ما نامش من 60 سنة وصحته سليمة.. هل الصدمة وراء حالة الفيتنامي المعجزة؟

أثارت حالة المزارع الفيتنامي تاي نغوك، البالغ من العمر 81 عامًا، دهشة الأطباء والعلماء حول العالم بعد زعمه أنه لم ينام منذ أكثر من 60 عامًا، ورغم ذلك يتمتع بصحة جيدة ولياقة بدنية مدهشة، ويمارس حياته اليومية بشكل طبيعي.
وتشير التقارير إلى أن نغوك يعاني من أرق دائم منذ إصابته بحمى في صغره، إلا أن بعض الآراء الطبية رجحت أن حالته تعود إلى اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة مشاركته في حرب فيتنام التي استمرت من عام 1955 حتى 1975.
اضطراب ما بعد الصدمة.. التفسير الأقرب للحالة
بحسب تقرير موقع تايمز ناو، فإن العديد من الخبراء يعتقدون أن نغوك يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، خاصة أنه لم يكن راغبًا في المشاركة بالحرب، ولم يتحدث عنها مطلقًا منذ انتهائها.
ويُرجح أنه عاش مع هذا الاضطراب دون تشخيص أو علاج لمدة تقارب 60 عامًا، حيث يقضي لياليه مستيقظًا ويأخذ قيلولة قصيرة لا تتجاوز ساعتين بالنهار، وهو نمط نوم غير طبيعي لكنه أصبح معتادًا عليه بمرور السنوات.
كيف يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على النوم؟
يؤدي اضطراب ما بعد الصدمة إلى الأرق المزمن وصعوبة النوم نتيجة القلق المفرط واليقظة المستمرة، إذ يعاني المصابون من الكوابيس واسترجاع الذكريات الصادمة بشكل متكرر.
كما يعيش المريض في حالة تأهب دائم تجعله غير قادر على الاسترخاء أو الدخول في نوم عميق. ويؤكد الأطباء أن العلاج النفسي السلوكي، إلى جانب بعض الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب، يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض وتحسين جودة النوم.
نغوك يروي حكايته: “الحمى سرقت نومي منذ 1962”
وفي تصريحات نقلها موقع news18، قال تاي نغوك إن السبب وراء حالته الغريبة يعود إلى حمى شديدة أصيب بها عام 1962، وبعدها لم يستطع النوم إطلاقًا. ويؤكد أنه لم يغمض عينيه لأكثر من ستة عقود، لكنه اعتاد هذا الوضع ويعتبره “أمرًا طبيعيًا”.
صحته تدهش العلماء رغم قلة النوم
ورغم التحذيرات الطبية المتكررة من مخاطر قلة النوم المزمنة، فإن حالة نغوك تشكل استثناءً نادرًا؛ إذ أظهرت الفحوص أنه يتمتع بصحة قلب جيدة وضغط دم مستقر، كما يحتفظ بلياقته البدنية العالية من خلال العمل اليومي في مزرعته.
ويكشف نغوك أن سر صحته يكمن في نمط حياته البسيط واعتماده على نظام غذائي صحي، موضحًا أنه يواظب على تناول الشاي الأخضر ونبيذ الأرز يوميًا للحفاظ على نشاطه وحيويته.
حالة تحير العلماء وتستدعي مزيدًا من البحث
تظل حالة تاي نغوك واحدة من أكثر الحالات الطبية غموضًا وإثارة للجدل، إذ تتحدى ما هو معروف علميًا عن ضرورة النوم لاستمرار وظائف الجسم الحيوية.
ويؤكد الخبراء أن هذه الحالة النادرة تتطلب دراسة علمية دقيقة لفهم العلاقة بين اضطرابات النوم، والاضطرابات النفسية الناتجة عن الصدمات، والقدرة غير المألوفة لبعض الأفراد على التكيف مع الحرمان الطويل من النوم.



