لفت نظري و بشدة اليوم هذا الاقبال الكبير وغير المسبوق على انتخابات نقابة المهندسين الفرعية بالبحيرة وهذا الكم الضخم من الدعاية المكلفة داخل وخارج مقر النقابة و على جانبي الطريق الرئيسي …
وأعود بالذاكرة القريبة لأتذكر ما حدث في انتخابات نادي ألعاب دمنهور وقبلها في انتخابات مجلس الشعب ….
وأتساءل: لماذا يتسابق البعض للترشح لعضوية تلك الهيئات … و لماذا أيضا ينفقون ببذخ ولا أقول بسفه …
ثم … – وهذا هو الأهم – ما المردود الذي يعود علينا نحن من ذلك …. فمعظم المرشحين لا ينفذون ما وعدوا به قبل وأثناء حملاتهم الانتخابية …. وغالبا ما تتبخر أحلامهم ووعودهم الوردية … ولا يكلفون أنفسهم عناء تفسير ذلك الاخفاق أو التخاذل ….. أو التراجع عن تلك الوعود ….
العجيب أيضا أن الظاهرة لا تقتصر على مدينة بعينها أو مجال محدد بذاته … بل هي ظاهرة عامة تنتشر في كل ربوع المحروسة من أسوان إلى العريش و من حلايب إلى السلوم وفي جميع المجالات ( سياسية – مهنية – رياضية – فنية – اجتماعية …. )
من هنا يجب دراسة الأمر ومعرفة أسبابه ودوافعه وأيضا علاج سلبياته التي تظهر المجتمع في صورة مغايرة للواقع وتمنع وتغلق بابا تهدر وتنفق فيه الأموال فيما لا يفيد …
أيضا لابد من التدقيق عند وضع شروط الترشح لأي منصب خدمي لمنع تسرب العناصر الفاسدة التي تقتحم مجالس الإدارات وتحولها إلى عزب خاصة تحقق من خلالها مكاسب غير مستحقة أو تتاجر بأحلام البسطاء … ولا يقل لي أحد إن ذلك مخالف للدستور أو أنه تقييد للحريات … فالحرية والممارسات الديمقراطية تحتاج إلى ضوابط وبجب ألا تترك حسب الأهواء ….
وكل انتخابات و انتم طيبين ….