تحقيقات وتقارير

مسلسل كارثة طبيعية.. الحقيقة أصعب! غزالة البحيرة تضع 7 توائم

في مشهد يشبه أحداث مسلسل كارثة طبيعية، حيث تتوالى الأحداث وتتصاعد الأزمات، عاشت محافظة البحيرة واقعة حقيقية صادمة: السيدة غزالة وضعت سبعة توائم دفعة واحدة، في رحلة مليئة بالخوف والمعاناة والصبر، كتبها الواقع وليس السيناريو.

غزالة، 43 عامًا، من محافظة البحيرة، وزوجها يعمل مزارعًا بالأجرة اليومية، سبق أن رزقت بثلاث بنات. وبحسب الأطباء، لم يكن متوقعًا أن تحمل مرة أخرى، لكنها بالفعل حملت في 9 أطفال. توفي اثنان منهم في مراحل مبكرة، وبقي 7 أطفال: 3 بنات و4 أولاد. واليوم، جميعهم أصبحوا بعمر 17 سنة.

تقول غزالة: “كانت تجربة لم أرَ مثلها.. طوال 9 شهور الحمل كنت نايمة على ظهري، لا أتحرك، وأتحمل كل آلام الحمل بصمت، حتى أن وزني أصبح مرتبطًا بحركة الأطفال داخل بطني”.

محاولة لإجهاض الحمل

أثناء الحمل، عرض عليها أحد الأطباء إجراء حقن لتقليل عدد الأطفال وترك طفلين أو ثلاثة فقط، لكنها لم تكن تمتلك مبلغ 4000 جنيه المطلوبة للعملية، فاتكلت على الله وقررت إتمام الحمل. توفي اثنان منهم، وبقي سبعة.

في آخر شهور الحمل، كان زوجها يشتري لها حقنة بـ200 جنيه لتوسيع بطنها، لمساعدة الأطفال على الحركة داخل الرحم، حتى تمت الولادة في الشهر الثامن بأحد مستشفيات الإسكندرية.

رفض بيع طفل

عندما عُرض على غزالة بيع إحدى بناتها مقابل المال وعمارة سكنية، رفضت بشدة وقالت: “ولادي حتة من لحمي.”

وزوجها تدخل ورفض العرض، حتى تشاجر مع مدير المستشفى، واستدعوا ضابط شرطة لتأمين الغرفة وحماية الأطفال من أي تهديد أو محاولة سرقة.

عروض مغرية ورفض السفر

عرضت أسرة سعودية على غزالة وزوجها السفر إلى السعودية، وتولت الأسرة جميع احتياجاتهم والتزاماتهم، إلا أن الزوجين رفضا السفر، تمسكًا ببلدهما وأطفالهما.

الدعم المحلي والمعاناة المستمرة

الأهالي وقفوا بجانبها طوال فترة الولادة، وزاروها باستمرار في المستشفى، مؤكدين دعمهم لها.

اليوم، الأطفال العشرة يدرسون في مراحل تعليمية مختلفة، والتوائم السبعة يدرسون في نفس الفصل الدراسي، وغزالة تؤكد أنها لن تمنع أحدًا من مواصلة التعليم.

ومع ذلك، تعيش العائلة تحديات كبيرة: الوالدان يعانون من مرض السكري، ويعتمد دخلهم على الأجرة اليومية التي لا تتجاوز 3 آلاف جنيه شهريًا. بالإضافة إلى ذلك، أحد الأطفال أجرى عملية قلب، وأخرى تعاني ضمورًا في المخ، ما يزيد من صعوبة الحياة اليومية على الأسرة.

رحلة غزالة تذكّرنا أن الواقع أحيانًا يكون أقسى من أي مسلسل كارثة طبيعية، لكنها أيضًا شهادة حية على قوة الأمومة، الصبر، والتضحية.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى