عام

نهاية مأساوية.. لقصة عشق جزيرة مطيرة القناوية

نا

الصياد المفترس قيد حبيبة القلب بالحبل.. اعتدى عليها جنسيًا .. قطع لسانها .. ومزق جسدها بالسكين

 

شقيقة المجني عليها شاهدت المتهم.. فأنهى حياتها وفر هاربًا

المفاجأة.. أبكم كشف الجريمة.. و عشماوي فى انتظار القاتل

 

قنا – عبدالرحيم عبدالموجود:

“ومن الحب ما قتل” ، قد يستغرب البعض كيف يتحول العاشق إلى قاتل، وهل الحب الذي ينمو من طرف واحد قد يتحول إلى هوس عاطفي يترجم إلى مشاعر غير صحية تنتهي بتضييق الخناق على الطرف الآخر، وحتمًا تكون النتائج سلبية بعد أن يصبح من المستحيل أن يتحمل الشخص البقاء وحيدًا دون شريكه فتبدأ المشاعر غير السوية في التسلل إلى العلاقة وتدميرها إلى الأبد.

هذا ما حدث مع “مجدي.ط.ع” ابن مركز قوص بمحافظة قنا، والبالغ من العمر 27 عامًا، والذي تخلص من حبيبة القلب لرفضها الزواج منه واختيارها الارتباط بشاب آخر يعمل معها في مصنع السكر بمركز قوص.

البداية كانت مع وفاة زوجة المواطن “فتحي.ح.س” المقيم بقرية جزيرة مطيرة بمركز قوص بمحافظة قنا، والتي تركت له فتاتين الأولى “ندى” 21 عامًا، والثانية “نورهان” 18 عامًا، حيث كانت الزوجة تقيم مع بناتها بجزيرة مطيرة، بينما الزوج يعمل صيادًا ببحيرة ناصر بمحافظة أسوان، وهناك تزوج بامرأة أخرى، وحتى بعد وفاة زوجته لم يقرر الرجل البقاء مع بناته، حتى اضطرت الكبرى الفتاتين للعمل باليومية في مصنع السكر بمركز قوص للإنفاق على أنفسهما وبدلًا من مد اليد طالبين العون من أحد.

ومع ذلك لم ينقطع الرجل عن زيارة بناته من وقت لآخر، وكان في بعض المرات يحضر معه صديقه في بحيرة ناصر بمحافظة أسوان المدعو “مجدي.ط.ع ” 27 عامًا ابن قرية جزيرة مطيرة والذي يعمل صيادًا ببحيرة ناصر.

جلس “مجدي” مع ابنتي صديقه وتعرف عليهما، حتى قرر أن يتزوج من الابنة الكبرى “ندى” بعدما أقنع والدها أن ذلك أفضل وسيجعل ابنته تعيش بالقرب منه في أسوان، ثم يصطحب الابنة الصغرى أيضًا إلى أن يكرمها المولى عز وجل بالزواج هي الأخرى.

 

بدأ الصياد يتقرب أكثر من الابنة الكبرى مع تبادل الأحاديث الهاتفية بالساعات، وبعد فترة من الزمن بدأت الخلافات تدب بينهما، نتيجة محاولة الصياد تضييق الخناق على حبيبة القلب، وطالبها بأن تنهي عملها في مصنع السكر حتى لا تزاحم الرجال في عملهم، إلا أنها رفضت، الأمر الذي جعله يستشيط غضبًا .

 

اشتدت الخلافات بينهما، حتى طلبت الفتاة من الصياد أن يبعد عنها لأنها لا ترغب في استمرار العلاقة، إلا أنه أصيب بالهوس العاطفي الذي بدأ يُترجم في مشاعر غير صحية، انتهت بمأساة انسانية شهدتها قرية جزيرة مطيرة التي تقيم فيها الفتاة وشقيقتها.

ولما فشل الصياد في إعادة المياه لمجاريها، خاصة بعد علمه بأن الفتاة ارتبطت بعلاقة عاطفية بشاب آخر يعمل معها في مصنع السكر بمركز قوص، قرر أن تكون نهايتها على يده حتى لا تكون لغيره .

استقل الشاب القطار من محافظة أسوان، وحطت قدميه في محطة قطار الأقصر، قبل أن يستقل سيارة أجرة تتجه إلى مدينة قوص، ومنها إلى قرية جزيرة مطيرة .

