تقرير – ثناء القطيفي:
تشتهر البادية بأغانيها المميزة التي تعكس حكايات الحياة البدوية
وتحتضن ثقافة فريدة وتراثاً عريقاً يعكس تنوع الحضارات والتقاليد إلا أنها مهمشة، لا تحظى بما يليق بها من اهتمام وأضواء.
وتمتاز الموسيقى البدوية بأسلوبها الفريد وأدائها العاطفي، حيث تعكس تجارب الحياة والقيم العربيه العميقة، و عتبر الأغاني البدوية وسيلة لنقل التراث الشفهي والتواصل الاجتماعي، حيث تحكي قصص الصبر والحب والشجاعة وتعبر عن الهوية والانتماء للثقافة البدوية.
ويتميز أداء المطربين البدويين بالأصوات القوية والعاطفة العميقة، مما يجعل الأغاني تلامس وجدان المستمعين وتحملهم إلى عالم البادية وثقافتها المتنوعة.
«» التقى مع أبرز مطربي البادية الحاصل على المركز الأول فى مسابقة نجم العرب، الفنان مرضى الجميعى، لتسليط الضوء على الأغاني المميزة التي تأخذنا في رحلة إلى عالم البادية وقصصهم الفنية والشخصية التي ترتبط بثقافة البادية، كما سيحدثنا عن دور الأغاني البدوية في المجتمع وتأثيرها على الحياة اليومية للأهالي في البادية.
ومطرب البادية مرضى الجميعى، صوت لا يختلف عليه اثنان .. هو ابن البستان مركز الدلنجات محافظة البحيرة، من قبيله الجميعات، أول قاطنى مصر فى البادية، واستعانوا بأولاد على لتحرير مصر، ومن هنا استقر أولاد على مع الجميعات وانتشروا فى مطروح والإسكندرية وجميع محافظات الجمهورية.
الجميعى، بدأ مساره الفني وعمره لا يتعدى الخامسة عشرة، يتمتع بموهبة صوتية مميزة، أمتع جماهير الباديه غرباً وشرقاً، وأصدر أول ألبوم غنائي له عام 2016 بعنوان «ظلم الأيام»، واليوم في رصيده حاليا أكثر من 60 أغنية، منها أغانى حفلات، وحوالى 26 «فيديو كليب».
سألناه: هل سبق لك التكريم في إحدى المناسبات وكيف كان إحساسك، ليرد: كُرِّمت فى مسابقة نجم العرب على مستوى الجمهورية، بفي فرع الفن البدوى، وقد أحسست بالنشوة لحظة تكريمي وهى الأولى من نوعها طيلة مساري الفنى الذ منذي بدأ منذ الطفولة.
وعن علاقته بجماهير البحيرة خاصة والجماهير عامة، قال الجميعي: أتمتع بأكبر قاعدة جماهيرية خاصة في البحيرة ومطروح وجميع القبائل العربية والحضر أيضا ولدي بفضل الله علاقات حميمه بهم.
وحول طبيعة علاقته مع باقي الفنانين الآخرين، قال: تجمعني بجميع الفنانين علاقة طيبة واحترام متبادل .. نتعاون مع بعضنا البعض، فكل واحد منا يبدع ويجتهد ووفق تصوره الخاص وإمكانياته، ومنهم من كان قدوة لي مثل الفنان «عوض المالكى»، وهو من قبيله الموالك وكان يسكن فى منطقه تسمى اكرير بجوار مدينه الحمام ، والشيخ صديق شيخ المطربين البدو عاشق السمسمية وهو بدوي من قبيلة البراهمة، فرع أولاد خروف إحدى قبائل أولاد علي القاطنة بأقاليم مطروح والبحيرة والإسكندرية .
وأضاف الفنان مرضى الجميعى لـ «»: الغناء البدوى نوع خاص يتمّ فيه غناء الشعر ويصاحب الغناء آلة المقرونة وهي ألة عزف مصنوعة من البوص بالإضافة إلى الآلات الأخرى كالطبلة والدف، وينقسم غناء البدو إلى أقسام أهمها الغنيوة، والمجرودة، وأشهرها المجرودة وهى مقطوعات غنائية بدوية لعربان مصر باللهجة البدوية المميزة وتشبه الموال، ولكن لها إيقاع سريع ويطلق البدو على مجالس الغناء اسم السامر.
ويؤكد الجميعى غياب أوتجاهل المطربين البدوي البارزين عن القائمة الفنية مع أنهم مطربون شكلوا تاريخاً فنياً، ونقلوا ثقافة وتراثاً، بالإضافة إلى عدم توفير قناة أو منصة تكون نافذة لهم تضم أفضل المطربين في التاريخ مثل الفن الشرقى والغربى تقييماً لجمال الأصوات الغنائية ومدى براعة الموهبة وقوة الوصول إلى مئات الملايين، فهذا معيار أساسي فى الاغاني البدوية.
وفي ختام حواره مع «الحبر لايف»، قال مرضي الجميعي: أتمنى استمرار الإبداع في الفن البدوي، وتوفير قناة ونافذة لكي تنمو وتزدهر الأغنية البدوية، التي عرفت نجاحا ورواجا كبيرين، لمنح صورة إيجابية لأهل البادية ولدعم المطربين.