من أشهر المطربين العرب إلى اتهامه بالإرهاب..فضل شاكر سلّم نفسه للجيش اللبنانى

قام المطرب المشهور فضل شاكر بتسليم نفسه إلى الجيش اللبناني بعدما أمضى أكثر من عقد متواريا داخل مخيم للاجئين الفلسطينيين، صدرت خلاله أحكام بالسجن على خلفية قضايا مرتبطة بالإرهاب..وقال مصدر قضائى لوكالة “فرانس برس” إن “الفنان فضل شاكر سلّم نفسه للجيش اللبناني عند مدخل مخيم عين الحلوة” قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان، وذلك “كمقدمة لإنهاء ملفه القضائي”.
وقال شهود لوكالة رويترز أن شاكر “غادر من مخيم عين الحلوة إلى حاجز للجيش قرب الحسبة في صيدا، وكان مرتاحا وغير مضطرب ويتحدث إلى أصحابه بتفاؤل”.
وأضاف الشهود أن ثلاثة ضباط من الجيش اللبناني تسلموه تمهيدا للبدء في استجوابه لاحقا.
وقال مسؤولان أمنيان وقضائيان لوكالة “الأسوشيتد برس”إن عملية تسلم شاكر، جاءت بعد تنسيق بين وسطاء ومسؤولين في وزارة الدفاع اللبنانية.
إسقاط الأحكام
وأوضح المسؤولون أنه بعد احتجاز شاكر لدى السلطات اللبنانية، سيجري إسقاط الأحكام التي صدرت بحقه أثناء هروبه وسيجري استجوابه استعدادا لمحاكمته بتهم جديدة بارتكاب جرائم ضد الجيش.
ونقلت “فرانس برس” عن مصدر مقرب من شاكر بأنه “مؤمن ببراءته ويثق باستقلالية القضاء اللبناني الذي سينصفه هذه المرة”.
أشهر المطربين فى العالم العربى
يعد شاكر المولود في صيدا العام 1969، واحداً من أشهر المطربين في العالم العربي، وعرف بأعماله الرومانسية ودفء صوته حتى اعتزل الغناء في 2012 بعد تقرّبه من أحمد الأسير.
وفي يونيو 2013، اندلعت اشتباكات بين أنصار الأسير والجيش في بلدة عبرا قرب صيدا، إثر هجوم على حاجز عسكري.
وأدت المعارك إلى مقتل 18 عسكريا و11 مسلحا، وانتهت بسيطرة الجيش على مجمع كان يتخذه الأسير ومناصروه، ومنهم فضل شاكر، مقرا لهم.
وتوارى شاكر، واسمه الحقيقي فضل شمندور، في مخيم عين الحلوة الأكبر للاجئين في لبنان.
وأصدر القضاء العسكري حكمين غيابيين في حق شاكر في العام 2020، قضى الأول بسجنه 15 عاما مع الأشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية بعد إدانته بجرم “التدخل في أعمال الإرهاب الجنائية التي اقترفها إرهابيون مع علمه بالأمر عن طريق تقديم خدمات لوجستية لهم”، والثاني بسجنه سبع سنوات مع الأشغال الشاقة وغرامة مالية بتهمة تمويل جماعة الأسير والإنفاق على أفرادها وتأمين ثمن أسلحة وذخائر.
أما الأسير الذي أوقفته السلطات عام 2015 أثناء محاولته الفرار عبر مطار بيروت، فصدر حكم بإعدامه في 2017.
وسبق لشاكر أن دفع عبر موكليه ببراءته، مؤكدا عدم مشاركته في إطلاق النار على الجيش خلال المعارك التي عرفت في حينه بـ”أحداث عبرا”.
تحولات دراماتيكية
رحلة فضل شاكر نموذج للتحولات الدراماتيكية التي يمكن أن تصيب الإنسان، فالمطرب الذي طالما ملأ العالم العربي بعذوبة أغانيه التي مست القلوب الرقيقة، مال فجأة ناحية “القلوب القاسية.
في عام 2012، أعلن شاكر اعتزاله الغناء وانضمامه إلى جماعة “الأسير” المسلحة، التي خاضت اشتباكات دامية ضد الجيش اللبناني في منطقة عبرا، لجأ بعدها شاكر إلى مخيم “عين الحلوة” هربا من ملاحقته.
وكان الاعتداء على حاجز الجيش اللبناني في عبرا يونيو 2013، الشرارة الأولى لاشتباكات مع جماعة القيادي الإسلاموي أحمد الأسير، والتي أدت إلى مقتل عدد كبير من ضباط وجنود الجيش وبعض المدنيين.
وفي 15 أغسطس 2015 أوقف أحمد الأسير في مطار رفيق الحريري الدولي أثناء محاولته الهرب خارج لبنان، وفي 28 سبتمبر 2017م حُكم بالإعدام.
وظهر فضل شاكر بعدما أطلق لحيته إلى جوار الأسير في مرات عدة، وعاد إلى الأضواء بعدما سلم نفسه إلى مخابرات الجيش بعد فراره من العدالة .

بيان فضل شاكر
وكان شاكر أصدر قبل نحو شهر بياناً تحدث فيه عن التهم الموجهة إليه وقال: «بالنسبة إلى التُهم الملفقة، فإنني أوضح أنه قبل دخولي مخيم عين الحلوة لم يكن قد صدر بحقي أي مذكرة أو حكم، وعندما دخلت المخيم هرباً من التهديد بالقتل، انهالت عليّ الوثائق والأحكام من دون أن يكون هناك مبرر قانوني». وأضاف: «أنا بريء، والقضاء صدَّق غيابياً حكم براءتي من الاقتتال مع الجيش والحكم منشور على وسائل الإعلام».
وطلب الفنان اللاجئ إلى مخيم عين الحلوة من المعنيين، في بيانه: «التعامل مع ملفي على أنه ملف لمواطن عادي؛ لأنه بمجرد أن يتم التعاطي مع قضيتي من دون أن يكون هناك بُعدٌ سياسي لها، فإن 99 في المائة من المشكلة ستُحلّ»، آملاً أن «تتحول قضيته إلى قضية محقة، بعيدة عن تصفية الحسابات الضيقة لأطراف سياسية أثبتت في فتراتها أنها ظلمت كثيرين، وكان هو أحد هؤلاء»، مؤكداً: «أنا بريء، وظُلِمت لأكثر من 13 سنة، ولُفِّقت التهم المنسوبة إليّ في محاولة للتضييق عليّ، ظناً من البعض أنهم قادرون على القضاء عليّ وعلى فني».
وكشف فضل شاكر عن عمليات ابتزاز تعرّض لها مادياً، وقال في بيانه: «تعرضت من بعض المسؤولين في بعض الأجهزة الرسمية للابتزاز المالي، فمنهم من طلب مليوني دولار، ومنهم من طلب 5 ملايين، ومنهم من طلب عقاراتي وأملاكي لقاء حصولي على براءة أنا أصلاً حاصلٌ عليها»، مشيراً إلى أن «أموال عائلته وأولاده لا تزال محجوزاً عليها رغم ثبوت ملكيتها لهم بالمستندات»، واعداً جمهوره بإصدارات مقبلة أجمل، ومؤكداً: «لن أتوقف عن الفن».