هنا كان الليل قد أرخى سدوله، فوجد الشباب أن الوقت مناسبًا ليذهب إلى منزل الفتاة، غير عابئًا بأن يراه .. وما إن وصل إلى هناك أخذ يطرق باب المنزل، لتستقبله الفتاة في ذهول، وقبل أن تنبس ببنت شفة، قام الشاب بجرها إلى الداخل، وهددها بسلاح أبيض حصل عليه من طبخ المنزل “سكين ” ، ودارت بينهما مشادة طويلة انتهت بقيام الشباب بتقييد الفتاة بالحبال، ولم يكتف بذلك، بل قام بالاعتداء عليها جنسيًا بطريقة وحشية، تحت تهديد السلاح، ثم قام ببتر لسانها، وأكمل جريمته البشعة بذبحها وتركها غارقة في الدماء.

هم الشاب في محاولة للهرب من المنزل، وهو يحاول أن يرصد حركة الشارع قبل الخروج، وفي تلك الأثناء كانت الشقيقة الصغرى للقتيلة قد استيقظت وما إن أبصرت ذلك الشاب، وشقيقتها جثة هامدة على الأرض، حاولت الصراخ، فقام بكتم أنفاسها، وذبحها هي الأخرى بذات السكين التي ذبح بها الشقيقة الكبرى، حتى لا ينفضح أمره على يد الشقيقة الصغرى، ثم فر المتهم هاربًا من مسرح الجريمة وبدلأ من أن يذهب لمنزل أسرته بذات القرية عاد إلى محافظة أسوان مرة أخرى حتى لا يكون موضع شك او اتهام من أحد.

وفي اليوم التالي، لاحظ الجيران على غير العادة عدم خروج الفتاتين حتى آذان العصر، مع هدوء تام ناحية المنزل، فطرق الجيران على الباب طويلًا دون أن يجد أحدهم أي رد، فقرروا كسر الباب للاطمئنان على الفتاتين، خاصة بعد أن علم الجيران أن الشقيقتين لم تذهبا للعمل بالمصنع، الأمر الذي زاد من قلق الجيران.

كسر الجيران الباب .. وكان المفاجأة صادمة للجميع، حيث عثروا على الفتاتين عبارة عن جثتين غارقتين في الدماء، وعلى الفور تم إخطار مباحث مركز قوص التي انتقلت على الفور إلى موقع البلاغ ، وتم معاينة الجثتين ومسرح الجريمة، ثم نقل الجثتين لمشرحة مستشفى قوص المركزي تحت تصرف النيابة العامة .

كلف مدير أمن قنا، إدارة البحث الجنائي ووحدة مباحث قوص بالتحري حول الواقعة وكشف ظروفها وملابساتها، وبعد مرور نحو أسبوع على الحادثة، بدأ شاب ” أبكم ” مقيم بجزيرة مطيرة، في فك لغز القضية، حيث أخذ يهمهم ببعض الكلمات وهو يشير إلى منزل الضحيتين، دون ان يهتم له أحد في بادئ الأمر، إلا أن مباحث قنا لم تترك الأمر يمر مرور الكلام، فقررت الاستعانة بأحد خبراء لغة الإشارة لفك الطلاسم التي يتحدث بها ذلك الشخص، وبالفعل بدأت الخفايا تنكشف، حيث أدلي الشاب بمواصفات القاتل بعدما أفاد برؤيته له من المنزل وملابسه ملطخة بالدماء .

 

بدأت أجهزة الأمن في التحري حول المواصفات التي أدلي بها ذلك الشباب، حتى توصلت التحريات إلى أن مرتكب الواقعة الصياد صديق والد الفتاتين، المدعو “مجدي.ط” .

تم التنسيق مع مديرية أمن أسوان، لضبط المذكور، وبعد ساعات معدودة نجحت مأمورية مكبرة في ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف تفصيليا بارتكاب الواقعة، وقال انه لم يكن يقصد قتلها وكان ينوي قطع لسانها فقط، إلا أنها استفزته فقرر التخلص منها نهائيًا، ثم ذبح شقيقتها الصغرى بعد أن شاهدته في المنزل خشية أن تفضح أمره .

وبعد انتهاء تحقيقات النيابة العامة في القضية، أمر المحامي العام الأول لنيابات قنا، بإحالة المتهم “مجدي.ط.ع.ن” البالغ من العمر 27 عامًا والمولود بجزيرة مطيرة التابعة لمركز قوص “محبوسًا ” إلى محكمة الجنايات لقيامة بتاريخ 26 / 8 / 2020 بدائرة مركز قوص بمحافظة قنا، بقتل المجنى عليها “ندى.ف.ح” عمدًا من غير سبق إصرار أو ترصد وذلك بأن استل سلاحًا أبيض “سكين” تصادف وجوده بمحل الواقعة، ثم قام بتكبيلها وتوثيقها والتعدي عليها بالسلاح الأبيض قاصدًا من ذلك قتلها فأحدث بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، وقد اقترنت تلك الجناية بجنايتين آخرتين، حيث انه بذات الزمان والمكان، واقع المجنى عليها “ندى” بغير رضاها، وذلك وفق ما هو ثابت بتقرير الطب الشرعي على النحو المبين بالتحقيقات، كما قام المتهم بقتل المجنى عليها “نورهان.ف” – شقيقة المجني عليها الأولي – عمدًا من غير سبق إصرار أو ترصد، بأن قام بالتعدي عليها بالسلاح الأبيض آنف البيان قاصدًا من ذلك قتلها فأحدث بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياتها حال كون المجنى عليها طفلة وذلك على النحو المبين بالتحقيقات، كما أحرز سلاح أبيض “سكين” دون مسوغ قانوني أو مبرر من الضرورة المهنية.

