محور «فيلادلفيا» … درس لا ينسى ..!!
كعادته دائما معي … فاجأني صديقي الذي يحاورني بسؤال يؤرقه …
قال لي صديقي المعارض دوما المعترض دائما:…
الكل يتحدثون عن إختراق إسرائـيل لمحور فيلادلفيا وتحدثوا عن الصمت المصري
إزاء ما يحدث ؟!
قلت لصديقي لك أن تتذكر أنني من أوائل من ذكر أن هذا الإختراق لن يمر مرور الكرام وقلت إن الرد المصري سيكون طبقاً لمبدأ ” الإختراق مقابل الإختراق ” ..
فمصر اتخذت إجراءات أشد صعوبة وقسوة وأكثر أهمية من مجرد إحتلال إسرائـيل لمحور فيلادلفيا فأدخلت مصر جيشها بأعداد تقدر بأكثر من 80 ألف مقـاتل بكامل أفرع القوات المســلحة من مدرعات ودبابات ومدفعية وطيران مقــاتل ومروحي ومنظومات للدفاع الجوي بكافة اشكالها وتشكيلاتها داخل قلب سيناء وداخل المنطقة ( ج ) .
وهذا الأمر أوجع إسرائــيل بشكل يفوق التصور … مما جعلهم يهرولون مستنجدين بـ”ماما أمريكا ” لكي يشكون لها من إختراق مصر لمعاهدة السلام وملاحقها الأمنية …
وطالبوا بفرض عقوبات إقتصادية عليها إضافة إلى المطالبة بوضع جدول زمني محدد وملزم لإنسحاب الجيش المصري من سيناء .
وهذه في حد ذاتها شهادة من إسرائـيل نفسها أن مصر قد قامت برد مزلزل وهو أعنف ألف مرة من الإختراق الإسرائـيلي لمحور داخل حدود فلسـطين المحتـلة .. وهذا أيضا ينسف السردية المعادية اللي قالت إن مصر صمتت وغضت الطرف عن الإختراق الإسرائـيلي لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقع برعاية أمريكية في منتجع كامب ديفيد والخاصة بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح.
والحقيقة الأهم أن مصر كسبت مكسبا ربما لم تستطع أن تحصل عليه منذ ستين عاما وأكثر لأنها سمحت للجيش المصري بالتمركز بآلياته الثقيلة داخل المنطقة ( ج ) في شمال ووسط سيناء وده أمر لم يحدث قبل ذلك أبداً أن الجيش المصري بهذه المعدات وتلك الأعداد كانوا على خط التماس مع الحدود الإسرائـيلية وفي وضع الهجوم وليس الدفاع .
الخلاصة يا صديقي أن مصر هي الرابح الأكبر وأستغلت الخطأ الإسرائـيلي بإحتلال محور فيلاديفيا الضيق غير المهم وقامت بنشر الجيش المصري في كامل سيناء وحتى خط الحدود مباشرة ..
والخلاصة أيضا أن مصر دولة كبيرة وتملك أدوات ردع مناسبة للتصدي لأي مخططات حتى لو اصطدمت مع الإدارة الأمريكية نفسها في أمور تمس السيادة …
لأنه – وببساطة – لا أمريكا ولا إسرائــيل يقدروا أن يفرضوا عقوبات ولا يتخذوا أي إجراء طالما الجيش منتشرا بطول الحدود وعرضها .. آخرهم التلويح والتهديد فقط لا غير
وفي انتظار لقاء آخر في جولات قادمة ستكون مصر فيها هي الرابح الوحيد أيضا .
ولكم جميعا خالص تحيات إبن مصر ( الجندي المجهول ) ..
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقيادتها …
اللهم آمين …