رحلة صوت لا يُنسى.. الأوقاف تحيي ذكرى المبتهل الشيخ نصر الدين طوبار

أحيت وزارة الأوقاف اليوم الأحد 16 نوفمبر ذكرى رحيل المبتهل الكبير الشيخ نصر الدين طوبار، أحد أبرز رموز الابتهال والإنشاد الديني في مصر والعالم الإسلامي، وصاحب الصوت العذب الذي حافظ على حضوره في وجدان ملايين المحبين عبر أدعيته وابتهالاته التي حملت روح الخشوع والإيمان.
وُلد الشيخ طوبار في 7 يونيو 1920 بمدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية، وأتم حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وهو في السابعة من عمره، قبل أن يتجه لدراسة علوم اللغة والقراءات والحديث.
بدأ اسمه يسطع في قريته ومحافظته، حتى نصحه المقربون بخوض تجربة الالتحاق بالإذاعة المصرية في القاهرة، ليتمكن بعد عدة محاولات من الانضمام رسميًا عام 1956، ويبدأ مشواره الذي امتد لثلاثين عامًا.
ترك الشيخ نصر الدين طوبار ما يقرب من مائتي ابتهال أصبح كثير منها جزءًا من الذاكرة الدينية لدى الجمهور، من بينها «يا مالك الملك» و«يا مجيب السائلين» و«كل القلوب إلى الحبيب تميل»، كما قدّم مجموعة من الابتهالات الخاصة لدعم جنود القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973، التي حملت رسائل إيمانية وروحًا وطنية واضحة.
وتميّز الشيخ بصوت قوي يلمس القلوب، جعله يصدح بالابتهالات في مواقع تاريخية مهمة، من بينها مسجد الأقصى خلال زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1977، حيث كبّر للعيد وسط حضور كبير، كما شارك في احتفال المؤتمر الإسلامي العالمي بقاعة ألبرت هول في لندن عام 1980، ووجد اهتمامًا لافتًا من الصحافة العالمية التي وصفت صوته بأنه «يضرب على أوتار القلوب».
وفي العام نفسه، تولى الشيخ طوبار الإشراف على فرقة الإنشاد الديني التابعة لأكاديمية الفنون، كما عمل قارئًا للقرآن ومنشدًا للتواشيح بمسجد الخازندارة بشبرا، وشارك في تسجيل المصحف المجود للتلفزيون السعودي بالتعاون مع الشيخ محمود البجيرمي عام 1978.
رحل الشيخ نصر الدين طوبار في 16 نوفمبر 1986 عن عمر 66 عامًا، بعد مسيرة فنية ودعوية باقية الأثر، خلّدته كأحد أعظم المبتهلين في تاريخ مصر الحديث.
وتؤكد وزارة الأوقاف بإحياء هذه الذكرى تقديرها لرموز الدعوة والإنشاد الديني الذين حملوا رسالة الإيمان بصوتٍ نقي وروحٍ محبة لوطنهم ودينهم.






