معارك عنيفة فى الخرطوم بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع
أغار الطيران الحربي للجيش السوداني، الاثنين، على مواقع لقوات «الدعم السريع» في محيط قيادة سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوب العاصمة الخرطوم، التي شهدت لليوم الثاني على التوالي معارك ضارية، وسط دعاية إعلامية مكثّفة أغرقت منصات التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو يزعم كل طرف فيها، الاستحواذ على المقر العسكري المهم الذي يتبع للجيش.
وقال شهود عيان من المناطق المتاخمة للمدرعات، إن مقاتلات سلاح الجيش السوداني حلّقت بكثافة في المنطقة المستهدفة، وشنّت غارات جوية متتالية على أرتال متحركة لـ«الدعم السريع» التي كانت تهاجم المعسكر من جهات عدة، كما جرت اشتباكات ضارية بالأسلحة الثقيلة والمدفعية وبالأسلحة الخفيفة في محيط قيادة سلاح المدرعات، بينما شهدت أحياء سكنية عمليات تمشيط واسعة من الجيش.
ونشرت قوات «الدعم السريع» تسجيلات مصورة على منصات تابعة لها على موقع «فيسبوك» لعناصرها من داخل سلاح المدرعات، لكنها لم تصدر أي بيان رسمي يؤكد سيطرتها، وفي المقابل بثّ الجيش إفادات تؤكد دحر قواته هجمات «الدعم السريع» والاستيلاء على عدد من سياراتها المدرعة.
ومن جهة ثانية، أفادت مصادر محلية بأن قوات «الدعم» أطلقت قذائف مدفعية من مناطق تمركزاتها شرق الخرطوم، على القيادة العامة للجيش بوسط الخرطوم، وسلاح الإشارة بمنطقة كوبر بالخرطوم بحري.
كما سُمع دوي قصف عنيف باتجاه المقار العسكرية لـ«الدعم السريع» في منطقة المدينة الرياضية وأرض المعسكرات في سوبا جنوب الخرطوم. وقال الجيش، في تقرير عن الموقف العملياتي، إن قواته بمنطقة الشجرة تمكنت من دحر هجوم فاشل على مقري المدرعات والذخيرة، وتصدت لهجمات «ميليشيا الدعم السريع».
واندلع القتال بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في أبريل (نيسان) الماضي في العاصمة الخرطوم، وسرعان من انتقل إلى ولايتي دارفور وكردفان، وسجّل سقوط أكثر من 9 آلاف قتيل، و120 ألف مصاب ونزوح 5.6 مليون داخل البلاد وخارجها.
أعلن الحزب الشيوعي السوداني ترحيبه بأي دعوات لوقف الحرب، لكنه أكد على موقفه الرافض «لإعادة إنتاج الأزمة». وذكر، في بيان، أن المكتب السياسي للحزب استعرض أعمال تنسيقية القوى السياسية والمدنية (تقدم)، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تمهيداً لعقد اجتماع عام للقوى المناهضة للحرب.
وشدد على رفضه «النكوص عن مواقف الشعب السوداني التي تربط وقف الحرب باسترداد ثورة ديسمبر 2019، وتحقيق أهدافها في استعادة مسار الانتقال الديمقراطي». وقال في البيان: «لا بد من سلطة مدنية كاملة ومحاسبة طرفي الحرب سياسياً وجنائياً».
وجدّد الحزب الشيوعي طرحه «أهمية اتجاه جميع القوى السياسية نحو بناء أوسع جبهة جماهيرية لوقف الحرب واسترداد الثورة وتحقيق أهدافها».