عاممقالات

محمد جرامون .. يكتب: لن أشترى هذا العيد شجرة

أيام معدودة وينقضى هذا العام بكل ما له وما عليه وما مررنا به من أفراح وأحزان من نجاحات وإخفاقات.

ولكن يبقى يوم ٧ إكتوبر ٢٠٢٣ هو الحدث الأكبر والأعظم والأكثر سعادة وفخراً وشعوراً بالإنتصار وإستعادة الكرامة، يوم أن تم إذلال الكيان الصهيوني المحتل وإظهار ضعفه وهشاشته وعدم قدرتة على المواجهه المباشرة مع الأبطال من رجال فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة والتى أسقطت الصورة الذهنية التي نسجها هذا الكيان الغاصب عن جيشة بأنه لا يقهر.

هؤلاء الفرسان من أبناء غزة الآبية اقتحموا حصونهم ووحداتهم العسكرية وأسروا ضباطهم ومجندبهم وكبدوهم الآلاف من القتلى والمصابين ودمروا المئات من الألات العسكرية بأقل الإمكانيات العسكرية، في مقابل جيش متغطرس لديه أحدث الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية وبمساندة ودعم متواصل و غير محدود من شيطان العالم، الأمريكى المتصهين بايدن وعصابته.

ونظرا لجُبن وخسة وندالة هذا الكيان الشيطاني، لم يجد أمامه لحفظ ماء وجهه سوي هدم المستشفيات والمدارس الممتلئة بالنازحين والتابعة للمنظمات الدوليه وهدم البيوت على السكان المدنيين مرتكبا بذلك أفضع الجرائم التي لم يشهدها التاريخ من قبل لأى محتل، مع حصار وتجويع وهدم لكل وسائل الحياة.

وفى ظل هذا الوضع الذى يبدو أنه سيستمر لفترة، تفصلنا عن نهاية العام والإحتفال بعيد رأس السنه الميلادية عدة أيام، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يصح إقامة الإحتفالات وأشقاؤنا فى غزة تهدم عليهم بيوتهم ويعيشون بلا أمان؟.

هل يصح ان نعلق الزينه والورود ومستشفيات غزة تقصف وتهدم ولم يعد هناك مكان لمريض أو مصاب للعلاج؟.

هل يصح أن نقيم المسابقات والإستفتاءات ونُشغل المشاهدين بتوافه الأمور وشعب غزة تحاصره النيران وآلات الحرب والقتل فى كل مكان؟ .. هل يصح أن نقيم السهرات وأشقاؤنا فى غزة يعيشون فى العراء وفى الخيم البلاستيكية التى لا تحجب مياه الأمطار أو تستطيع الصمود أمام الرياح والأعاصير؟.

هل يصح أن نقيم الإحتفالات ونُعد العديد من أنواع الأكل والشراب والمسليات وأشقاؤنا فى غزة محاصرون بلا غذاء أو ماء، طونهم خاوية ولا يجدون أبسط أنواع الطعام؟.. هل يصح أن نُشعل الأنوار والزينات وأشقاؤنا في غزة يعيشون فى ظلام بلا كهرباء أو وقود يُسير لهم الحياة؟.

هل يصح أن نطلق الألعاب النارية والصواريخ في الهواء إبتهاجا بالعام الجديد وأشقاؤنا في غزة تطلق عليهم الصواريخ الفتاكة فتحصد أرواح بعضهم وتصيب الآخرين، ومنهم من يفقد عينه أو رجله أو زراعه؟.

هل ماتت النخوة لدينا، هل ماتت صفات الرجولة داخلنا، هل تجمدت الدماء فى عروقنا، هل إفتقدنا لكل معاني الإخوة والإنسانية وأصبحنا معدومى الهويه؟ .. عفوا لن أحتفل ولن أبتهح ولن أعلق الزينة والورود مع العام الجديد، عفوا لن أشترى هذا العيد وهذا العام شجرة.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى