خطوات تساعد طفلك على تجاوز التجارب الطبية دون خوف
يحذّر متخصصون في الصحة النفسية للأطفال من أن الإجراءات الطبية البسيطة منها، قد تمثل تجربة مخيفة للصغار، بسبب محدودية فهمهم وما يصاحب ذلك من مشاعر القلق والخوف.
ويؤكد الخبراء أن غياب التوجيه السليم قد يدفع الطفل إلى تكوين تصورات خاطئة عن جسده أو عن الأطباء أو عن طبيعة الإجراء الطبي، مما يزيد من احتمالات تطوّر صدمة نفسية طويلة الأمد.
وفي هذا السياق، يوضح المختصون مجموعة من الخطوات العملية التي يمكن للوالدين اتباعها لحماية أطفالهم وتعزيز شعورهم بالأمان.
فهم مشاعر الطفل هو البداية
يوصي الخبراء بأن يبدأ الوالدان بالتعامل مع مشاعر الطفل قبل الموعد الطبي بوقت كافٍ.
ويُنصح بطرح أسئلة مباشرة لمعرفة مصدر الخوف، سواء كان ظهور طبيب جديد، أو احتمال الألم، أو الانفصال عن الوالدين، أو عدم فهم ما يحدث داخل أجسامهم.
أما الأطفال الأصغر سناً، والذين قد يفتقرون إلى القدرة على التعبير عن مشاعرهم، فيحتاجون إلى مساعدة الوالدين في تسمية المشاعر وتفسيرها بشكل مبسط.
ويشدد المختصون على أهمية تكرار هذه المحادثات في الأيام التي تسبق الموعد لتعزيز الشعور بالطمأنينة.
شرح مبسط يتناسب مع عمر الطفل
الخطوة التالية تتمثل في شرح الإجراء الطبي بلغة بسيطة وواضحة، وينصح المتخصصون بأن يفهم الوالدان التفاصيل الطبية جيداً قبل نقلها إلى الطفل، مع الاكتفاء بالإجابة على الأسئلة التي يطرحها دون إضافة معلومات غير ضرورية قد تزيد من توتره.
ويبحث الأطفال الأصغر عن الطمأنة أكثر من المعلومات التقنية، بينما يحتاج الأكبر سناً إلى فهم أوضح لطبيعة الإجراء ولماذا يحتاجون إليه. ويمكن أن تساعد الرسوم التوضيحية البسيطة في إزالة الغموض وتخفيف القلق.
كما يشدد الخبراء على ضرورة إظهار الوالدين ثقة واضحة في الطبيب، لأن شعور الطفل بطمأنينة أهله يقلّل من خوفه ويمنحه إحساساً بالأمان وعدم العجز.
مراجعة التجربة وتعزيز الشجاعة
بعد انتهاء الإجراء، يوصي المختصون بمراجعة ما حدث مع الطفل بشكل هادئ ومتدرج وتشمل المراجعة مناقشة ما خيف منه، وما الذي مرّ بشكل أفضل من المتوقع، وكيف يشعر الآن تجاه جسده وينبغي على الوالدين الإشادة بقوة وشجاعة الطفل، خاصة في تعامله مع الخوف أو الألم.
وبعد معالجة الجانب العاطفي، يمكن الانتقال إلى توضيح المعلومات الطبية المتعلقة بالنتائج المتوقعة، والرد على أي أسئلة متبقية لدى الطفل.
