشعر بالدونيه وبغدر هذه الأيام التي تعصف بكل شريف عفيف لا يمتك سوى راتبا هزيلا .. لا يسمن ولا يغني من جوع،
عذرا يا معلم الأجيال هذا الحال ليس حالك انت فقط ولكن هناك مثلك كثيرين وكثيرين يعانون مثل معاناتك ويعملون أكثر من مهنه ليواجهوا بها أدنى متطلبات الحياة في ظل هذا الغلاء الفاحش، عذرا أستاذ سليمان علي كل ما واجهته وعشته من صعوبة العيش ومرارة الحوجه والعوز ولكن عزاءنا أنك ذهبت للحق العدل وانت تجاهد من أجل رزقك الحلال، ذهبت لمكان أفضل وحياة أفضل ورب كريم تجتمع عنده كل الخصوم.
عذرا يا معلم الأجيال لقد تركت للجميع رسائل لمن يريد أن يعتبر ويستوعب فهل من مجيب؟