الدين والحياة

مفتى الجمهورية: تكرار السؤال عن حكم تهنئة المسلمين لم يعد مقبولاً

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن تكرار السؤال حول حكم تهنئة الإخوة المسيحيين بأعيادهم عند بداية كل عام؛ لم يعد مقبولا والحديث عنها لم يعد ضرورة»، قائلا إن هذه المسألة قتلت بحثا، وإن كان البعض لا يزال ينتظرها ليدلي بدلوه إما سلبا أو إيجابا، أو رغبة في خير أو فتنة».

وأوضح خلال تصريحات تلفزيونية لبرنامج «اسأل المفتي» المذاع عبر شاشة «صدى البلد» مساء الجمعة، أن دار الإفتاء والأزهر الشريف يؤكدان موقفهما سنويًا بزيارات متبادلة بين رموز المؤسستين الدينيتين، وفي مقدمتها زيارة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلى الكاتدرائية؛ لتقديم التهنئة بالعيد، والدعاء بالخير والبركة، وأن يعم الخير والسلام بين المصريين والعالم جميعا.

وأكد أن «تهنئة الإخوة المسحيين لا حرج فيها، بل أنها من الأمور الجائزة والمستحبة؛ لأنها تعد لونا من ألوان البر والإحسان والقسط والإنصاف ومشاركتهم في الأفراح والأتراح»، مبديا استغرابه ممن يحرمون ذلك، قائلا:« أتوقف متعجبًا من حال هؤلاء الذين يقولون بعدم جوازه؛ بل ويحرّمونه».

وتساءل: «لو أن رجلا متزوج بامرأة مسيحية، ألا يهنئها؟ هذا يتنافى حتى مع مقصد الزواج القائم على المودة والرحمة والسكن».

أكد نظير عياد، مفتي الديار المصرية، تقدير الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم للسيدة مريم ابنة عمران عليها السلام، مستشهدًا بالسنة النبوية القرآن الكريم.

وأوضح: إذا كان المسيح عليه السلام قد نال مكانة مرموقة، وعُرف بالتقدير والتبجيل والاحترام، فهذه النظرة التي تحدث عنها النبي عليه السلام في الحديث النبوي: «كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد.

وأضاف: «أمام هذا الحديث النبوي الشريف، لا بد أن نستشعر هذه النظرة المكسوة بمزيد من الإجلال والاحترام، وإلا فلماذا قُدمت على نساء النبي عليه وسلم وعلى أمهات المؤمنين؟ الحديث يؤكد هذه النظرة المنصفة الموضوعية التي تقوم على الود والمحبة والاحترام والإنصاف».

وأشار إلى أن هذه النظرة النبوية منبثقة عن نص القرآن الكريم، من حديث طيب وواضح للغاية فيما يتعلق بالسيدة مريم المباركة، مستشهدا بقوله عز وجل: «واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها من روحنا».

وأوضح أن «هذا التقدير الذي نالته السيدة مريم من النبي عليه السلام لا غرابة فيه، فالقرآن الذي جاء به النبي، وأمر بتبليغه للناس، كان من بينه ما ينفي الشبهة، ويدفع التهمة، ويؤكد الطهر والعفاف، فقال الله تبارك وتعالى: «ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنخفنا فيه من روحنا»، وعندما وضعت سيدنا عيسى وواجهت أهلها وكانت تخاف من ذلك قال تعالى: «يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا».

وختم قائلا: «عندما يبرئ القرآن الكريم هذه السيدة الطاهرة العفيفة؛ فيؤكد نظرة مكسوة بمزيد من الاحترام والإجلال، عبّر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف».

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى