عاممقالات

يا منتخب الدراجات .. الأخلاق قبل الميداليات

سقطة أخلاقية مدوية تلك التى يرتكبها إتحاد الدرجات بعد قراره بسفر وإشراك اللاعبة شهد سعيد ضمن منتخب مصر للدرجات للمشاركة في أوليمبياد باريس، وعدم حسمه أمر استبعادها حتى الآن، رغم ما ارتكبته تلك اللاعبة من فعل مشين ولا أخلاقى عندما تعمدت إيذاء والإصطدام باللاعبة جنة عليوة وأوقعتها حتى لا تحصل على ميدالية برونزية فى مسابقة بطولة الجمهورية والتى أُقيمت بمحافظة السويس منذ عدة شهور، الأمر الذي تسبب فى إصابة اللاعبة جنة بإرتجاج فى المخ وكسور فى العضلات وتم تركيب شرائح ومسامير وأنهت أحلامها الرياضية.

وقد شغلت تلك الواقعة الراى العام حينها ونالت إستنكاراً عاماً داخل الشارع المصرى لهذا الفعل الجبان بعد أن إنتشر فيديو الواقعة، الأمر الذي أدى إلى قيام إتحاد الدراجات حينها بإيقاف شهد لمدة عام.

وبدلا من أن يقوم إتحاد الدراجات بشطب اللاعبة نهائيا من اللعبة لفعلتها المشينة التي تنافي كل القيم والمُثل والأخلاق الرياضية، إذا بإتحاد الدرجات ورئيسه وجية عزام يكافئها بشرف تمثيل مصر ويقر مشاركتها في أولمبياد باريس الذى سينطلق بعد بضعة أيام ، الأمر الذي أصاب الشارع المصرى بخيبة أمل وحسرة لهذا القرار العحيب الذي يضرب كل معانى القيم والأخلاق فى مقتل.

بعض رواد السوشيال ميديا اعتبروا الأمر جريمة فساد أخلاقى لا تقل عما فعلته اللاعبة فى زميلتها من قبل، وبمجرد الإعلان عن مشاركة شهد فى تمثيل مصر انطلقت الحملات التي تستنكر مشاركة لاعبة بهذا السلوك الأخلاقي المتدنى مع المطالبة بإقالة إتحاد الدراجات المتواطىء.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يعلم هذا الإتحاد المتوطئ الرسالة التي ستصل للأجيال الحالية والقادمة بعد قرارهم ومشاركتهم عن عمد في هدم للأخلاق الرياضية والتى تعتبر العنوان الرئيسى فى ممارسة الرياضة ؟

هل يعلم هذا الإتحاد المتواطئ أنه بهذا الفعل يهين مصر وإسم مصر على مستوى العالم ويهين الرياضة المصرية ويوصمها بسوء الأخلاق وإنعدام المباديء والقيم ؟.

هل يتذكر إتحاد «العار» الموقف المشرف النبيل الذى فعله بطل مصر فى لعبة الجودو محمد رشوان في أوليمبياد لوس أنجلوس ١٩٨٤ عندما رفض اللعب على الساق المكسورة للاعب اليابان وتعمد خسارة المباراة وخسر الميدالية الذهبية ولكنه إكتسب إحترام العالم أجمع وأعطى صورة مضيئة عن مصر وأخلاق المصريين والرياضة المصرية، حتى اطلق عليه اليابانيون لقب الفارس النبيل وتم تكريمه باليابان أكثر من مرة ومنحة أرفع الآوسمة.

كم من لاعب حصل على الميداليات الذهبية ولا يتذكره أحد ولكن رغم مرور ٤٠ عاما على واقعة بطل مصر محمد رشوان، لم ينس أحد موقفه الأخلاقى وسيظل محفوراً فى صفحات التاريخ الرياضى المضيئة.

فى النهاية أدعو كل مسؤل ومن يشغله إسم مصر وسمعة مصر وعشق هذا الوطن وأدعو اللجنة الأولمبية المصرية إلى وقف هذا العبث الأخلاقى بإستبعاد اللاعبة من تمثيل مصر والإنتصار للقيم والأخلاق الرياضية، من أجل إيصال رسالة للشباب المصرى والرياضيين فى مختلف اللعبات أن الرياضة أخلاق وقيم قبل أن تكون مكسباً وخسارة.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى