اتابع منذ يومين السجال الدائر بين بعض أعضاء مجلس إدارة نادي ألعاب دمنهور بشأن قرار عودة الفريق الأول لكرة القدم للعب والتدريب على ملعب ستاد دمنهور العريق الذي تشرفت بأن عملت مديرا عاما له طيلة سنوات سبع … وشهدت تلك الفترة عمليات تطويراً رغم عدم وجود إمكانيات.
كما شهدت تلك الفترة قراراً أصدره المحافظ الأسبق مهندس أحمد الليثي يرحمه الله بهدم الاستاد القديم وبناء ستاد أولمبي في مدخل المدينة أمام قرية الابعادية …
وعاصرت صراعا كبيرا حدث خلال تلك الفترة .. كان من نتائجه أن تم رفض قرار بيع اراضي الاستاد القديم .. وفي نفس الوقت بدأت فعليا خطوات إنشاء الاستاد الأولمبي وتم تكليفي بمتابعة الملف مع الشركة المنفذة – شركة حسن علام – وأعاد اللواء المرحوم محمد سيد شعراوي محافظ البحيرة السابق إحياء المشروع بعد أن توقف لفترة بعد ترقية المهندس أحمد الليثي يرحمه الله وزيرا للزراعة …
كنت بين نارين …. نار حبي وانتمائي للاستاد القديم العريق والذي كنت أتمنى أن يتم تطويره وكنت قد أعددت خطة من أربع مراحل نُفذت منها مرحلتان … كنت أفضلها على عملية إنشاء ستاد جديد … لكن العجلة كانت قد دارت وتم تنفيذ ٣٣ % من أعمال إنشاء الملعب الرئيسي و٦٦% من أعمال إنشاء حمام السباحة الأولمبي و٩٠% من إنشاء السور الخارجي …
كان المخطط جيدا جدا لو تم تنفيذه وكانت التكلفة الإجمالية وقتها لا تتجاوز الـ ٢٥٠ مليون جنيه …
ثم قامت الثورة … في ٢٥ يناير … وأصبح الملعب – وما زال حتى الآن أطلالا – تركت الخدمة وأُحلت إلى المعاش … وحاولت من خلال حملة كبيرة شاركني فيها الكثيرون ممن يعشقون البحيرة ويحلمون باستكمال الاستاد الأولمبي ( الحلم ) …
ثم فوجئنا بمحاولات جامعة دمنهور الاستحواذ على أرض الاستاد الجديد وأيدهم – مع شديد الأسف – مجموعة من الرياضيين على رأسهم نقيب المهن الرياضية وهو استاذ بكلية التربية الرياضية بأبي قير … حيث طالبوا بأن يتم التنازل عن أرض الاستاد مقابل الإبقاء على ملعب كرة القدم بمدرجاته وكذلك الحمام الأولمبي لتقام عليهما كلية للتربية الرياضية وتكون تابعة لجامعة دمنهور !!؟؟
وتستولي الجامعة على باقى المساحات لتنشىء عليها مستشفى طبي للجامعة ومبنى لكلية الهندسة وأخرى للتمريض !؟
كان رئيس الجامعة وقتها رجلا من المقربين اصحاب السلطة – هو الآن مبعد لاتهامه وادانته في قضية فساد كبرى ويقضي فترة العقوبة – لتضيع أرض الاستاد(الحلم ) ….
العجيب أن المساحات التي استولوا عليها بدأوا فعلا البناء عليها كما خططوا … وتركوا ما تبقى أطلالا … ولم ينفذوا وعدهم بإنشاء كلية التربية الرياضية وتركوا المدرجات تتآكل وتتصدع بفعل عوامل التعرية … ويتم إهدار صريح للمال العام ….
الأعجب والأغرب أننا فوجئنا منذ أيام بأن هناك قرارا قد تم اتخاذه بإنشاء كلية للتربية الرياضية جامعة دمنهور بقرية البستان بمركز الدلنجات !!؟؟
المتصدر للمشهد أيضا مع شديد الأسى والأسف …. صديقي نقيب الرياضيين الذي أضاع فرصة استكمال المشروع الحلم …!!؟؟
ما هذا التخبط … وما هذا العبث …؟؟
من يحاسب ومن يتحمل الخسائر … ؟؟
لماذا تم التفريط في أرض الاستاد بعد أن تم إنفاق ما يزيد على ٣٣ مليون جنيه بخلاف ثمن الأرض بأسعار عام ٢٠٠٢ م …
أما أنت ياصديقي يا نقيب الرياضيين فلا أملك إلا أن أقول لك: سامحك الله … فمن أجل أن تحقق حلمك بأن تكون أول عميد لكلية التربية الرياضية في جامعة دمنهور ساهمت في ضياع حلم أن يكون للبحيرة المظلومة أبدا والمنسية دائما ستادا أولمبيا …
ولتظل البحيرة بلا ملعب محترم مجهز يتدرب عليه فريق المحافظة … وتظل البحيرة بدون حمام سباحة أولمبي واحد !!؟،
لله الأمر من قبل ومن بعد ….