عاممقالات

مصطفى عثمان .. يكتب: و …. ماذا بعد !!؟؟

ونحن نقترب من اليوم المائة منذ اندلاع الحرب في غزة … و مع تزايد أعداد الشهداء ليقارب الثلاثين ألفا معظمهم من الأطفال و النساء و الرجال العزّل … ووصول أعداد الجرحى إلى ما يقترب من المائة ألف جريح معظم جراحهم خطيرة …
ووسط مشاهد الدمار الشامل لكافة مظاهر الحياة المدنية من مساكن و بنية أساسية ومدارس و مستشفيات وحتى معسكرات ومخيمات الإيواء فإن الأمور تسير في اتجاه واحد …
شعب محاصر يتم تجويعه و إرهابه
ومحاولات دفعه لاختراق الحدود في اتجاه سيناء المصرية …
كل ذلك و العالم بأسره يقف متفرجا …
حتى أصوات الشجب و عبارات الاستنكار بدات في الخفوت …
وأصبحت مناظر ومشاهد التدمير الوحشية وما يصاحبها من مناظر غير آدمية كمشاهد آلاف الجثث و أشلائها المقطعة وسط الدماء التي تجري كالأنهار مجرد مشاهد عادية لا تحرك المشاعر كما كان يحدث في بداية الأزمة
و اقتصر الأمر على ما يتم تناقله من أخبار …
وما يتم من مباحثات تتم على استحياء ومداخلات وتحليلات لمن يطلقون عليهم الخبراء الاستراتيجيون ممن يحملون رتبة ( لواء سابق ) …. كل يدلي بدلوه …
ينظر ويقعر ويتوقع على هواه وفق انتماءاته أو وفق ما يتم إملاؤه عليه من جهة ما…

ومع تسارع الأحداث وتصاعدها نجد أن مواقف الدول تتبدل وتتغير …فامريكا التي سارعت و أيدت وباركت ودعمت العدوان بل وقامت بجلب أساطيلها ونخبة قواتها إلى المنطقة …
تبدأ فجأة في المغادرة … هكذا دونما سابق إنذار …
ليقول البعض مفسرا إن ذلك يحدث لخلاف شديد حدث بينها وبين دولة الكيان ..
بينما يقول آخرون إنها تغادر بعد أن ضمنت وتأكدت أن الكيان أصبح في أمان وأنه لن يحدث أي هجوم أو دعم من أي طرف كان ليردع الجبناء من أبناء صهيـــ..ون …

ولا يغرك أو يخدعك مناوشات حزب الله و قد بدا كبيرهم متخاذلا مذعورا وهو يتحدث عن الأمر …
كما أصبح من الواضح والمؤكد أن أمريكا والغرب استطاعوا تحييد إيران و كل الفرق التابعة لها والمؤتمرة بأوامرها في اليمن وفي العراق و في سوريا و أيضا في لبنان …
وأن هناك صفقة ما تمت لمنع التصعيد لتكمل اسرائيل المهمة بهدوء و اطمئنان ….
و هذا أيضا بدا يظهر مع عودة الهدوء إلى منطقة باب المندب بعد أن اعتقدنا أنها ستكون سببا في توسيع نطاق الحرب …

أيضا… الموقف الروسي والصيني … والتركي
تشعر بأنهم وكأنما الأمر لم يعد يعنيهم ….

ثم شغلونا بما أشاعوه عن مسألة تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء … وأطلقوا اشاعات بقبول مصر لمبدا التهجير رغم ما تم إعلانه برفض مصر القاطع لمثل هذا الأمر ..
كما حرصت أمريكا على تأكيد رفضها التام لهذا الأمر وما زال وزير خارجيتها يؤكد على ذلك في كل لقاء ….
كل هذا يحدث وما زالت آلة الحرب المجنونة تعمل .. وما زالت إسرائيل تعربد وتهدم وتقتل وتدمر … صحيح أنها تتكبد خسائر فادحة إلا أنها تصر على المضي إلى مدى لا يعلمه إلا الله ….
وما زال الفلسطينيون يعانون ويدفعون الثمن وسط أجواء غاية في الصعوبة …
ومازال الحمساويون متمسكين بشروطهم للإفراج عن الأسرى …
ومازالت إسرائيل تحاول تحقيق الانتصار المعنوي بتحرير الأسرى أو إطلاق سراحهم … وهو ما يبدو حتى الآن أمرا بعيد المنال …

و هنا يبرز السؤال الهام …
إلى متى سوف يستمر هذا الحال !!؟؟

هل ستفكر حماس بعقلانية وتقرر حقن الدماء وتجنيب المدنيين العزل ويلات القصف والتجويع والتشريد … وترضى بصفقة تضمن حقن الدماء …

هل ستقرر إسرائيل الاكتفاء بما تم وتعقد صفقة تعيد الهدوء للمنطقة و تبحث مع حليفتها و حاميتها أمريكا ليجدا مخرجا ينقذها وينقذ ماء وجهها الذي لطخته الحرب وأظهرته في أبشع صورة على مر التاريخ قديمه و حديثه …

أم أن هناك أمورا و أحداثا يخبئها القدر ولا يعلمها أحد إلا الله …

أعتقد أن هذا السؤال ستكون إجابته قريبة
ووقتها سوف يبدأ نظام عالمي جديد بمعايير ومواصفات وحدود جديدة ….

نعم ….
لن يعود العالم إلى ما قبل السابع من أكتوبر
فما حدث هو طوفان زلزل الدنيا بأسرها …

اللهم احفظ بلادنا من كل سوء أو شر …

اللهم آمين …

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى