تابعت عل قناة الجزيرة القطرية ما حدث لعائلة المراسل الفلسطيني الصلب المؤمن القوي ….
(( وائل الدحدوح … ))
هذا الجبل الأشم الذي تعرض لمَا لم يتعرض له بشر ….
هذا الرجل فقد زوجته و ابنته و حفيده في بداية القصف الوحشي العنيف لمناطق شمال غزة … و شاهدناه و هو يغطي نتيجة هذا القصف الجبان … و يرفع جثث أهله من وسط الركام … ممسكا بـ ( المايك ) و دموعه تذرف ساخنة … و لكنه مستمر في أداء رسالته …و سط القصف و النيران و الأحزان …
ثم تابعناه مرة أخرى و قد تعرض لإصابات عديدة عندما كان يؤدي عمله الذي لم ينقطع مع زملائه حيث تم قصفهم بوحشية مما أدى إلى إصابته و استشهاد زميله المصور الذي يرافقه ….
و بعد ان قام بتغطية الحدث و الدماء تسيل من جروحه …
وارى جسد زميله مودعا إياه ثم واصل عمله بكل جد و إخلاص …
أخيرا …
صُدم بفقد فلذة كبده ( حمزة ) الذي كان يؤدي عمله كصحفي ينقل الأحداث واستشهد بقذيفة غادرة من العدو الجبان ..
شاب في ريعان الشباب …
شاهدنا الأب بثباته المذهل و صبره العجيب … يقف شامخا محتضنا ابنته و حفيده أثناء مراسم دفن جثمان ولده .. دموعه تذرف كشلال هادر لا ينقطع … لسانه يلهج بالدعاء
و ما زال يمسك بسلاحه … بـ ( المايك ) ينقل الأحداث و يعلق عليها …. بثبات وإيمان منقطع النظير …
من أنت يارجل … !!؟؟
كيف استطعت أن تتحمل كل ذلك !!؟؟
لقد ضربت أعظم و أروع الأمثال في الصبر و القوة و القدرة على الاحتمال …
لقد أصبحت حديث العالم بأسره … و أجبرت الصهيوني الجبان وزير خارجية أمريكا أن يرثيك و دموعه التمساحية تنهمر على جبينه الكالح ….
لقد اجبرتنا على متابعة قنوات الجزيرة لنشاهدك و نستمع إليك ونتعلم من صبرك ومن صمودك و من احتسابك و من قوة إيمانك
اعلم أخي وائل أنك أعدت إلينا ثقتنا في عروبتنا و في هويتنا و في قوة عزيمتنا
أعدت لنا الإحساس بأننا أمة ما زال فينا من يستحقون الحياة و لا يهابون الموت ….
علمتنا كيف تكون الرجولة و كيف يكون الجَلَد و كيف يكون الإيمان … دون زيف أو تكلف أو رياء …
اعلم يا وائل انك فخر العرب الحقيقي و إنك رمز الصمود و التحدي الحقيقي ..
رحم الله كل من استشهد من أهل بيتك الكرام
و ألهمك و كل من تبقى منكم الصبر و السلوان …
أما أنتم أيها الجبناء فاعلموا أن الدماء الذكية التي سالت و ما زالت تسيل على أرض فلسطين الطاهرة المقدسة ستكون هي وقود الانتفاضة التي ستدمر كيانكم البغيض …
نحن نراها قريبة … و سوف يتحقق وعد الله و ستعود الأرض الغالية … و ستندثر دولة الخزي و الخسة و العار ….
شكرا وائل الدحدوح ..
لقد اعدت لنا الأمل … و الكرامة و الشرف …
و ها أنت اليوم في (( استراحة محارب )) تتلقى العلاج على أرض الكنانة تلك الأرض الطيبة الطاهرة التي سالت على أرضها الدماء الذكية دفاعا عن فلسطين الحبيبة ….
نتمنى من الله أن يمن عليك بالشفاء لتعود مواصلا النضال رغم أنف الصهاينة .. تكشف خستهم و نذالتهم و وضاعتهم …
اللهم نصرك الذي وعدت ..
ألف مليون سلامه يا بطل …
و تحية إعزاز و تقدير لكل الأجهزة و الجهات المصرية التي ساهمت في خروجك سالما …