وتضمنت قائمة أدلة الثبوت، في هذه القضية المقيدة تحت رقم 3779 لسنة 2021 جنايات قوص والمقيدة برقم 359 لسنة 2021 كلى قنا، فيما شهد به الشاهد الأول محمد أحمد الملقب صلاح البالغ من العمر 30 سنة – رائد شرطة ورئيس مباحث مركز شرطة قوص، حيث شهد بأن تحرياته السرية توصلت إلى وجود خلافات عاطفية بين المتهم والمجنى عليها الأولى ” ندى ” بسبب ارتباطها بشخص آخر غيره، وعلى إثر ذلك قام المتهم بالتوجه إلى مسكن المجنى عليها وقام بتوثيقها وتكبيلها والتعدي عليها بسلاح أبيض “سكين” تصادف وجوده بمحل الواقعة ، وحال ذلك أبصرته المجني عليها الثانية “نورهان” فقام بالتعدي عليها بالسلاح الأبيض آنف البيان فأحدث بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياتهما، وأضاف بأنه تمكن من ضبط المتهم وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة.

وتضمنت قائمة أدلة الثبوت ما جاء بأقوال الشاهد الثاني وليد رجب أمين مرعى، البالغ من العمر 46 عامًا ويعمل طبيب شرعي بمصلحة الطب الشرعي بوزارة العدل، حيث شه بأنه أخذ مسحة مهبلية من المجنى عليها الأولى وبفحصها تبين وجود حيوانات منوية بها وبإجراء أبحاث المقارنة بينها وبين المسحة الفمية المأخوذة من المتهم ثبت تطابقها وأنها تخص المتهم.

وتضمنت ملاحظات النيابة العامة، أن المتهم أقر بتحقيقات النيابة العامة بارتكابه الواقعة وقيامه بالتعدي عليهما وذبحهما بسلاح أبيض “سكين” محدثًا بهذا إصابتهما الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية ومثل كيفية ارتكابه الواقعة وأرفقت المعاينة التصورية بالأوراق، كما أورد تقرير الصفة التشريحية الخاص بالمجنى عليها “ندى” أن اصابة المجنى عليها في الرقبة والوجه إصابات حيوية حديثة ذات طبيعة قطعية ذبحيه حدثت من جسم صلب له ذو حاله حافة مثل سكين وتعزى وفاتها إلى تلك الإصابات، ويجوز حدوثها وفق التصور الوارد على لسان المتهم وفى تاريخ معاصر للتاريخ الوارد بالأوراق الطبية، وأورد تقرير الصفة التشريحية الخاص بالمجنى عليها “نورهان” اصابة المجنى عليها في الرقبة هي إصابات حيوية حديثة ذات طبيعة قطعية ذبحيه حدثت من جسم صلب له حافة حادة مثل سكين ويجوز حدوثها وفق التصور الوارد على لسان المتهم، وتعزى وفاة المجنى عليها إلى اصابتها القطعية الذبحية بالرقبة ويجوز حدوثها فى تاريخ معاصر للتاريخ الوارد بالأوراق.

وبعد تداول القضية في محكمة جنايات قنا، أصدرت المحكمة حكمها الرادع بإعدام المتهم “مجدي.ط” شنقًا بعد موافقة فضيلة المفتي، وأصدر الحكم المستشار أحمد حسن غلاب رئيس المحكمة، بعضوية المستشارين تامر الأمير وياسر عرفة المستشارين بالمحكمة، وبحضور عاصم أحمد عبدالرحمن رئيس النيابة بنيابة قنا الكلية، أمانة سر أحمد جمال مدير الادارة الجنائية بمحكمة استئناف قنا ومحمد عبد العزيز والعابد عبدالهادي مدير إدارة تنفيذ الأحكام بنيابة قنا الكلية وجبريل محمد العقيصى كبير حجاب محكمة استئناف قنا.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى